لدينا جميعا ذاكرة عادية
في الواقع، يبدأ كل واحد منا بنفس قدرات التذكر الأساسية ، لا أكثر ولا أقل. ويكون بعضنا أفضل في نواح معينة من غيره، فأنا موهوب فيما يتعلق بالأرقام، وتذكر المعلومات العامة، واكتسبت مهارة كذلك في بعض المجالات، ولكنني في الوقت نفسه قد أنسى اسم صديقي المقرب إن لم أعمل جاهداً على تذكره، كما أنني أكون غاية في الارتباك في المواقف الاجتماعية، وأعاني صعوبة في حفظ القصائد أو الأغاني أو النصوص كلمة بكلمة، كما أنني أنسى المكان الذي أضع فيه نظارتي من حين لآخر.

ولكن حين أقرر - وسنرى مدى أهمية هذه الرغبة حالا - تطبيق بعض طرق تقوية الذاكرة التي ستتعلمها في هذا الكتاب، يمكنني فعلا أن أستبعد
النواحي التي أكون ضعيفاً فيها وأركز على نقاط قوتي وأنميها ٠ كيف تبدو الذاكرة العادية ؟ إن اختبرتكم لمعرفة عدد الأرقام أو الأسماء أو الوجوه أو الكلمات العشوائية التي يمكنكم تذكرها في دقيقة واحدة (وسأفعل ذلك في الفصل ٢) فإن العديد منكم سيتراوح معدل ما يتذكره منها بين ٧ و ٠ ١ . ومجددا، أؤكد أن بعضكم سيكون أفضل في مهام معينة من البعض الآخر. ولكن دون التمرن والتدرب، ودون تعلم طرق تتمكن بها من تحسين  ذاكرتك ، فإن تذكر قائمة بقالة لا تتضمن أكثر من عشرة أغراض قد يصبح أمرا شديد الصعوبة.