كيف يبدو النجاح بالنسبة لك؟

إننا ننظر للنجاح نظرة مختلفة عن بعضنا البعض، إن طموحاتنا تأثر بكل من تنشئتنا وبيئتنا وصورتنا عن أنفسنا، وكذلك بالأشخاص الذين نعيش ونعمل إلى جانبهم. ولا يتعلق النجاح بالحصول على المزيد من المال ولا بمجرد الشعور بالسعادة ـ إنه أمر أعمق من ذلك كثيراً.

نظرية النجاح (إعادة تعريف النجاح بالنسبة لك):

لقد أجريت العديد من الأبحاث لاكتشاف ما يجعل الإنسان يشعر بالنجاح، ولعل أفضل عمل معروف في هذا النطاق هو ما أجراه "أبراهام ماسلو"ـ وهو عالم نفس وأكاديمي من نيويورك ـ والذي عكف على دراسة السلوك الإنساني خلال النصف الأول من القرن السابق. وقد لخص عمله فيما أطلق عليه "هرم الاحتياجات"، وكان ما قاله بسيطاً: بدون إشباع الاحتياجات الأساسية، لن يكون لدى المرء الوقت ولا الميل لأن ينشغل بأي شيء آخر. ووفقاً للأهمية: تلك هي الأمور التي تكون هرم الاحتياجات:

  1. الطعام، والماء والدفء ـ يكون هذا هو كل ما يشغل بالك عندما تشعر بالبرد والجوع.
  2. الأمان الشخصي-إذا شعرت بالتهديد فلن يشغل بالك أي شيء آخر.
  3. عندما تشعر بالرضا والأمان فإنك تبدأ في الاحتياج إلى أشخاص آخرين.
  4. وبين الآخرين، ترغب في الشعور بأنك موضع حاجتهم واحترامهم.
  5. وعندما تحصل على الاحترام، سترغب في بلوغ أحلامك وطموحاتك.

في مجتمعنا الحديث، تكون أغلب الاحتمالات أنك على الدرجة الرابعة أو الخامسة على تلك القائمة، وعندئذ، يتعلق النجاح بأن تشعر حقاً بالانتماء، وبأنك مرموق، وبأن ما تقوم به مفيد لك ولمن حولك على السواء. يبدو الأمر بسيطاً، ولكن بطبيعة الحال تجعله تعقيدات الحياة صعباً كل الصعوبة.

لا يوجد تعريف مُحدد للنجاح:

لا يوجد تعريف محدد للنجاح؛ فالنجاح هو أي شيء تقرر أنت أنه كذلك -فهو أمر شخصي، وما قد يجعل أحد الأشخاص يشعر بأنه ناجح ربما يجعل شخصاً آخر يشعر بأنه فاشل؛ فثمة قدر كبير من هذا الأمر يتعلق بما تشعر به وما تراه أنت.

إذا كنت ناجحاً ويمكنك الإقرار بهذه الحقيقة، فستشعر بالسعادة والإشباع. غالباً ما ينجم النجاح المستديم عن جهد متراكم وعدد كبير من الخطوات الصغيرة؛ فالأمر ليس مجرد الاندفاع نحو هدف شديد الصعوبة، بل إنه -على الأحرى -يتعلق بالعمل على مجموعة متنوعة من جوانب حياتك.

عليك أن تصمم خطة حياتك بحيث تناسب حياتك، وطموحاتك واحتياجاتك الخاصة. إن فن تغيير حياتك إلى الأفضل هو أن تجعل كل خطوة فيها يمكن إدارتها والتحكم بها؛ فالخطوات القصيرة العديدة قد تجعل الرحلة أطول، لكنها تكون آمنة، أما الوثبات العملاقة الهائلة فيمكنها أن تكون منهكة للغاية، ويكمن بها دائماً خطر الانزلاق والسقوط.