تشير الأرقام الى زيادة انتشار الاكتئاب النفسي لدى المرأة بنسبة تفوق حدوث هذه الحالات بين الرجال في بعض الدراسات تقدر نسبة الإصابة بالاكتئاب بين المرأة والرجل بحوالي 1:2 وفي دراسات اخرى وجد ان هذه النسبة 2:3 ويدل ذلك على أن مقابل كل حالة اكتتاب في الرجال يوجد حالتين في النساء أو مقابل كل حالتين في الرجال يوجد ثلات حالات في السيدات، وتشير احصائيات اخرى الى ان احتمال اصابة المرأة بالاكتتاب على مدى سنوات العمر يصل 28 في الألف بينما يبلع في الرجال حوالى 15 في الألف .

ولد ساد لوقت طويل اعتقاد بأن فترة توقف الحيض " Menopause" بالنسبة للسيدات والتي يطلق عليها تجاوزأ مصطلح " سن اليأس " ترتبط بزيادة حدوث الاكتئاب النفسي غير أن هذه المرحلة من الناحية العملية لا يوجد بها زيادة في نسبة حالات الاكتئاب مقارنة بمراحل العمر الاخرى وربما اسهمنت التغيرات البيولوجية التي تحدث للسيدات في هذه المرحلة مثل تغييرات في افراز بعض الهرمونات الأنثوية في زيادة حدوث بعض الأعراض الجسدية التي تؤدي بدورها الى اضطراب التوازن النفسي لكن ما يطلق عليه " اكتتاب من الياس " هو حالة لم يعد لها وجود في مراجع الطب النفسي الحديث .

وبالنسبة للرجال فإن تقدم العمر والتقاعد قد يرتبط بزيادة في فرص الاصابة بالاكتئاب وتشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة الاكتتاب تصل الى % 15 في المسنين ( فوق سن 65 سنة ) وقد يرتبط ذلك بزيادة فرص الإصابة بالامراض الجسدية في فئة المسنين بصفة عامة والتي تعرف بأمراض الشيخوخة كما تؤكد دراسات من المملكة المتحدة أن نسبة الانتحار بين مرضى الاكتئاب من المسنين حيث يشكل المسنون الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة ما يقرب من 25 % من حالات الانتحار في المملكة المتحدة وتزيد نسبة الانتحار في الرجال عنها في السيدات ويمثل ذلك مشكلة كبرى بالنسبة لجهات الرعاية الصحية والنفسية هناك .

واخيرا فإن هذه الأرقام التي تم عرضها من الشرق والغرب من واقع التقارير الأخيرة عن انتشار مرض الاكتئاب النفسي لابد أن تعطي مؤشرا علی تزايد هذه المشكلة في كل بلاد العالم وتؤكد ضرورة الاهتمام برصد هذا المرض وتعاون كل الجهات من أجل مواجهته .