يساعد كل من الوعي التام والتقبل على جذب انتباهنا وتوجيهه نحو الوقت الحاضر ؛ حيث يمكن لمعايشة هذه اللحظة الحالية الرائعة المساعدة على تبديد مشاعر السلبية المحيطة بنا عندما نكون في خضم نوبة اكتئاب. ولعل السبب في ذلك أننا بعيش اللحظة الحالية نصبح قادرين أكثر على عيش واقع حياتنا بدلاً من اجترار أحداث الماضي والقلق بشأن المستقبل المجهول؛ وهو ما قد يساعدنا على تخفيف مشاعر الإحباط واليأس الحالية؛ وهو ما سيفسح أمامنا المجال لتقييم الوضع الحالي، وكشف النقاب عن أشخاصنا المحبة التي غمرتها مشاعر الاكتئاب ليس إلا.

وعيش اللحظة الحالية هو صميم العلاج من الاكتئاب - وبسرعة؛ وهو ما يساعدنا على التخلص من مشاعر الندم التي تتعلق بأحداث الماضي، وتهدئة عقولنا المضطربة التي تركز على المستقبل المظلم. كما يساعدنا على اكتشاف أننا جزء من شيء ما أكبر يمكننا التواصل معه، وكذلك يساعدنا على التعافي من الشعور بالتعاسة، ويعلمنا كيفية التحلي بمنظور حياتي عميق يلازمنا حتى عندما نمر بأفضل اللحظات وأحلكها. وعندما اكتشفنا مدى سهولة معايشة اللحظة الحالية عن طريق ممارسة الوعي التام والتقبل، صارت لدينا الادوات اللازمة ليكون كل منا إنساناً ودودا، ومبتهجاً، وسعيداً، وسوداً.

وبعيشنا اللحظة الحالية، سنتحلى أيضاً بفهم أفضل لكيفية تواصل عقولنا، ومشاعرنا، وأجسادنا بعضها ببعض. ونكتشف بطرق العلاج الجسدي التفاعل بين أجزائنا الثلاثة هذه، ومعرفة كيفية التسليم بصحة هذه الأنماط؛ فنتوقف عن إبداء ردود الفعل المتسرعة، ونصبح أكثر تعقلاً عند تجاوبنا مع الأشخاص أو الظروف المختلفة. وبالكشف عن الطفل الموجود في داخلنا، نتعلم كيفية فهم ما يؤلمنا . كذلك باكتشافنا قيمة الحكمة، سيبدأ التعافي من الاكتئاب.

وسيساعدنا التقبل على فهم أن الإجابة تكمن داخلنا نحن، وأننا نمتلك الطاقة اللازمة لمساعدة أنفسنا على الانتقال من مرحلة المعاناة إلى مرحلة التعافي، وكذلك الانتقال لعيش حياة حافلة وأكثر حرية.