محتويات

القرحة المعدية

نقصد بالقرحة المعدية والمعوية حدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي جدار المعدة أو الأمعاء وقد تكون القرحة في المعدة فقط أو في الجزء الأول من الأمعاء والمسمى بالاثني عشر أو في الاثنين معا ونادرا ما تكون في أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى كأسفل المريء مثلا.

أعراض قرحة المعدة

1- ألم حارق حاد في أعلى البطن يستمر لأيام أو أسابيع يقل حدوثه عند تناول الشخص للطعام أو مضادات الحموضة ثم يظهر ثانية عندما يكون الإنسان جائعا وقد يوقظ الأم الشخص من النوم «ملاحظة: هذه هي الأعراض المثالية لقرحة الجزء الأول من الأمعاء الدقيق وهي أكثر أنواع قرحات الجهاز الهضمي انتشارا إلا أن الألم قد يزداد بتناول الأكل وليس العكس كما هو عليه في قرحة المعدة.

2- في بعض الحالات ونتيجة لحصول نزيف دموي بسيط من القرحة قد يكون هناك نزول دم عبر الفم أو مع البراز حيث يكون لون البراز في هذه الحالة أسود مثل الفحم. «ملاحظة: سواد البراز يكون أيضا موجوداً في حالة تناول الشخص لدواء الحديد (

مضاعفات قرحة المعدة

أولاً: المضاعفات المزمنة: وتتلخص في النزيف الدموي البسيط الذي قد لا يشعر به المريض ويؤدي إلى فقر الدم المزمن. .

1- تؤدي القرحة عند بعض الناس إلى فقدان الوزن وحدوث اختلالات في وظيفة الجهاز الهضمي.

2- قد تتحول القرحة وخاصة قرحة المعدة إلى سرطان المعدة وخاصة عند كبار السن.

ثانياً المضاعفات الحادة و تتمثل في الآتي:

 1- حدوث نزيف حاد يؤدي إلي القيء الدموي أي طرش الدم.

 2- تآكل كامل في جدران المعدة أو الأمعاء الدقيقة وحدوث نزيف وفتحه في جدران المعدة أو الأمعاء.

كيف تحمي المعدة نفسها من تأثير عصارتها الهضمية؟

إن الفهم الكامل لجواب هذا السؤال يعني فهم سبب وآلية القرحة في المعدة والأمعاء الدقيقة، فرغم أن العصارة المعدية التي تفرزها المعدة تحتوي على أنزيمات هاضمه تستطيع تكسير البروتينات وكذلك على حمض قوي يستطيع أن يسبب تأكل؟ إذا ما وضع على الجلد مثلا هو حمض الهيدروكلوريك (حمض كلور الماء) إلا أنه ورغم كل هذا فإن هذه العصارة لا تستطيع أن تلحق الأذى بجدار المعدة رغم أنها مكونة من أنسجه لحمية والسبب في ذلك يعود إلى عدد من العوامل والامتيازات التي منحها المولى عز وجل لتركيب المعدة والأمعاء لکي تحمي نفسها من التأثير التآكلي لهذه العصارة وأي خلل في هذه الآلية فإنه يؤدي إلى حدوث قرحة المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، أي حدوث تأكل موضعي مسببا جرحة وقرحه في الجدار الداخلي للمعدة والأمعاء الدقيقة.

سبب حدوث قرحة المعدة

ذكرنا أن المولى عز وجل وضع آلية للمعدة والأمعاء الدقيق لحماية جدران هذين العضوين من تأثير العصارة المعدية الهاضمة وتخلص هذه الآلية في الآتي

1-  يبطن المعدة من الداخل غشاء مخاطي يتكون من خلايا مخاطية لديها قدرة هائلة على الانقسام وسرعة الترميم فخلال كل دقيقه يمكن تعويض نحو نصف مليون خليه من خلايا السطح أو الجدار الداخلي المفقودة أو المتأكلة.

 2- إضافة إلى احتواء العصارة المعدية علي حمض الهيدروكلوريك الحارق والإنزيمات الهاضمة فإنه يحتوي أيضا على سائل مخاطي يبدو على شكل هلام يكسو السطح الداخلي للمعدة ويحميها من تأثير الحمض والإنزيمات الهاضمة وكذلك يحميها من الأذى الذي قد تسببه بعض المواد في الغذاء نفسه كالفلفل والشطة الحارة.

 3- وجود آليات هرمونيه وعصبيه تضبط عملية إفراز العصارة المعدية وتثبط من إفرازها في حالة زيادة الإفراز.

 4- يعتبر الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة من الأجزاء التي يتعرض للعصارة المعدية أثناء تفريغ محتويات المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، لذلك فإن جداره الداخلي يكون عرضه لتأثير العصارة المعدية وإمكانية حدوث القرحة إلا أن ذلك لا يحدث نتيجة للعوامل الآنفة الذكر إضافة إلى إفراز مواد أخرى تعادل حمضية العصارة المعدية و تحمي جدار الأمعاء الدقيق من أثارها ومن هذه المواد مرکب كربونات الصوديوم الموجود ضمن العصارة الصفراوية التي تفرز من الكبد إضافة إلى إفراز خلايا الأمعاء الدقيقة نفسها لسائل قلوي يحتوي علي المخاط.

إذا رغم أن هناك عصارة معدية تحتوي على حمض قوي وأنزيمات هاضمة إلا أن هناك حماية لجدار المعدة والأمعاء الدقيقة تمنع حدوث القرحة بواسطة هذه العصارة، ولا تحصل القرحة إلا إذا وجد خلل في آليات الحماية أو زيادة مفرطة في إفراز الحمض والإنزيمات الهاضمة. لذلك نستطيع أن نلخص أسباب حدوث القرحة في الاتي:

  •  الإصابة بجرثومة الهيليكوباكتر والتي تضعف الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء الدقيقة.
  •  الاستخدام المفرط للأدوية التي تسبب تآك" في غشاء المعدة المخاطي كالأسبرين والبروفين والفولترین وهي أدوية مسكنات الألم والروماتزم.
  • وجود خلل وظيفي في تفريغ الطعام أو تكوين السائل المخاطي.
  •  تعاطي الكحول.
  • الإصابة ببعض الأمراض.

العوامل المساعدة على حدوث قرحة المعدة:

  1.   الإصابة بجرثومة الهيليكوبتر.
  2.  التدخين.
  3. وجود تاريخ عائلي بمرض القرحة.
  4. السن المتأخر (50 سنه وما فوق).