حسنا،

لا أريد أن أكشف عن الكثير وأحرمك من متعة متابعة القراءة، ولكن باختصار، يجعلنا اللطف أكثر سعادة، إنه مفيد للقلب، يبطئ الشيخوخة، يحسن علاقاتنا وهو معد تلك هي الأمور الخمسة التي تحدث جنبا إلى جنب مع التصرفات اللطيفة.

هناك فصل مخصص لكل واحدة من تلك الآثار الجانبية بدورها، والذى سوف تتعلم فيه كيف ولماذا تحصل، والعلم الذي يثبتها، وكيف تحدث في حياتنا، وكيف تؤثر على الأطفال، البالغين، وكبار السن. إلى جانب ذلك، يوجد أيضا بضع قصص عن تصرفات لطيفة بدرت عن أشخاص عاديين، وخمسون مقترحا لتصرفات لطيفة تستطيع القيام بها بنفسك.

إضافة إلى شذرات من الحكمة والنصح من أجل تحسين حياتك، يوجد حتى بعض النصائح فيما يخص العلاقات والتي ولدت من الأبحاث حيث راق العلماء أناسا يتفاعلون في مدة خمس عشرة دقيقة ثم تنبئوا بدقة تزيد عن تسعين في المئة ما إذا كانت هذه العلاقة سوف تصمد أمام اختبار الزمن أم لا.

هناك أشياء محددة تستطيع القيام بها من شأنها ضمان استمرارية العلاقة, وبطبيعة الحال فإن اللطف من ضمنها!

لكن قبل أن نغوص في التعلم حول آثار اللطف الجانبية الخمسة، هناك بعض  الأسئلة التي كثيرا ما تظهر عندما أتحدث عن فوائد اللطف. إنها جميعا من قبيل: «لماذا يجدر بنا السعي إلى الاستفادة من التصرف اللطيف؟ ألا يجعله ذلك أنانيا بدلأ من أن يكون لطيفا؟».

تعد تلك مسألة هامة في ضوء أن هذا الكتاب يدور حول الفوائد التي تحصل عليها جراء كونك لطيفا. هل يكون اللطف أنانية إذا كنت على علم أنك سوف تستفيد منه؟

لقد وجدت أن الإجابة ليست «نعم» أو «لا» بالتحديد. إنها حقا تعتمد على أمور أخرى!

ما الذي تفعله؟ هل: 1- «تحاول الاستفادة من كونك لطيفا» أم: 2 - «تدرك أنك تستفيد من اللطف لكنك تبقى لطيفا على أي حال لآن فعله هو الصواب؟ » .

يفترض غالبية الناس أن الخيار الأول أنانية. ربما! لكنني لا أعتقد أننا يجب أن نقدم الأمور بحدة على أساس أبيض أو أسود. أعتقد أننا نكون على ما قبل أن نقفز إلى الاستنتاجات، دعنا ننظر في بعض المواقف. يساعد ك كونك و

لطيفا مع الناس على التخفيف من وطأة الاكتئاب، إذن ماذا إن كنت تعاني من الاكتئاب وقررت أن تتطوع في عمل خيري، عالما أن ذلك سوف يعود عليك بالنفع؟ هل يجعلك ذلك أنانيا أم يعني أئك تتطلع إلى مساعدة نفسك؟

ماذا لو، مع علمك أن إظهار التعاطف يعود بالفائدة على قلبك أكثر من الحكم على الناس، اخترت أن تستمع إلى شخص ما؟ هل يعد هذا الخيار خيارا أنانيا؟

أو إذا علمت أن مساعدة شخص ما تخلق شعورا جيدا، وأن ذلك التواصل يسر القلب، فقمت بالإحجام عن تقديم المساعدة خشية تلويث نقاوة دوافعك؟ ليس بالأمر السهل، أليس كذلك؟

الامتنان واللطف

كذلك يجعلنا الامتنان يجعلنا أكثر سعادة. هل يعد من الأنانية حينها، أن تعد نعمك أو أن تقول: «شكرا»، لأن القيام بذلك سوف يجعلك تشعر بحال أفضل؟

يمكن لهذا الموضوع أن يصبح غاية في التعقيد، إلا أننا أيضا نستطيع جعله غاية في السهولة فقط من خلال كوننا لطفاء على أى حال وترك الآخرين يتعاملون مع الأمور بطريقتهم الخاصة. أصبحت تلك هي فلسفتي حيال الأمر.

أعتقد أننا ربما نبقى عالقين طويلا في التساؤل عما إذا كنا أنانيين أم لا, وأننا نستطيع استغلال الوقت الذي نبدده في التفكير في الأمر, في مساعدة الآخرين.

إن الحافز الذي دفعني إلى كتابة هذا الكتاب هو خلق حوار حول اللطف، واستعراضه بطرق ربما لم نفكر فيها من قبل. إن الحديث عن اللطف يحفزنا كي نكون لطيفين. إلأ أن هناك أوقاتا يكون من الأفضل فيها ألا تتحدث إطلاقا

بل تتابع حياتك وتكون لطيفا! أتذكر أنه حينما كان كلبي «أوسكار» ، على قيد الحياة، كنت على علم تام أن

اللعب مع الكلب يرفع من مستوى هرمون السعادة <أوكسيتوسين» على نحو كبير وأنه مفيد جدا للقلب هل لعبت معه وقتا أطول لأننى على علم بذلك ؟

كان ذلك في بالي, عندما كان يحضر إلي كرة ويلكزني وكأنما يقول: «أبي، هلا لعبت معي؟».

 ما رأيكم؟ فى لحظة كونك لطيفا، يسود شى ء ما.

إننا نتصرف بلطف لأن شيئا ما في داخلنا يعلم أنه الصواب. تختفي ببساطة أى أفكار حول الفوائد، أو الأسباب الارتياح أو الابتسامة على وجه أحدهم <أو رؤية الكلب يهز ذيله» والرغبة في معرفة أن الشخص الذي نساعده سوف يكون على ما يرام إن اللطف يتجاوز بقوة كل الكلمات أو الأسئلة التي قد نطرحها حوله. إنه

أكبر بكثير من فلسفتنا، ومن مناقشاتنا حول ما إذا كنا حقا محبين للغير أم أنانيين. ليس اللطف أبيض ولا أسود، بل إنه متعدد الألوان.