لابد أنك تحلم
تصمم الحياة التي تريد
رحلة عمرك
في داخل كل منا حياته المثالية: مساره الصحيح. ولكن ماذا يحدث عندما نتقدم في مسيرة رحلتنا؟ نغفل عن هدفنا وعن كيفية الوصول إليه؛ إذ يتشتت تفكيرنا بفعل الكثير من الأمور: وظيفة شاقة، أو أزمة صحية، أو طفل جديد، أو طلاق، أو متابعة مسلسل درامي جديد، أو واحدة من عقبات الطريق التي لا حصر لها. وببطء ، شيئا فشيئا، نجد أنفسنا
ننحرف بعيدا عن مسارنا، بل لا نطلق عليه مسارنا أيضاً.
وفي هذا الكتاب، سنصحح أنا وأنت المسار؛ سنتوجه في رحلتنا إلى تلك المثل العليا بالسرعة القصوى، لكننا لن ندخل السباق لتحقيق واحدة أو اثنتين من رغباتك الدفينة فقط، بل سنسعى إليها جميعاً. تأهب واربط حزام  الأمان، فسأجلس بالمقعد الأمامي، وأنت ستقود، بينما سأصرخ ٠ أنا في وجهك بالتعليمات؛ لأرشدك خلال الطريق بإصرار شديد، وسأكون متحمسة لتحقيق أحلامك أكثر منك، فلن يسعك فعل شيء سوى أن تمسك مرة أخرى بزمام حياتك، الذي كنت قد تركته منذ زمن بعيد، دون أن تدري.
إذا لم نكن نتحمل مسئولية السعي وراء أحلامنا وتحقيقها، فمن سيفعل؟ وإذا لم نعرف كيفية تغيير وظائفنا، أو تناول الطعام بشكل صحي، أو مقابلة شريك الحياة المناسب والارتباط به، والحفاظ على ذلك الارتباط، فمن سيفعل ذلك؟ من سيأتي لإنقاذنا؟ لا أحد، ولكن، مرة أخرى أكرر، لا أحد ينبغي له فعل ذلك، أليس كذلك؟ ففي النهاية، هذه أحلامنا ، وهناك قدر مدهش منالاعتزاز والفخر ينجم عن تولي عجلة قيادة حياتك لمواجهة نفسك، وما رغبت بشدة في أن تصبح
حياتك عليه.
هل أنت مستعد؟ قبل أن أبدأ، دعنا نقابل بعضاً من العملاء الذين عملت معهم على مدار السنوات الماضية، الذين سيشاركوننا الرحلة. كل واحد منهم جاء إلى بمشكلات مختلفة، وقد تكرم كل منهم بالموافقة على مشاركة قصصهم
ومهماتهم عرفاناً بالجميل. وقد تم تغيير أسمائهم ومعلومات معينة عنهم، فيما عدا كاتي التي طلبت مني استخدام اسمها الحقيقي، وتفاصيلها الحقيقية،
كتكريم لها لتخليها تماماً عن الاختباء بقية حياتها. دونا (خمسة وأربعون عاماً)، ربة منزل تعيش في شيكاغو، وهي أم محبة
لثلاثة أطفال، وزوجة ساخطة، لكن لم يكن أحد يدري سبب استيائها إلا معدتها. كانت دونا تعاني متلازمة القولون العصبي، وهو اضطراب التهاب الأمعاء المزمن؛ لذا فعلى الرغم من ادعائها السعادة أمام العالم الخارجي، لم تفعل معدتها ذلك؛ ومع متلازمة القولون العصبي، كان وضع دونا مزرياً بالمعنى الحرفي من الخارج ومن الداخل أيضا.
ستيفاني (أربعون عاماً)، سيدة أعمال ناجحة وذكية وعصرية، امتلكت كل شيء: وظيفة رائعة، وراتباً جيداً، وخطة تقاعد جيدة، وشقة مذهلة في مانهاتن، والكثير من الأصدقاء، ومع ذلك، لسبب ما، كانت لا تزال حزينة،ولكن ماذا يمكن أن تريد، أو تحتاج إليه غير ذلك؟ الارتباط بالشخص المناسب، والقدرة على الإنجاب مثل شابة في عقدها الثالث، ويكون لديها
زملاء تحبهم، وتكون لديها أم مختلفة.

إيثان (خمسة وثلاثون عاماً)، شاب صالح من ولاية كونيتيكت. شخص لطيف. والد عظيم، وزوج مخلص، وموظف مجتهد. بالطبع، يشاهد بعض المواد المحظورة (لكنه يشعر فعلاً بالذنب حيال هذا) ويبغض نفسه بعض الشيء. كنت ستصبح مثله أنت أيضاً، في حالة ما إذا كانت لك أم تعاني مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (أحد الاضطرابات النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي)، وأب لم تقابله من قبل، ورئيس عمل سيئ، وزوجة جذابة لكن مشاعرها جافة.

كاتي (ثمانية وثلاثون عاثا)، كاتبة سيناريو من مدينة لوس أنجلوس، وكان فيلمها الأول ٢he Perfect Man الذي لعبت فيه الممثلة "هيذر لوكلير" والممثلة هيلاري داف دوري البطولة، وعرض للمرة الأولى في صيف عام ٢٠٠٥. للأسف، لم يحقق الفيلم نجاحا ضخما كحجم كاتي؛ ففي عرضهالأول كانت تزن نحو مائة وعشرين كيلوجراماً، وقد صرح زوجها بأنه لايكترث لذلك، لكنها لم تكن كذبته الوحيدة، فلم يكن شخصا سوياً؛ لذا أصبحت كاتي، آنذاك، في خضم مرحلة طلاقها المرير، مختبئة في دار الضيافة الخاص بشقيقتها بمدينة بالو ألتو بكاليفورنيا.
التوجيه # ١ : أن ترى نفسك في أولئك الاشخاص الرائعين؛ فهم يمثلونك. في أثناء مطالعتك لقصصهم، قد يكون من الصعب أن تقيم صلة كاملة بينك  وبينهم، أو أن ترى نفسك فيهم بالضبط. نصيحة لك: ابحث عن نقاط الالتقاء
والشبه بين حياتك وحياتهم، حتى إن كانت ذات نكهة مختلفة بعض الشيء.
الأمثلة التالية قد توضح لك:
- تعشقين حياتك الزوجية، ولديك أطفال رائعون، لكن جسدك أصبح مختلفاً عن الجسد الذي ترغبين فيه منذ ولادة صغيرك.
أو ربما،
- كنت، مثل ستيفاني ، عزباء. وعلى الرغم من ذلك، لا تعيشين بمدينة نيويورك مثلها، وتعتقدين أن فرص الارتباط هناك أكثر مما هي في الولاية
التي تسكنين بها.
أو ربما، كنت مثل إيثان ، تعمل بوظيفة لا تحبها، ولكن الراتب جيد، وأصبحت الأعمال نفسها بنفسك. اصمد معي في ذلك الأمر، وسأكون معك، في كل خطوة من الطريق.