جودة حياتك
تتحدد جودة حياتك عامة بجودة إدارتك لوقتك؛ لكن إدارة الوقت هي حقا إدارة شخصية، إدارة حياة؛ أي أنها إدارة نفسك، فإذا لم تتحكم بوقتك على نحو ملائم، فيصعب عليك التحكم في أي شيء آخر.
مما يؤسف له أن أغنى وأنجح رجل في العالم لديه الأربع والعشرون ساعة نفسها التي لديك في اليوم، والغرق بين الناجحين والفاشلين هي أن الناجحين .
- أحيانا رغم وجود إمكانات وفرص أقل - ينجزون غالبا أكثر بكثير من غيرهم لأنهم يستخدمون وقتهم بطريقة أفضل وأكثر فاعلية.
إن مهارتك الأهم والتي تتقاضى مقابلها أعلى أجر هي قدرتك على التفكير ، قبل وفي أثناء أداء العمل. إنها قدرتك على تحديد ما هو أكثر أهمية وما هو أقل.
يخبرنا الأطباء النفسيون بأن مقدار احترامك لذاتك - كم تحب وتقدر نفسك - هو المفتاح لقياس مدى سعادتك في أي مجال من مجالات الحياة، وكي يزداد مقدار احترام الذات فأنت بحاجة إلى الشعور بالفاعلية الذاتية “ أي الثقة بأنك تستطيع إدارة حياتك وتحقيق أهدافك وتأدية مهامك وحصولك على النتائج المرجوة والتي تنتظرها من نفسك.
إن مدخراتك الأكثر قيمة هي قدرتك على الكسب ، أو قدرتك على الوصول إلى نتائج يدفع لك الناس عنها مقابلاً مادياً، ومرة أخرى يتحدد ذلك تبتا لكيفية استخدامك لوقتك في أثناء العمل وكذلك قبله وبعده. ذات مرة كتب توماس إديسون: التفكير هو أصعب عمل يقوم به الإنسان،
وهذا هو سبب أن معظم الناس يفضلون الموت على التفكير.
إن الطريقة التي تفكر بها في الوقت، بالإضافة إلى الطرق المتاحة المتنوعة في
استخدام وقتك، هي التي تحدد إلى درجة كبيرة فاعليتك وجودة جميع جوانب حياتك.
توقف وفكر
يعيش معظم الناس في حالة تعتمد على ردود الفعل ، فعندما يحدث أمر حولهم، يتفاعلون ويستجيبون في الحال وتلقائيا وبدون تفكير، ويصبحون أسرى للحظة الحالية أو لآخر رنين على هواتفهم الذكية أو إشعار على
الحاسوب.
إن مفتاح السيطرة الكاملة على وقتك وحياتك هو أن تتوقف وتفكر قبل أن تتفاعل وتستجيب؛ لذا عليك التعرف على نوع الوقت والسلوك المطلوب منك في أية لحظة، ومن ثم الاستجابة بما يلائم ذلك الموقف.
فاز المؤرخ الإنجليزي أرنولد توينبي بجائزة نوبل لعمله الذي تألف من اثني عشر مجلدا بعنوان A Study of History ؛ حيث تتبع هذه السلسلة من الكتب ازدهار وانهيار ثلاث من الحضارات أو الإمبراطوريات العظيمة عبر ألفين وخمسمائة سنة، ولقد اكتشف توينبي وجود دورة متوقعة تمر بها الإمبراطوريات، منذ نشأتها المبكرة حتى انهيارها.
وقد عرض فكرة نظرية التحدي والاستجابة في التاريخ ؛ حيث أظهر أن كل حضارة عظيمة بدأت صغيرة، أحيانا مثل قبيلة أو قرية صغيرة، وعن طريق الاستجابة المتكررة الفعالة للتحديات الخارجية “ عادة يكون مصدرها القبائل المتصارعة وأعداء الإنسان “ تستمر المجموعة في النمو والتوسع حتى تهيمن  على أراض شاسعة.
على سبيل المثال، بدأت إمبراطورية المغول - أكبر إمبراطورية في التاريخ - بثلاثة أشخاص وهم: تيموجين؛ ووالدته أولين وأخوه الأصغر، وذلك بعد أن دمرت قبيلة منغولية أخرى قريتهم. من بداية تيموجين المتواضعة - الذي عرف
فيما بعد باسم جنكيز خان، أو المحارب المثالي - انتشرت الإمبراطورية المنغولية من بحر اليابان شاملة الصين والهند وكثيرا من روسيا والشرق الأوسط، وحتى البحر المتوسط ونهر الدانوب.