تأثير العقليات
تعتبر عقلية الأداء العالي ذات أهمية بالغة، ويجب على كل مدير وقائد فريق تبني هذه العقلية. عليك أن تفهم أولاً أن عقلية الأداء العالي تتألف من أربع عقليات بالغة الأهمية، وجميعها مدعومة ومدفوعة بفهم قائد الفريق أو المدير
لما يحفز الموظفين وما (يثبطهم) ، وفهمه السلوك البشري كذلك. إن معظم الموظفين مبرمجون على القيام بالأمور نفسها تقريبا، فما يفكرون فيه ويشعرون به ينعكس على كيفية إدارتهم لحياتهم المهنية واليومية، وهذا  بدوره يساعد على تشكيل عقلياتهم؛ فالعقلية تحفز السلوكيات والأفعال داخل الفرد، وسلوكياته وأفعاله تلك هي التي تقوده إلى النتائج، سواء كانت جيدة أم سيئة، عادية أم متميزة.
إذن، ما العقلية بالضبط؟ هناك تعريف بسيط يعرف العقلية بأنها طريقة تفكير تحدد سلوك الشخص، ووجهات نظره، وأسلوبه يجب على المديرين التركيز على التأثير في أفكار ومشاعر فريقهم من أجل تعزيز أدائهم. والطريقة التي يفكر بها موظفوك ويشعرون بها ستحدد الكيفية التي سيديرون بها حياتهم المهنية، ومدى انخراطهم في العمل، ومدى التزامهم تجاهك، وتجاه المؤسسة وأهدافها؛ لذلك فإن إدارة عقلياتهم منذ اللحظة الأولى التي يلتحقون فيها بفريقك أو بمؤسستك هي أمر حتمي.
وللقيام بذلك، عليك فهم بعض الأمور بشأن العقليات. تتشكل العقليات مع مرور الوقت، وتكون إما عقليات واعية (حيث يختار الشخص عقلية معينة) ، أو غير واعية (تتطور العقلية بشكل غريزي كرد فعل على أحد العوامل المحفزة، مثل تغيير الإجراءات)، ولكن في حين أن بعض الأشخاص لا يختارون عقلية معينة بشكل واع، فإنه يمكن اكتسابها بسهولة  مع مرور الوقت، وتصبح هي الأساس. وبالمثل يمكن أن تتغير العقليات في لحظة.
وتتأثر العقليات بمعتقدات الشخص وافتراضاته وتصوراته (التي لا تتفق دونا مع الواقع)، وغالباً ما تكون العقلية الواعية مدفوعة برغبة، وهي مطلوبة لبلوغ هدف ما، حتى إن كان يعتقد سابقا أنه لا يمكن تحقيقه؛ فالعقلية الواعية في كثير من الأحيان تكون مطلوبة لإدراك الإمكانات (المعروفة أو الخفية)، وغالباً ما يتطلب الأمر قوة معرفية لتجاوز الأفكار والمشاعر

والانفعالات التي تشكل عائقا أمام تحقيق الأهداف.
ويتحلى المديرون أصحاب الأداء العالي بطريقة تفكير تعني أنهم يختارون السلوكيات والأفعال والأنشطة عن وعي وقصد من أجل التأثير بشكل مباشر في طريقة تفكير الموظفين وشعورهم، قبل أن يفكروا في الطريقة التي يؤدي بها موظفوهم أعمالهم، والحفاظ على هذا الأداء.
العقليات الأربع المهمة
تعتبر كل من العقليات الأربع المهمة - عقلية الذكاء الانفعالي، وعقلية الارتباط، وعقلية النمو، وعقلية الأداء“ بالغة الأهمية لزيادة الاداء والإنتاجية لدى الموظفين وتعزيز العقد النفسي.
إن كيفية التحلي بكل عقلية، وكيفية الجمع بينها هما موضوع هذا الكتاب.
والعقليات المناسبة لإعداد المديرين ذوي الأداء العالي وأعضاء الفريق وتحفيزهم