كيف نتذكر ولم ننسي؟
الأفكار كلها عبارة عن ارتباطات: فالموجود أمامك بذكرك بشيء قد لا تعرف أنك على علم به من الأساس.
- روبرت فروست
إن جوهر الذاكرة هو القدرة على التواصل مع حقيقة أو إحساس كما لو أنه قد وقع للتو . وكي تنمي ذاكرة بارعة، عليك أن تحتفظ بالحقائق والصيغ والتجارب والأرقام والأسماء والوجوه داخلها وتضعها تحت تصرفك، بحيث تتمكن من استدعائها كلما احتجت إليها أو أردتها.

لماذا ينسى الكثيرون منا أين وضعوا مفاتيح السيارة أو النظارة أو الهاتف الخلوي؟ هذا يرجع إلى أن وضع هذه الأشياء يندرج ضمن التصرفات اليومية العادية، ويعد جزءا لا يتجزأ من مظاهر حياتنا الرتيبة (طيقا لمجلة ريدرز دايجيست, فإن البالغين يقضون ما يقارب ١٦ ساعة في العام يبحثون عن أشياء أضاعوها) . إننا نلاقي صعوبة في تذكر ما لا ننتبه إليه أو لا نلقي بالا له. إنك لن تتذكر رقم هاتف ذكر أمامك إن كنت تتخيل في اللحظة نفسها  كيف سيكون موعدك الأول معه.
لا يمكنك جعل أي شيء - تاريخ أو وجه أو اسم أو حقيقة - قابلا للتذكر دون بعض التركيز على الأقل. إنني أرى أن العديد مما نزعم أننا نسيناه لم نعرفه في المقام الأول ، فتحن لم ننتبه له من الأساس؛ و هذا يفسر أننا دائما ما ننسى أين وضعنا النظارات أو المفاتيح أو المحافظ أو المكان الذي ركنا فيه السيارة؛ لذا فإن ما نطلق عليه نسيان هو مجرد عدم تركيز فحسب.