إنه شيء معروف : حتى تكتسب السلطة المطلقة في تعاملك مع الأشخاص ، يجب أن تعرف أكثر منهم ، ولفعل ذلك يجب عليك أن تحاول تطوير نفسك باستمرار، ليس فقط في تعاملك مع الأشخاص، ولكن أيضا في مجالك الخاص . لا تدع يوما يمر دون أن تتعلم فيه شيئا جديدة ، ولو لم تفعل هذا؛ فإنك لن تقف في محلك فقط دون أن تتقدم ، ولكنك سوف تتأخر للخلف لان كل يوم يمر تنسي فيه شيئا قد تعلمته سابقا . دعني أعطك مثالين واضحين لهذا :

كان ألن نورمان مهندس صناعية لامعة، عمل ذات مرة في شركة كبيرة بلوس أنجلوس ؛ ولأنه كان خريج معهد ماسوستش للتكنولوجيا (ام. أي. تي) ، فقد كان مرشحة للترقي والتقدم المبكرين ، ولكنه ترك العمل بالشركة بعد فترة أقل من خمس سنوات ، ودعني أقل لك ماذا حدث له .

لقد اعتاد ألن أن يقضي حوالي ثلاث ساعات كل يوم في الذهاب والعودة من منزله بضواحي المدينة إلى العمل ، وأثناء قيادته كان يستمع على الأقل إلى أفضل 40 أغنية موسيقية من خلال جهاز الكاسيت .

ولقد فكر ألن في حضور دراسات ليلية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس (یو. سي. إل.أ) وادی بعضا من دراسات ما بعد التخرج، ولكنه لم يستطع عمل ذلك ، كما فكر أيضا في تأدية الدراسة عن طريق المراسلة في الجامعة أو على الأقل أن يقوم بالاشتراك في عضوية واحدة من أفضل الجرائد العلمية في مجال عمله حتى يقوم بالاطلاع على أحدث الأخبار العلمية ، ولكنه كان يبدو متعبة جدا من العمل ومن القيادة، من وإلى العمل كل يوم حنى إنه بعد تناول مشروبين والعشاء كان الشيء الوحيد الذي يستطيع عمله هو أن يجلس في مقعده المفضل المريح ويشاهد التلفاز لمدة ساعة أو أكثر .

وعندما عرضت عليه الشركة إرساله إلى الجامعة على حساب الشركة حتى يستطيع الحصول على درجة الماجستير ، قام بطلب تأجيل ذلك لمدة سنتين لأنه كما قال : (مرهق جدا ولا يستطيع الذهاب إلى الجامعة والدراسة) كما قال لهم. وعندما عرضت عليه الشركة إلحاقه بدراسات دال كارينجي المخصصة للمدراء التنفيذيين الجدد والمدراء الصغار ، مجددا على حساب الشركة ، قام بالاعتذار بسبب أن زوجته حامل وتحتاجه في المنزل كل يوم، كما قال .

لقد فكر دائما في الانضمام إلى فصل لوس أنجلوس بجمعية المهندسين المتخصصين . حيث اعتادوا اللقاء في ليالي الجمعة ليناقشوا التطورات الحديثة في المجال الصناعي والتبادل الأفكار ، و مع ذلك فقد كانت هذه ليلة لعب البوكر مع أصدقائه من الجيران ، و كان يرغب في ألا يفوته ذلك .

بالإضافة إلى أنه كان يمارس رياضة الجولف صباح يوم السبت ، ويمارس بعض الأعمال الغريبة حول المنزل بعد الظهيرة ، ويتجول في داخل المدينة بالسيارة مع ماريان للذهاب إلى السينما والعشاء في مطعم جيد في ليلة السبت ، وبعدها الإخلاد للنوم في بداية يوم الأحد ، حسنة ، إن آلن لم يكن مستعدة لأن يفعل أي شيء أو ليتعلم شيئا أكثر من الذي تعلمه قبل التخرج من معهد ماسوستش للتكنولوجيا ، لذلك تركته الشركة و غير مؤهل لأي تقدم أو ترقية، كما قيل له .

وفي نفس الوقت كانت جيري والاس قد التحقت بالعمل في الشركة في نفس وقت التحاق ألن ، ولم تتخرج جبری من جامعة كبرى مثل معهد ماسوستش للتكنولوجيا (ام. أي. تي) في الواقع لقدحصلت على درجتها العلمية في الهندسة من جامعة صغيرة في ولاية أريجون .

ولم تكن إنجازاتها الجامعية مذهلة كما كانت إنجازات ألن ، ولقد كان تقدير تخرجها متوسطة ، ولكنها رفعت مصاريف الجامعة كاملة عن طريق عملها كساقية للمشروبات ، مما أدهش مدير التوظيف القديم ، هوارد ريشموند، الذي قال : (إنها تمتلك الشجاعة الكافية لإنجاز العمل ، كما تعرف أيضا كيف تتحدث مع الأشخاص وتتوافق معهم وأي شخص يستطيع سماع مشكلة غيره دون أن يضيق به؛ فهو يمتلك المقدرة الكافية للتعامل مع الناس).

لقد اعتادت جيري أيضا أن تقود لمدة ساعات من وإلى العمل كل يوم ، ولكنها قد اعتادت سماع شرائط مسجلة خلال وقت قيادتها ( منها بعض من شرائطی ) من شرائط معهد الحث على النجاح ( إس. ام. أي ) وهي شركة من (واکو ، تكساس) تعتبر الرائدة في العالم في مجال دراسات التحفيز الشخصي ، والإشراف، والتنمية ، والقدرة على القيادة ، ودراسات للإدارة والمدراء التنفيذيين .

بالطبع فإن جيری وزوجها كلارك قد قاما بتوفير بعض من وقت الفراغ لممارسة جولة من رياضة الجولف ، شیء من رياضة التنس ، مشاهدة السينما كل حين وحين أو بعض من النشاطات التي تمارس في عطلة نهاية الأسبوع ، ولكنهما قاما بحساب قضاء وقت فراغهما بشكل معقول يمكنهما من العمل على تطوير أنفسهما .

ولقد استكملت جيري تعليمها عن طريق حضور دراسات تكميلية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس ( يو. سي. إل. أ) وعندما عرضت عليها الشركة أن تدفع مصاريف دراستها للماجستير ، استغلت هذه الفرصة ، كما قامت بالاشتراك في مكتب مزاولة العمل في واترفورد ، بكونيكتيكت ، وأصبحت عضوا في اثنين من نوادی برنتك هال للكتاب في إنجل وود كليفس ، نيوجيرسي وهما ناديا أفضل الكتب الإدارية ومعهد کتب الإدارة ، حتى تقوم بالاطلاع على أحدث الأفكار والتطورات في مجال الإدارة والإدارة التنفيذية .

وبالإضافة إلى ذلك ، فإن جيري قد استخدمت كل وسيلة ممكنة حتى تكون مطلعة على التطورات ، ليس فقط في مجالها الهندسي المتخصص، ولكن أيضا في (مجال إدارة الموظفين). واليوم وبعد أقل من عشر سنوات منذ انضمامها للشركة ، فإن جيري أصبحت نائبة لرئيس الشركة المختصة بالبحث والتطوير ، ولكنها لم تستقل ومازالت تعمل بجهد مثلما اعتادت حتى تتقدم ، كمهندسة صناعية وكمديرة تنفيذية ومديرة للموظفين أيضا .