كشأن كافة المدونات التي أكتبها، نشرتها ثم لم ألتفت إليها، ولكن بعد سنوات قليلة، رحت أتحقق من إحصائياتي على الشبكة، كم عدد الاشخاص الذين يزورون موقعي شهريا، أى الصفحات يتم الاطلاع عليها، وما إلى ذلك، ولاحظت أنه متى نشرت مدونة، يصل عدد المشاهدات إلى ذروته ذلك اليوم وينخفض تدريجيا على مدى الأيام القليلة التالية. إلأ أن هذا لم يحدث مع  « اللطف وأثاره الجانبية الخمسة», إذ كانت لا تزال تحظى بعدد كبير من المشاهدات. في الحقيقة، لقد حظيت في عدد من الشهور بعد قيامي بنشرها، بمشاهدات تفوق تلك التي حظيت بها في بداية نشرها. كانت تحظى في

المتوسط على حوالي ألف مشاهدة للصفحة شهريا وعلى مدار الخمس سنوات كان قد أصبحت المدونة الأكثر مشاهدة على موقعي الإلكتروني. لقد تمت مشاهدتها في أكثر من مائة وخمسين دولة، وقد شرع الناس في عمل مخططات بيانية صغيرة للآثار الجانبية لديهم ونشروها على الإنترنت.

هكذا قررت تحويلها إلى كتاب، وكانت قد ظهرت الكثير من البحوث العلمية في مجال اللطف منذ أن كتبت كتاب «لماذا اللطف مفيد لك» أول مرة، بالتالي مكان هناك ثروة معلوماتية نعتمد عليها. لقد أخذت حوالي عشرة في المائة من محتوى «لماذا اللطف مفيد لك» ، وأعدت كتابته وهيكلته، جعلته أقصر وأضفت محتوى جديدا بنسبة تسعين في المائة, وهذه هي الحصيلة.

في هذا الكتاب، سوف تتعلم كيف أن اللطف يحدث تبدلا في الدماغ وكيف أنه يوسع الشرايين ويخفض من ضغط الدم. سوف تتعلم أنه مضاد للاكتئاب وأنه يبطئ سبعا من العمليات الكبرى للشيخوخة، وحتى الشيخوخة على المستوى الخلوي. سوف تتعلم أننا جميعا نتأثر باللطف. بغض النظر عما قيل لك، نحن لسنا أنانيين بالفطرة، بل في الحقيقة، نحن لطفاء بالفطرة.

سألني أحدهم: «لماذا «الآثار الجانبية»؟ لماذا ليس «فوائد اللطف الخمسة» وحسب؟» الجواب هو أنني أشعر أن مصطلح «الآثار الجانبية» أوفر حظا في أسر انتباه الناس. كذلك، فإننا عادة ما نفكر في الآثار الجانبية في سياق الآثار الجانبية السلبية للأدوية. بصفتى عالما سابقا فى مجال الصناعات الدوائية، فإن إعادة ترويج المصطلح يشعرني بشعور جيد.

يحدث الأثر الجانبي جنبا إلى جنب مع ما ننويه. عندما ننوي كان كتاب «لماذا اللطف مفيد لك». Why Kindness is Good for You والمنشور في شباط 2010 هو الرابع بين كتبي. بعده بحوالي العام، قمت بكتابة مدونة من أجل موقعي الإلكتروني تستند على بعض محتويات الكتاب، تحت عنوان « اللطف وآثاره الجانبية الخمسة» .

أن نكون لطيفين، قد لا نتوقع حدوث أي شيء آخر، إلا أن الكثير من الأشياء تحدث فعليا.