رإن أفضل وسيلة لدفع الآخرين إلى الانصياع لأوامرك فورا دون اعتراض هي أن تكون قاطا في تصرفاتك كلها . إن القدرة على اتخاذ قرار دون تردد هي خاصية نادرة الوجود ، إنها السمة المميزة للشخصية القيادية والتي تجلب لصاحبها سواء كان رجلا أو امرأة ، احترام الجميع : رؤسائه ، وزملائه ، وتابعيه . لا يعني هذا أن تتسرع في اتخاذ قراراتك ، فالمقصود هو ألا تخشی وتتردد عند اتخاذ قرار ما ، كما هو الحال مع كثير من أصحاب المراكز المرموقة .

وفي الحياة العسكرية يطلق على قائد أي وحدة (الرجل الكبير) سواء كان ملازمة شابا أو لواء كبير السن ، فاللقب يشير إلى ما ينبغي أن يتميز به قائد الوحدة من قدرة على حسم القرارات وتحمل مسؤولية الأفعال . إن أفضل إشادة به هي قول تابعيه عندما تواجههم مشكلة ما . فلنسال الرجل الكبير عن ذلك فهو يعرف ما الذي ينبغي فعله.

يتطلب من المدير أو المسؤول أن يتخذ عشرات القرارات في اليوم الواحد ، منها ما هو بسيط وروتينى ، ومنها ما يكون له نتائج مؤثرة على المدى الطويل ، واتخاذ هذا النوع من القرارات يتطلب منه شحذ مهاراته بالكامل .

إن الترقي في المراكز الإدارية لا يتحقق للشخص المتردد الذي يماطل في اتخاذ القرارات حتى عقد اجتماع مع مرؤوسيه لاتخاذ . قرار مشترك حتى لا تقع مسؤولية القرار عليه وحده ، أو حدوث تطورات أخرى ، في الموقف . إن تلك النوعية من المدراء تلجأ عادة إلى المراوغة كوسيلة لتجنب اتخاذ أي قرار قد يحتسب عليهم فيما بعد.

إن التردد مرض معد ، فمتى تواجد في إدارة ما ينتقل إلى الجميع ليصيبهم بالتذبذب وفقدان الثقة والارتباك ؛ لذا ، فلا يمكن للمدير المصاب بهذا المرض أن يكون مسؤولا تنفيذية من الطراز الأول ، ولن يجد أمامه إلا تولي مركز هامشي أو البحث عن وظيفة في مكان آخر.

إن المجموعات التنفيذية لمئات الشركات والمؤسسات تعاني أشد المعاناة من مدراء ومسؤولي تنفيذ من هذا النوع الذي يخشى اتخاذ قرارات أبعد من تحديد مواعيد الراحة لتناول قهوة الصباح والظهيرة ، وميعاد توقف السكرتيرة عن العمل لتناول الغداء .

إذا كنت لا ترغب في أن تكون من هؤلاء فاعمل على تنمية قدراتك على اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم ، فإن نجحت في ذلك فستحظى بكلمة مسموعة من الجميع وسلطة مطلقة في التعامل مع الآخرين .

لقد تعلمت منذ فترة طويلة أنه ينبغي على من يتقلد منصب قيادية أن يضع في اعتباره مسؤولية اتخاذ القرارات التي يفرضها عليه منصبه ، وأن القرار الأخير لن يصدر إلا منه بعد حصوله على النصائح والمعلومات من الآخرين التي قد تساعده على ذلك .

لقد تعلمت من الجيش درسا، لو لم أتعلم منه غيره لكفاني وهو : أن لا تعقد لجنة عند إصدار قرار، فالقرار النهائي لابد أن يصدر منك وحدك . ينطبق هذا المبدأ على الحديث هنا .

والآن ، يقدم لك هذا الفصل أساليب محددة لتقوية قدرتك على اتخاذ القرار بل إنه يساعدك على التسلح بالشجاعة اللازمة لاتخاذ القرارات فعليا عندما تتحسن قدرتك على ذلك ستتمكن بفعل الدراسة الجادة والتدريب والتخطيط والممارسة من أن تكتسب الكفاءة اللازمة لصنع القرار المناسب في الوقت المناسب .