ثلاثة أنواع من الذاكرة
أنواع الذاكرة الثلاثة هي: المرئية والشفهية والحركية، وكل واحدة منها يمكن أن تكون قوية أو ضعيفة، وأول نوعين فقط هما المرتبطان بالمخ. وهذا بالطبع هو مجرد تبسيط مخل لما نطلق عليه الذاكرة. فقد كشفت الدراسات الاستقصائية ما يزيد على ١٠٠ مهمة مختلفة للذاكرة في الحياة اليومية، والتي يمكن أن تسبب مشكلات للناس، ويتطلب كل نوع منها إستراتيجية مختلفة. (آسف على إخبارك بالتالي، لكن عليك أن تعرف أن تعلمك طريقة سهلة تتمكن بها من حفظ رقم طويل مكون من ١٠٠ رقم (انظر الفصلين ٨، ٩) لا يضمن لك أنك ستتذكر المكان الذي وضعت فيه نظارتك التي اعتدت
نسيانها). يفترض بعض الأشخاص أن الذاكرتين المرئية والشفهية تعملان بطرق متباينة للغاية وكذلك بمعدل سرعة مختلف، وتظهر معظم الدراسات أن الذاكرة الحركية تتفوق على ذاكرة الكلمات.
لتقوية ذكرياتنا الشفهية، فإننا نستخدم القوافي والأغاني و الترميز الحرفي وبقية حيل تقوية الذاكرة الأخرى؛ ولكن يسهل على معظم الناس تقوية ذاكرتهم المرئية ، وهو السبب في أن معظم تقنيات الذاكرة تتضمن تكوين صورة ذهنية. جرب بنفسك: أعد قائمتين، واحدة باثنتي عشرة كلمة والأخرى باثنتي عشرة صورة، وانظر إلى كل منهما لمدة ه دقائق. وبعد ٣
أيام من الآن، حاول استنساخ كليهما وأراهن أنك ستتذكر الصور بدرجة أكبر من الكلمات.
وبالإضافة إلى هذين النوعين من الذاكرة اللذين نألفهما جميعا، هناك نوع ثالث، وهي الذاكرة الحركية، أو ما يتذكره جسدك. لا يحتاج الرياضيون أو الراقصون إلى إقناعهم بأن عضلاتهم ومفاصلهم تبدو كأنها تمتلك ذاكرة مستقلة، وكذلك لا يمكن لأي شخص تذكر رقم هاتف من خلال تحريك أصابعه و تذكر كيف قام بطلبه باستخدامها.
في المرة القادمة التي يتعين عليك فيها تذكر قائمة - أي قائمة - اقرأ العناصر بصوت عال مع تحريك جزء من جسدك في الوقت نفسه، فمن يمارس فن الحركات النقرية على سبيل المثال يمكنه تأدية حركات ذلك الفن في أثناء استذكار محاضرة في التاريخ، ولاعب البيسبول يمكنه ربط كل حركة من حركاته في اللعبة بعنصر من عناصر قائمة عليه تذكرها. ولا يتعين أن يكون للحركات نمط معين، فأي حركة عشوائية للجسد ستكفي. فعلى سبيل المثال، إن كان عليك حفظ قائمة بدول معينة، فاربط كل دولة بحركة معينة. فمثلا لحفظ دولة بتسوانا، قم بنطقها بصوت عال مع رفع ذراعك اليمنى، وحرك رقبتك مع نطق اسم دولة زيمبابوي، واثن ركبتك مع نطق اسم دولة ليسوتو، وارفع يدك اليسرى مع نطق اسم دولة بوركينا فاسو، وحركي شعرك مع نطق اسم دولة موريشيوس، واركل بساقك مع نطق اسم دولة مالاوي، والمس أصبع قدمك اليسرى مع نطق اسم دولة كازاخستان، واليمنى مع نطق اسم دولة قيرغيزستان، واثن خنصرك الأيسر مع نطق اسم دولة طاجيكستان،
والأيمن مع نطق اسم دولة تركمانستان.
حينما يتعين عليك تذكر قائمة الدول هذه تحرك وحسب! قد يبدو الأمر غريبا بعض الشيء، خصوصاً إن كانت حركاتك مبالغاً فيها، ولكنها إن كانت تنجح معك، فمن يهتم؟ (إن كنت تكره لفت الأنظار، فإن التفوه باسم ما تريد تذكره
بصوت عال قد يساعد: أنا أطفئ الموقد أنا ركنت سيارتي في القسم ر ١٥". "أنا أضع نظارتي فوق خزانة الملفات").

 

لم ننسى؟
بينما تفكر في عناصر تحسين الذاكرة وتقويتها، يمكنك استخدامها لمعرفة السبب وراء نسيانك أيضا . إن أصل الذاكرة الضعيفة يكمن في أحد النطاقات الثلاثة التالية:
- فشلنا في جعل المادة ذات معنى.
- فشلنا في فهم ما علينا تذكره.
-عدم رغبتنا في التذكر.
- فشلنا في ربط ما نريد تذكره بشيء نعرفه بالفعل.
- فشلنا في جعل شفراتنا الشفهية أو البصرية حدة وغير معتادة بل
وغريبة أو حتى مثيرة للاستهجان، كي نجعلها قابلة للتذكر.
“ عدم استخدامنا للمعلومات المتوافرة لدينا.
وكما سترى في الفصول القادمة، فإن خيالك وإبداعك هما أساس كل تقنية  ذاكرة ستتعلمها. لابد من تنظيم كل ما هو عشوائي، ومنح كل ما هو خال من المعنى معنى وهدفا، وجعل كل ما هو سهل النسيان قابلاً للتذكر.