إذا كان الهدف غير مرئي ولا يدرك بالحواس الخمسة وهي النظر والشم    والسمع والتذوق فإن الدفاع ضده يكون صعبا للغاية.

وهذا الهدف الصعب هو ما يسمى بالمواد البيولوجية وتستخدم كأسلحة بيولوجية والتي بدأ إستخدامها في الحروب الاخيرة.

لقد بدأت الجيوش في كثير من البلدان لإعداد وسائل الدفاع ضد هذه المواد    القاتلة بعد أن أصبح التهديد حقيقة خلال عملية عاصفة الصحراء وما بعدها ومنذ هذا الوقت  بدأت القوات المتحاربة في إيجاد اختراعات للحماية منها ونظم متطورة لتقديرها ووسائل دقيقة لقياسها وأصبح لعلماء الميكروبيولوجي دور هام في هذا المجال .

ويجب أن نضع في الإعتبار أن هناك كثير من البشر لا يستطيعون فهم طبيعة المواد البيولوجية المستخدمة كأسلحة ولا يعرفون شيئا عن طريق انتشارها وعلى كيفية حماية انفسهم منها .

ونضيف أن وسائل الحرب البيولوجية تتكون من عدد من البكتيريا والفيروسات والتوكسينات وتوجد صعوبة كبيرة في تصنيف كل من هذه المواد كمجموعة واحدة لأنها تختلف عن بعضها اختلافا جذريا في شكلها المورفولوجي وفي خواصها البيوكيميائية وفي تأثيراتها المختلفة وفي قدرتها على العدوى من عدمه و قدرة بعضها على التأثير الوقتي أو تؤثر بعد  فترة حضانة تتوقف على نوع الميكروب .

وقد وجد أن عديد منها لا تقاوم الظروف الجوية شديدة الجفاف وغير مقاومة  للاشعة الفوق بنفسجية ويجب أن نضع في الإعتبار ان الوسيلة المثلى التي تتبع للوقاية من البرد العادي يمكن ان تكون هذه هي الطريقة الوحيدة للحماية من الهجوم البيولوجي وهي لبس الاقنعة الواقية.

ويتم الهجوم الميكروبي إما

  1. هجوم خطي                         ب- هجوم منطقة

فالهجوم الخطي بأن يقوم المهاجم إذا كان في قطار سريع بنثر الايروسولات على خط سير القطار فيتمكن من إصابة منطقة جغرافية شاسعة فإذا  تمكن المهاجم من ركوب قارب بنهر فإنه ممكن أن ينثر المادة البيولوجية بأيروسولات تصيب مناطق شاسعة بصورة خطية

أما طريقة الاصابة للمنطقة فتتم بأن تحمل المادة البيولوجية على رأس      صاروخي أو نلقي بها من طائرة فتصاب مناطق مأهولة بالسكان وشاسعة المساحة.

وفي هذه الحالة ممكن أن يعمد العدو على نشر توكسينات إضافة للميكروبات على صورة ايروسولات حتى تصيب مناطق مكتظة بالسكان وتؤثر عليها ولأن المواد البيولوجية على صورة الايروسولات فتكون صغيرة جدا فتمر من قنوات التنفس حتى تصل للرئتين وتسبب الأمراض وهي ليست مثل المواد الكيمائية التي يظهر  تأثيرها مباشرة ولكن يظهر تأثير هذه المواد بعد فترة تسمى فترة الحضانة وهي عادة ما تكون 24 - 36 - 48 ساعة

وفي كثير من الأحيان تبدأ أعراضها مشابهة للانفلونزا والبرد العادي ثم تتطور لأعراض أخرى خاصة بالمواد البيولوجية المضافة وهذه تختلف من ميكروب لآخر .

وبهذا يجب أن نؤكد أن هناك وسيلة دفاع مزدوجة للوقاية من المادة البيولوجية تعتمد أولا على المناع وثانية على وسائل الحماية الطبيعية وحينما لا تتوفر تحصينات فإن هناك تحذير  وتقارير توصي باستعمال الاقنعة الواقية وهي فعالة جدا ضد أي ميكروب حتى تلك الميكروبات التي لا يعرف لها تحصينات .

وقد قامت السلطات المختصة باختراع أجهزة مختصة لتطوير إنتاج  وسائل للكشف عن المواد البيولوجية المختلفة وهذه الوسائل أصغر وأخف وأبسط وتوجد الأن وسائل للكشف السريع في الأماكن المصابة مباشرة و أن افترض أن الاقنعة غير متاحة فلابد من الملاحظة الطبية العاجلة.

 ولقد ذكر الخبراء العسكريون أن الأسلحة البيولوجية ليست أسلحة تكتيكية و لكنها أسلحة استراتيجية فلابد من نشر تحذيرات عامة للجماهير كي تتلافي الاصابة بالمادة البيولوجية المشوشة  واتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية منها.             وقد اكتشفت وسائل حديقة للكشف عن المواد البيولوجية تعتمد على الليزر ولكنها عامة ولا تعطي تحديدا للمواد وتتمكن من الكشف على مدى يصل إلى 50 كيلو متر والجهاز يوجد به 18 جزء حساس ممكن أن توجه حول ميناء أو مطار عسكري وبالتالي لا تعتمد على جهاز حساس واحد .

 بعد الشك أو التأكد من ظهور أي حالة من حالات الهجوم الميكروبي لابد من العمل الجاد قبل أن يسمح باستعمال المكان ولا بد من إزالة التلوث منه وينطبق هذا على أماكن ووسائل السفر كالموانىء والمطارات والطائرات وإزالة التلوث يعتمد على وسائل التطهير المتقدمة ولابد من تطبيق فعاليات الأمان الحيوي على القائمين بهذه العملية ويكون لديه خبرة ومتخصصين في هذا المجال