عامل الذكاء
ذات مرة قال الفكاهي الغربي جوش بيلينجس: ليس ما يعرفه المرء هو ما يضره، بل ما يعرفه ولا يكون صحيحاً
خلال مرحلة تنشئتي، أخبرني أساتذتي ووالدي مراراً وتكراراً، بأنني إن لم أحصل على تقديرات جيدة، وإن لم أتخرج من المدرسة العليا، وإن لم أذهب إلى الجامعة، لن أنجح في حياتي، وقد صدقتهم. عندما فشلت في المدرسة العليا أصبحت عاملاً، فلبضع سنوات لاحقة، غسلت صحوناً وحفرت آباراً وعملت في نشر الخشب وفي المصانع وأحياناً كنت أنام في سيارتي.
أخيرا - وأنا غارق في الإحباط بسبب رؤية كل الناجحين من حولي والذين  يصغرونني بسنوات - بدأت أتحدى معتقداتي حول النجاح والفشل، وأخذت أتساءل: لماذا يكون بعض الناس أكثر نجاحا من غيرهم؟
وقد فاجأني ما اكتشفته؛ فلقد وجدت أنه لم تكن هناك سوى علاقة طفيفة بين النجاح وبين التعليم العالي والذكاء والتقديرات المرتفعة، أو كونك تنحدر من عائلة غنية، أو حتى قدراتك الطبيعية.
يعرف الذكاء على أنه ميزة مهمة للأشخاص الناجحين في كل مجال؛ لكن البحث الموسع قد توصل إلى أن كثيرا من الناجحين لا يتمتعون بقدرات ذكاء استثنائية، ولم يحصلوا على تقديرات مرتفعة في المدرسة. ربما يكون معدلات
ذكائهم أعلى من المتوسط، لكنهم ليسوا عباقرة. 
طريقة للتصرف
استخلص الخبراء أن الذكاء هو طريقة للتصرف أكثر منه تقديرات عالية أو معدل ذكاء مرتفع. إذن ما الذي يمكن أن نعتبره طريقة ذكية للتصرف؟
الإجابة بسيطة: أنت تتصرف بذكاء عندما تقوم بعمل شيء يوجهك نحو أحد الأهداف التي وضعتها لنفسك، وأنت تتصرف بدون ذكاء حينما تفعل شيدا لا يحركك نحو ما تريده.
في ندواتي، أدرس أسلوبا بسيطا أعد به كل الأفراد في الغرفة بأنه سيضاعف دخلهم، وأطلق عليه طريقة أ/ب.
وإليك كيفية تطبيقها: عليك تقسيم كل مهامك وأنشطتك إلى قسمين، المهام أ والمهام ب. المهام أ هي الأنشطة التي تقربك من الأهداف التي تقول إنك تريد إنجازها حقا. ومن هذه الأهداف أن تكون أكثر نجاحا في مجال عملك، وأن
تكسب مالاً وفيرا، وأن تنفق المزيد من المال مع عائلتك وأصدقائك، وأن تستمتع بصحة ممتازة.
ومن ناحية أخرى، تكون الأنشطة ب هي التي لا تحركك نحو هذه الأهداف، أو تقوم بما هو أسوأ من ذلك، وهو أن تبعدك عنها .
إليك قاعدة ستغير حياتك: لا تقم سوى بالمهام أ. درب نفسك على أداء هذه المهام التي تغذي وتعزز حياتك وعملك والتي تعطيك شعورا بالتقدم نحو إنجاز الأشياء التي تريدها كي تصبح الشخص الذي تريد ه.
سوف تمكنك هذه الإستراتيجية البسيطة من زيادة إنتاجيتك وأدائك ونتائجك بمقدار ضعفين أو ثلاثة خلال الشهور والسنوات القادمة.
والأفضل من كل ذلك هو أنك عندما تعمل على أكثر أهدافك أهمية، سوف تستمتع بمشاعر الانتصار، وهي عبارة عن شعور بالتقدم وبمزيد من السعادة والرفاهية، ما يرفع من تقديرك لذاتك، وهكذا سوف تستمتع بمعدلات أعلى من احترام الذات والفخر بنفسك.

فضلاً عن ذلك، فإنك عندما تعمل وتكمل مهامك وأهدافك المهمة، سوف تكسب الاحترام والتقدير والإعجاب من كل فرد حولك، وسرعان ما ستصبح أحد أكثر الأشخاص قيمة في مؤسستك.