وقت التخطيط الإستراتيجي وتحديد الأهداف
هناك ميزة إن امتلكها المرء
فاز وربح: إنها وضوح الغاية،
ومعرفة ما يريده المرء
والرغبة الملحة في تحقيقه.
- نابليون هيل
أحد أهم أنواع الوقت هو الوقت الذي تقضيه في التفكير واتخاذ القرار والتخطيط لكيفية إنجاز الأشياء التي تريدها فعلياً في الحياة.
وأكبر مضيعة للوقت هو البدء في العمل بدون أهداف محددة وواضحة؛ فكثير من الناس يقضون أغلب سنواتهم المنتجة في الاستجابة والتفاعل مع أي شيء يحدث من حولهم والعمل على إنجاز أهداف غيرهم بدلاً من تخصيص الوقت الكافي لكي يتأكدوا تماما مما يريدونه في حياتهم.
هناك مقولة شائعة تقول: قبل أن تقوم بأي شيء، عليك أن تقوم أولاً بشيء آخر قبله".
قبل أن تتأهب لمغامرة الحياة الكبيرة، عليك أن تقرر إلى أين تود الوصول، والخبر الجيد أنه لم تكن هناك فرص لكي تحقق أهدافك أكثر مما توجد اليوم؛ لكنك أنت وحدك الذي يمكن أن تقرر ما تريده.
ما الفرق بين الغني والفقير؟ أحد التفسيرات هو أن حوالي ٨٥/ من الأغنياء لديهم هدف كبير يعملون عليه طوال الوقت، أما فقط ٣/ فحسب من الفقراء فلديهم هدف كبير، وأحياناً يعملون عليه، إذا حدث على أي حال.
‭1%‬مقابل ٩٩/‬
اليوم هناك جدال واسع حول الاختلاف الواقع بين أصحاب ال ١/ وبقيتنا، كما أن هناك ادعاء بأن ال ١/ من الناس يمتلكون ثروة أو يتحكمون بثروة تفوق ثروة أي شخص آخر يقارن بهم؛ ولكنها في الحقيقة إحصائية غير دقيقة.
الاختلاف الوحيد يقع في حقيقة الأمر بين نسبتي ال ٣/ وال ٩٧  اللتين ذكرناهما سلفاً . ولأن معظم الناس يبدأون بالقليل أو من الصغر، يجب أن  يكون السؤال الحقيقي: كيف أصبح المنتمون إلى نسبة ال ٣/، الذين بدأوا من الصفر، ناجحين للغاية في خلال جيل أو جيلين؟ .
الإجابة بسيطة، فالمنتمون إلى نسبة ال ٣/ لديهم أهداف وخطط مكتوبة واضحة يعملون عليها كل يوم، وهم يعرفون جيدا من يكونون وماذا يريدون وإلى أين يذهبون. فلديهم برنامج عمل وخريطة طريق، ترشدهم أسرع وبصورة أكثر دقة نحو تحقيق الصحة والسعادة والثروة والازدهار، وهي الأشياء التي يسعى إليها أشخاص كثيرون طوال حياتهم.
وكنتيجة لامتلاكهم أهدافاً واضحة مكتوبة، فإنهم يستغرقون وقتاً أقل بكثير من الإنسان العادي، فالأشخاص الذين يمتلكون أهدافا وخططا مكتوبة يكسبون ويجمعون - في المتوسط - ما يعادل عشر مرات ما يكسبه غيرهم
ممن هم في نفس مستويات الذكاء والتعليم.
الوضوح هو كل شيء
هناك قصة تحكي عن صياد ذهب إلى أطراف الغابة، وأغلق عينيه، وصوب بندقيته، ثم اتجه إلى صديقه، وقال: أتمنى بصدق أن تجد طلقتي حيواناً تقتله!".
هذه هي الطريقة التي يعيش بها كثيرون من الناس؛ فهم يتحركون بسرعة في الحياة، مثل الكلب الذي يطارد سيارة مارة، ونادراً يلحق بها، بل يمضي أغلب الناس حياتهم بدون أهداف، ويفعلون أفضل ما يمكنهم ويأملون أن يحدث لهم الخير فحسب؛ ولكن الأمل ليس إستراتيجية، بل هو وصفة للفشل، إن لم يكن كارثة.
لكي تزيد من نطاق وقتك، وكي تستمتع بأكبر قدر من الثروات وأقيم المكافآت، تحتاج إلى القيام بانتظام بتخصيص وقت للتفكير في أهدافك، خاصة عندما تختبر تغيرات مطردة ومتسارعة. يجب عليك تحديد الأهداف، ووضع الخطط، وتنظيم حياتك بصورة تتناسب مع الأشياء التي تريد القيام بها بالفعل، وامتلاك أعظم أدوات لإدارة الوقت.
يتطلب وضع الأهداف والتخطيط الإستراتيجي الشخصي أن تتمهل قليلاً، مبتعداً عن المقاطعات والملهيات، ثم يكون عليك الإجابة عن العديد من الأسئلة الرئيسية لضمان أن ما تقوم به في العالم الخارجي يتوافق مع الشخص الذي بداخلك ويتناغم مع ما تريد إنجازه حقا .
انظر بداخل نفسك
إن أول سؤال عليك أن تسأله هو: من أنا؟ حيث تكشف إجابتك عن هذا السؤال صورتك الذاتية، كما تكشف الشخص الذي تعتقد أنك عليه؛ ونظرا لأن سلوكياتك الخارجية تتوافق دائماً مع الطريقة التي ترى أو تصف بها نفسك من الداخل، تخبرك هذه الإجابة بالكثير عن نفسك.
تقول اللافتة المعلقة فوق مبنى أبولو بمدينة دلفي في اليونان القديمة: أيها الإنسان، اعرف نفسك. هذه هي نقطة الانطلاق نحو الحكمة.
قال سقراط: الحياة التي لم تختبر بعد لا تستحق أن نحياها . إذا لم تخصص وقتا بانتظام لاختبار حياتك والتأكد من أنك مدرك لأهدافك وأنها لم تتغير، فسوف تصبح تفاعلاتك قائمة على رد الفعل، فتتصرف باندفاع وتقوم غالباً بما يريده الآخرون منك.
ابدأ تحليل الأهداف بأن تدرك أنك كائن فريد، وفائق الإمكانات، وأنه لم يوجد، ولن يوجد، أي شخص يشبهك: كن نفسك؛ فكل شخصية أخرى قد حجزت ولن تتكرر.
أنت خليط مميز ومعقد من المعرفة والخبرة والتعليم والمواهب والقدرات والاهتمامات والعواطف والرغبات والمخاوف، بالإضافة إلى أنك " بدءا من مرحلة الطفولة فصاعداً - تمتلك سلسلة معقدة من التجارب التي شكلتك حتى تكون الشخص الذي أنت عليه الآن.
ولدت نقاط قوتك وإمكاناتك مصحوبة بالقدرة على أن تتميز بدرجة كبيرة في أمر، أو ربما عدة أمور. إن مسئوليتك الكبيرة تجاه نفسك وتجاه الآخرين هي أن تعثر على تلك المهمة الخاصة التي خلقت على هذه الأرض لكي تنجزها.
يجب أن توضح رؤيتك والفرض من حياتك ورغبتك الأقوى.