تاريخ اكتشاف التخدير - Anesthesia

سنة الاكتشاف:  1801م

ما هذا الاكتشاف؟؟

  • دواء يستخدم أثناء العمليات الجراحية يُسبب فقدان إحساس المريض بالألم

من هو مكتشف التخدير ؟

  • همفري دايفي Humphry Davy

لماذا يُعد هذا الاكتشاف ضمن المائة العظمى؟

مهد التخدير لجراحة آمنة وجعل العديد من العمليات الجراحية عملية حقاً ومعقولة. فالضرر الذي كان يسببه الألم للمريض جراء العملية كان عادة من الخطورة بحيث حال دون إجراء الأطباء للعديد من العمليات الجراحية، كما وحال دون استشارة العديد من المرضى للمعونة الطبية اللازمة لهم.

بدّد التخدير الكثير من الألم والخوف والقلق والمعاناة لدى المرضى خلال معظم الإجراءات الجراحية سواء العامة منها أو تلك المتعلقة بجراحة الأسنان، كما وأتاح للمهنة الطبية فرصتها في تطوير وتعديل عمليات جراحية أنقذت حياة أعداد لا تحصى من البشر.

يعتبر علم التخدير اختصاصاً طبياً أساسياً الآن، ويحظى بمركز مرموق في كل صالة للعمليات. ومع احتمال تطوير أدوية وطرق تخديرية جديدة في العقود القادمة، فإن هذا الجانب من الطب سيظل ملازماً لنا إلى الأبد.

كيف تم اكتشاف التخدير؟

اشتق اسم التخدير anesthesia من اللغة الإغريقية بمعنى «انعدام الإحساس» ، وقد ابتكره أوليفر وينديل هولمز Oliver Wendell Holmes (والد رئيس القضاة بالمحكمة العليا الأمريكية بنفس الاسم) وذلك عام 1846م.                

على أية حال، عُرف مفهوم التخدير قبل آلاف السنين. فقد زاول الأطباء الصينيون القدامى ممارسة طريقة الوخز بالإبر التي تمنع انتقال أحاسيس الألم إلى الدماغ. بينما استعمل الإغريق والمصريون القدماء اليبروحª (جذور نبات الماندراغورا) لتحفيز حالة من اللاوعي، وكانت تلك الطريقة الفضلى للأطباء الأوربيين خلال القرون الوسطى. أما الرقاة في حضارة الأنكا، فكانوا يمضغون أوراق الكوكايين ويبصقون بعصارها في الجروح لتخيف ألم مرضاهم.

تباری ثلاثة من علماء القرن التاسع عشر على المطالبة بحق ابتكارهم للتخدير الحديث، فلم يستحق أحد منهم هذا الشرف لأن همفري دايفي Humphry Davy كان قد ناله تواً.

كان طبيب التوليد الإسكوتلندي السير يونغ سيمبسون Sir Young Simpson أول من يستعمل الكلوروفورم. فقد لاحظ أن المرضى الذين استنشقوا نفحات قليلة من الغاز (حيث كانت توضع قطعة من القطن المغمس بالكلوروفورم تحت الأنف) سریعاً ما تتم تهدئتهم وبالتالي يفقدون وعيهم.

لم يجلب استعماله للدواء أي اهتمام يذكر لحين عام 1838م حين طلبته الملكة فيكتوريا Queen Victoria لحضور ولادتها لسابع أطفالها.

شهد الكلوروفورم أوسع رواج له خلال الحرب الأهلية الأمريكية، حيث جرت العادة بتسويق قطن الجنوب الأمريكي إلى انجلترا وتبديله بالأدوية -بضمنها الكلوروفورم الذي عُد من المقومات الأساسية التي تزخر بها خيم العلاج الميدانية للأطباء الجنوبيين . حافظ الكلوروفورم على بعض شعبيته بعد الحرب خصوصا في الجنوب لحين تطوير الأدوية المصنّعة في مطلع القرن العشرين.

كان الطبيب بولاية جورجیا کراوفورد لونغ Crawford Long أول من استعمل الإيثر خلال العمليات الجراحية. إذ أزال ورماً بعنق قاضِ محلي بدعی جیمس فينابل James Venable تحت تأثير الإيثر، فتكللت العملية بالنجاح ولم يشعر القاضي بأي ألم البتة. لكن لم يكلف لونغ نفسه عناء الإعلان عن نجاحه ذاك في وقته.

بعدها بعامين استغل جراح الأسنان هوراس ويلس Horace Wells ملاحظة لونغ بفائدة الإيثر التخديرية خلال إحدى عملياته الجراحية، إلا أنه أوقف الغاز مبكراً بالخطأ، فنهض مريضه المسكين وهو يصرخ من الألم. استهزأ الجمع المحتشد من الأطباء لحضور العملية من الموقف وحكموا على مطالبات ويلس بفوائد الإيثر خدعة لا تنطلي عليهم.

بعدها بعام (1845م)، أعطى طبيب أسنان آخر من بوسطن الإيثر مجالاً جديداً لإثبات قدراته التخديرية. وفعلا جرت العملية التي أجراها وليام مورتون William Morton بسلام، ولكن دون أن تتبنى أمريكا وبالتالي أوربا - استعمال الأيثر رسمياً كمادة تخديرية أساسية إلا بعد نجاح ثاني عملية علنية لمورتون وبعد نشر الأخير لمقالات عدة يصف فيها مناقب مادة الإيثر وقدراتها التخديرية.على أية حال، لم يكن أي من هؤلاء الثلاثة الأول في اكتشاف التخدير الطبي الحديث.

فقد شهد عام 1801م قيام العالم الإنجليزي همفري دايفي Humphry Davy بتجارب على الغازات حضر من خلالها مادة أوكسيد النتروز باتحاد غازي النتروجين والأوكسجين. جرّب دايفي على هذا الغاز العديم اللون وأخذ منه بضع استنشاقات عميقة، وصف حاله بعدها بفترة من الشعور المتزايد بالغبطة والانشراح أعقبتها نوبة لا إرادية من الضحك ثم البكاء لحين فقدان وعيه.

أسمي دايفي اكتشافه غاز الضحك ولاحظ ميله لتجريده من الإحساس بالألم، فأوصی باستعماله للأغراض التخديرية في المجال الجراحي. رغم نكران الوسط الطبي لاكتشاف دايفي حينذاك، إلا أنه يعد أول تحضير وتجريب علمي لمادة مخدّرة.

الهوامش المرجعية

ª نبات ينتمي للفصيلة الباذنجانية لطالما ارتبط بقضايا السحر والشعوذة عند الشعوب القديمة.

ª تستعمل في اللغة الإنجليزية للدلالة على قبول عواقب خيار أو موقف صعب، أو الإذعان لأمر بات محتوما -كقولهم مثلا، «سائقو السيارات يعضون الآن على الرصاص بعد غلاء أسعار الوقود»، أي قبلوا الوضع عن كره وامتعاض.