كيف تفسح الطريق لذاتك

إليك الحقيقة بشأني.
أنا أعيق ذاتي. وهناك احتمال كبير أنك ما لم تكن على قدر كبير من الاستنارة، فسوف تكون لديك أنت أيضا جوانب مظلمة؛ جوانب في حياتك لا تسير على ما يرام؛ علاقات اجتماعية، وأوضاع عمل، وصحتك، وأمورك المادية، وعائلتك، إلخ. كيف تتعامل معها؟
وإذا كنت مثلي، فغالباً ما ستكون قادرا على أن تراها بوضوح (أولن تراها في بعض الأحيان!)، وتجد نفسك عالقاً في الموقف ذاته، مرارا وتكرارا، متسبباً لنفسك بذلك في التعاسة والاستياء. ومن الممكن أن تكون طريقة تفكيرك هي التي تعرضك للمشكلات، أو ربما كانت الضغوط والصدمات النفسية في الماضي، أو المواقف والظروف التي تعرضت لها في طفولتك.
مهما يكن الأمر، فأمامك خياران؛ إما أن تتعايش مع تعاستك وتستمر فيها، أو أن تنظر إلى نفسك في المرآة نظرة جدية فاحصة. وكلمة السر هنا المرأة ؛ فنحن لا نرى عيوبنا إلا عندما تكون لدينا مرآة لتعكسها. وتستطيع الكفاح وحدك، ولكن أفضل ما فعلت كان الإقدام على العمل مع لورين هاندل زاندر ؛ إنها مدربة حياة، ولكن ما يميزها بشكل أكبر من ذلك كثيرا هو فهمها الحالة الإنسانية؛ أنظمة التشغيل العقلية، والعاطفية، والروحية التي تجعلنا ما نحن عليه.
كذلك هي ترى كيف تتلف تلك الأنظمة التشغيلية حياتنا، وتعبث بها، مبعدة إيانا عما نريد حقاً، أو أسوأ من ذلك، تحول أيضا بيننا وبين مجرد الحلم بما لقد طورت "لورين" وفريقها أسلوب هاندل The Handel Method ، وهو عملية تنقيح جهاز التشغيل الخاص بك، وتطهير معتقداتك، وسلوكياتك، وتصرفاتك التي تقف عائقاً في مسار حياتك النفيسة الأصلية. إنها عملية شاقة، لكنها مليئة بالمرح والمهارة، لدرجة تجعلك تسخر من نفسك كذلك، وترى سخافة تلك المعتقدات، والسلوكيات، والتصرفات التي جعلتك عاجزاً.
وغالباً ما أنصح مرضاي بالذهاب إلى مدرب حياة؛ لأنهم عالقون بمشكلاتهم؛ وعلى الرغم من معرفتهم ما عليهم فعله، فإنهم فقط لا يستطيعون فعله. وفي الواقع، ساعدني العمل مع لورين أكثر من أي شيء آخر فعلته على تعلم كيفية التواصل، والتركيز على ما هو مهم، والتوقف عن القلق، وبدء التصرف على نحو يؤدي إلى السعادة، بدلاً من الإحباط والتوتر؛ إنه أسلوب أشبه بالمعالجة اليدوية للذهن! حتى إن كانت مؤلمة ومزعجة قليلاً، فألمها مفيد؛ مثل ألم عضلة متيبسة تحتاج إلى التمرين.
ومن الممكن أن يكون العلاج النفسي مفيدا، لكن تدريب الحياة يختلف عنه؛ فهو بالنسبة إلى، يؤتي ثماره بشكل أسرع، ويهدف إلى التركيز على التغيير أكثر من مجرد الكلام؛ فأنا أرغب في شخص يجعلني أتوقف عن الكلام عن مشكلاتي، ثم يحثني على رؤيتها من خلال منظور جديد ومن ثم تغييرها - ويساعدني تدريب الحياة على التصرف بنزاهة وحكمة وشفافية وتراحم في كل ما أقوم به تجاه الآخرين، وتجاه نفسي خاصة. ولم أمض في تلك العملية بيسر؛ فقد قاومتها حتى أصبحت المعاناة فوق طاقتي. أتمنى ألا تنتظر كل تلك المدة!
قابلت لورين للمرة الأولى في اجتماع عمل بنيويورك؛ حيث رأت صديقة مشتركة بيننا أن علينا العمل معاً. ركبنا معاً سيارة أجرة إلى وسط المدينة، وسريعاً ما وضعت يدها على نواحي حياتي التي تشكل أكبر تحدياتي، متضمنة موضوع زواجي، وبعضاً من جوانب مسيرتي المهنية- وعلى مدى  ستة أشهر، تواصلت معي بلطف؛ عارضة علي المساعدة، لكنني هربت في الاتجاه المعاكس، لعلمي أنني إذا قبلت مساعدتها، فسأضطر فعلياً إلى أن أواجه تلك الجوانب من حياتي التي لا تسير على ما يرام. وكان على، بإيجاز، مواجهة العقبة التي تعترض طريقي نحو حياتي السعيدة المتجانسة، وهي:
أنا!
كانت الحقيقة هي أنني لم أكن أرغب في مواجهة الحقيقة؛ فذلك سيعني التغيير؛ تغييرات في علاقتي وعملي لم أكن أرغب في التصدي لها. لقد علقت بقصة في حياتي، أخذتني بعيداً! عما هو مهم فيها، ولم تقربني من ذلك، ولم أستطع فعلياً رؤية ذلك بنفسي. وعلى الرغم من النجاح الذي حققته في جوانب كثيرة من حياتي- أولادي، ومهمتي، وشغفي في الحياة، وصحتي، وصداقاتي - فثمة جوانب سببت لي الارتباك والألم؛ جوانب ظللت أكرر فيها الأنماط السلوكية نفسها مرارا وتكراراً.
بعد ذلك، وعندما انهار زواجي في نهاية الأمر، أخذت نفسيا عميقاً استعداداً! لمواجهة ما لم أكن مستعدا لمواجهته، واتصلت بـ لورين ؛ فجاءتني بسيارتها، وقضت يوماً معي في تحليل حياتي، ومعتقداتي، وجوانب حياتي التي لم تكن
مزدهرة. ولأن لورين خبيرة بالمشاعر؛ فقد أدركت سريعاً ذلك الجانب من تفكيري الذي وقف في طريق سعادتي، ومنعني من تحقيق أحلامي، على كلا المستويين الشخصي والمهني. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، ساعدتني لورين على الابتعاد عن عرقلة ذاتي، ومواجهة التحديات الصعبة بحكمة وروح فكاهية، كما دعمتني أيضاً لإيجاد السلام والسعادة، ليس بتجنب ما لم يكن يسير على ما يرام من جوانب حياتي، ولكن بالتنقيب فيها وإصلاحها . وقد تناولت مؤخرا العشاء مع صديقة لي، لم أرها منذ عامين، وقالت إنني أبدو مختلفا؛ أكثر اتزانا، وثقة، وسعادة، وتسامحاً. وكان جزء كبير من ذلك التحول يعود إلى تدريب الورين ، الذي ساعدني على بناء حياة متكاملة، وذات صلة بما هو حقيقي.

وذات ليلة منذ بضع سنوات، في عشاء عائلي، جلست إلى جانبي ابنتها كيا التي كانت تبلغ من العمر تسع سنوات حينها، وقالت لي: من أنت؟
وماذا تعمل؟ . كانا سؤالين مباشرين صريحين، ولكنهما مفاجئان عندما يصدران من طفلة صغيرة؛ فقلت: ’حسئا، أنا أساعد الناس على الوصول إلى جذور مشكلاتهم وسبب معاناتهم؛ فردت سريعا: هذا ما تفعله أمي إذا أردت الوصول إلى الأسباب الجوهرية لعدم كون حياتك مبهجة، أو لاستمرارك عالقا في المشكلات، أو لعدم قولك الحقيقة (لنفسك أو للآخرين) ، عندئذ يكون هذا الكتاب دليلك التفصيلي للسعادة. والأهم من ذلك، دليلك التفصيلي لعقلك، وقلبك، وروحك.

الطبيب مارك هايمان