متى تم اكتشاف وجود الخلايا في الكائنات الحيّة:

  • سنة الاكتشاف 1665م

ما هو اكتشاف الخلايا في الكائنات الحيّة؟

  • تعتبر الخلية وحدة البناء الأساسية لجميع الكائنات الحية

من هو مكتشف الخلية في الكائنات الحية؟

  • روبرت هوك Robert Hooke

لماذا يُعد اكتشاف الخلايا في الكائنات الحية ضمن المائة العظمى للإكتشافات في التاريخ؟

تُعتبر الخلية الوحدة الأساسية للبناء والتركيب. هنالك ملايين لا تحصى من الخلايا تكوّن أجسام الحيوانات والنباتات، ويمكن دراسة وظائف الجسم بدراسة الخلايا على انفراد. فكما سمح اكتشاف الجزيئة والذرة للعلماء بفهم أعمق للمواد الكيميائية، فإن اكتشاف الخلية سمح لعلماء الأحياء بفهم أعمق للكائنات الحية.

إن استعمال هوك للميكروسكوب فتح عيون الناس على دقائق العالم المجهري على غرار تعريف غاليليو الناس بأسرار الكون الفسيح من خلال استعماله للتلسكوب . كما أولدت اکتشافات هوك العلم المجهري كفرع جديد من فروع العلم.

كيف تم اكتشاف الخلايا في الكائنات الحية؟

وراء روبرت هوك Robert Hooke قصة ممتعة. فبينما كان هزيلاً عليلاً في صغره، لم يتكفل والداه أعباء تعليمه ظناً منهما أنه لن يعيش طويلاً. وعندما عاند الصبي هوك الحياة وعاش لسن الحادية عشرة، منحه أبوه على مضض حصصاً من التعليم المنزلي. وفي سن الثانية عشرة، وبينما كان يراقب رساماً تشكيلياً خلال عمله، عقد هوك عزمه على تقليده قائلا كلامه الذي ظل يرافقه فيما بعد "أستطيع أن أقوم بهذا". وفعلا أظهرت بعض رسوماته الأولية موهبته في هذا الفن.

توفي والده بعد ذلك بعام، تاركاً له ميراثاً هزيلاً لم يتجاوز 100 جنيه إسترليني. خطر هوك استغلال هذا المبلغ في دراسة أصول الرسم عند أحد الفنانين، ولكن سرعان ما أدرك أن روائح أصباغ الرسم تسبب له صداعاً  شديداً.

صرف هوك ماله، بدلا عن ذلك، في دخول مدرسة ويستمنستر. وفي واحدة من أولى أيامه هناك، استمع هوك لرجل يعزف على آلة الأُرغن في المدرسة وهناك عقد عزمه من جديد على امتهان العزف «أستطيع أن أقوم بهذا». وحقا استطاع هوك أن يثبت نفسه عازفاً ماهراً بل وعمل بعدها قائداً للفرقة الموسيقية في المدرسة وعضو في فرقة الإنشاد الكنسي.

لكن الحظ خالف هوك المسكين من جديد، فها هي الحكومة الإنجليزية المتزمتة الجديدة تمنع الموسيقى والكورسات الكنسية باعتبارها عبثاً وهو لا طائل منهما. قرر هوك، بعد أن ذهبت جنيهاته سدى، أن يعمل خادماً للطلاب الأثرياء بالقرب من جامعة أكسفورد.

"استطيع أن أقوم بهذا"، قالها هوك من جديد وهو منبهر بالعلم والتجارب. ولم يخيبه العلم كما خيبة الفن سابقاً. بل تعتبر خدمته لطلاب أكسفورد (غالباً لروبرت بویل) فاتحة لواحدة من أكثر التجارب العلمية عطاءً في تاريخ إنجلترا. وحقق هوك خلال فترة وجيزة شهرة واسعة النطاق كبانِ ومجرّب من الطراز الأول.

في عام 1660م، انضم هوك إلى المجمع الملكي (منظمة علمية إنجليزية مبكرة) وعمل لفوره على إجراء سلسلة من التجارب مستفيداً من الاختراع المذهل للعقد الأخير من القرن الخامس عشر المسمى بالميكروسكوب. نظراً لشحة عدد الميكروسكوبات القادرة على التكبير 100 ضعف الحجم الأصلي وصعوبة استعمالها وضعف قدرها التركيزية ساهم هوك عام 1662 م في تصميم ميكروسكوب ذي قدرة تكبيرية تساوي 300 ضعف، واستعمله في معاينة التركيب الدقيق للأشياء المألوفة من حوله. 

مستفيداً من هذا الميكروسكوب ومن موهبته الفنية، أنجز هوك أولى الدراسات التفصيلية للعالم المجهري. فرسم صوراً دقيقة قريبة من الواقع لتراكيب مختلفة كالعيون المركبة للذباب، ترکيب ریش الطيور، وأجنحة الفراش. كما اكتشف ورسم عددا من الكائنات المجهرية .

و في عام 1664م، أدار روبرت هوك دفة مجهره هذه المرة إلى قطعة جافة من القطن، فوجدها مكونة من ثقوب مستطيلة صغيرة شديدة التراص. يتألف القطن بالذات من خلايا كبيرة مفتوحة، وهذا ما من هوك من رؤيتها بذاك الوضوح، في حين أن خلايا النباتات والحيوانات الأخرى من الصغر بحيث لا يمكن مشاهدتها أبداً باستعمال هكذا میکروسکوب.

أطلق هوك على هذه الثقوب اسم cells أو خلايا (و هي كلمة لاتينية تشير إلى الحجرات الصغيرة المصطفة جانباً- كغرف السجون مثلا).. كانت هذه الخلايا فارغة لأن قطعة القطن كانت ميتة ببساطة. ويحسب لهوك أنه افترض أن هذه

الخلايا لابد أن تكون مليئة بالسوائل في حالة الحياة"ª. بقيت كلمة خلية قيد الاستعمال، والأهم من ذلك أنها ألهبت مشاعر علماء الأحياء للتباحث في هذا الاكتشاف الجديد. فتبين لهم جميعا أن العالم الحي مؤلف حقاً من خلايا متراصة كما هي قطع البلاط في بناء ما. وانساق حقل الأحياء برمته نحو دراسة تركيب ووظائف الخلايا. !

حقائق طريفة: يعتبر علم الخلايا العلم الوحيد الذي يترادف فيه مصطلحاً التضاعف والانقسام. فتضاعف الخلايا يعني ببساطة انقسامها.

الهوامش المرجعية

ª إضافة إلى اكتشافه للخلايا، عرف عن هوك وضعه لقانون المطاطية، مساعدته لبويل في بناء مضخات التفريغ المستعملة في قانون الغازات للأخير، كما وعد معمارياً بارعاً ساهم في إعادة ترميم لندن بعد الحريق الكبير عام 1666م. عمل على مراقبة دوران المريخ و عطارد، و يعتبر أول من أفاد بتمدد المادة لدى تسخينها و بتكون الغازات من دقائق متباعدة.

اشتهر بعمله في الجاذبية كذلك و احتدم التنافس بينه و بين نيوتن الذي تعمد طمس هوية هوك لدى توليه رئاسة المجمع الملكي بما في ذلك تحطيمه للصورة الوحيدة له في مبنى المجمع- المترجم.