متى تم اكتشاف أقمار المشتري -  Jupiter Moons

سنة الاكتشاف:  1610م

ما هذا الاكتشاف؟

  • تمتلك كواكب أخرى (عدا الأرض) أقماراًً خاصة بها

من هو مكتشف الأقمار على كوكب المشترى؟

  • غاليليو غاليلي Galileo Galilei

لماذا يعد هذا الاكتشاف ضمن المائة العظمية؟

اكتشف غاليليو بأن للكواكب الأخرى أقمارها، وبذلك ساهم في توسيع الإدراك البشري خارج نطاق كوكبنا الأم، كما وساهم استعماله الدقيق للتلسكوبات التي صنعها على إرساء الأسس الأولى لعلم الفلك الحديث. لقد كانت اکتشافاته الأولى فلكياً من حيث استعمال التلسكوب.

أثبت غاليليو بأن الأرض ليست كوكباً فريداً في الكون. فقد حوَّل بقعاً ضوئية ترَّصع سماء الليل إلى أجسام كروية خلاّبة - إلى أماكن حقيقة وليس مجرد نقط ضئيلة مضيئة. وهذا أكد صحة الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس في دعواه بمركزية الشمس.

بتلسكوبه البسيط، وضع غاليليو لوحده النظام الشمسي والمجرات وباقي الكون الفسيح ضمن متناول أيدينا، حيث كان تلسكوبه كفيلاً بفتح آفاق ومعارف جديدة لم تكن موجودة من قبل، ولولاه لم تكن لتتواجد قط.

كيف تم اكتشاف الأقمار على كوكب المشترى؟

كان هذا اکتشافاً تمخض عن اختراع - ألا وهو التلسكوب. استعمل غاليليو تلسكوبه أول استعمال أواخر عام 1608م وأيقن لفوره بأن تلسكوباً أكثر تطوراً سيكون بمثابة نعمة تُسبغ على أي فلكي.

بأواخر عام 1609م، قدّم لتلسكوب جديد ذو قوة تكبيرية تساوي 40 ضعفاً ومزود بعدستين اثنتين، ليكون بذلك أول تلسكوب يستعمل للأغراض العلمية.

بحث مثير نشره يوهانيس كبلر يشرح فيه مدارات الكواكب كان كفيلاً بإقناع غاليليو بصحة نظرية الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس والتي دعا فيها بأن الشمس، لا الأرض، مركز للنظام الشمسي. إلا أن الإعلان بهذه النظرية كان أمراً خطراً للغاية،فالعقوبة كانت الحرق حياً كما حصل للعالم فریار جياردونو برونو. هنا قرر غاليليو إثبات صحة نظرية كوبرنيكوس باعتماد مخططات أدق لحركات الكواكب.

كان القمر أول فريسة لتلسكوب غاليليو، فبدت رؤية الجبال والوديان واضحة على سطحه. كما شاهد فوهات بركانية عميقة ذات حواف طويلة مسننة كمدبة الخنجر. لقد كان هذا القمر مختلفاً تماماً عن القمر الأملس الذي وصفه أرسطو وبطليموس (الفلكيان الإغريقيان اللذان كانت آرائهما لا تزال تشكل جميع أسس العلم المعروفة عام 1610م، وحظيت بإيمان الكنيسة الكاثوليكية المتنفذة وجل علماء أوربا آنذاك)

بليلة واحدة من مراقبة سطح القمر خلال تلسكوبه، أثبت غاليليو  من جديد- بأن أرسطو كان مخطئاً. ولكنه تذكر جيداً بأن آخر تحد له لأفكار أرسطو كان قد كلفه منصبه التدريسي وذلك عندما ثبتت صحة دعواه بأن الأجسام تسقط جميعاً بالسرعة ذاتها بغض النظر عن أوزانها.

حول غاليليو تلسكوبه الآن إلى المشتري، أكبر الكواكب، وعمل على دراسة حركته بدقة على مر بضعة أشهر. من خلال تلسكوبه telescope هي كلمة إغريقية تجمع بين كلمتي البعد والنظر)، شاهد غاليليو صورة مكّبرة عن السموات فتفتحت عيناه على مناظر لم تسبق لعين بشرية أن رأتها قط من قبل. فها هو الآن يرى المشتري بوضوح، ويا للدهشة! كانت هنالك أقماراً  تحيط بالكوكب العملاق.

بينما اعتقد أرسطو (و تلاه جميع العلماء) بأن كوكب الأرض متفرد بامتلاك القمر، استطاع غاليليو أن يكتشف أربعة من أقمار المشتري في غضون أيام، لتكون أولى الأقمار المكتشفة إضافة إلى قمرنا نفسه، ولتثبت بأن أرسطو مخطأً من جديد.

الأفكار القديمة لا تموت بسهولة أبداً. ففي سنة 1616م، حرم مجلس الكاردينالات غاليليو من بث أو تطوير أفكار كوبرنيكوس، في حين رفض العديد من رهبان الكنيسة النظر من خلال التلسكوب، مُدّعين بأنه كان عبارة عن خدعة سحرية وبأن الأقمار كانت مجرد أجسام متلألئة ضمن التلسكوب نفسه.

بتجاهل غاليليو لهذه المحاذير، استُقدم إلى روما للمثول أمام محكمة التفتيش الكنسية، تلته محاكمة مُجهدة أُدين فيها وأُجبر على التبرؤ علنا من أفكاره ونظرياته، ثم حُبس في مترله لحين وفاته عام 1640م. لم يسمع رهين المحبس غاليليو طيلة ما تبقى من حياته سوى صدى صوته الكسير وهو يؤكد على صحة اکتشافاته دون جدوى. أما الكنيسة فلم تدحض إدانتها لغاليليو واكتشافاته العظيمة إلا في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1992م ، أي بعد 376 عاماً من إصدارها بحقه عن ظلم وإجحافª.

حقائق طريفة: كان غاليليو ليتعجب لو عرف بأن المشتري يُشبه النجم في تركيبه. فلو كان أكبر بحوالي 80 ضعفاً، لكان أُعتبر نجماً وليس کو کباً.

 

الهوامش:

ª في وقت دحضت فيه الكنيسة إدانتها لغاليلو، إلا أنها لا تزال مترددة في رد الاعتبار إلى جياردونو برونو الذي أحرقته حياً في روما يوم 17 شباط (فبراير) 1600م بتهمة الهرطقة – المترجم.