أساس الثقة بالنفس
التفكير هو ما يضفي على الأشياء صفة الخير أو الشر.
٠٠ ويليا م شكسبير
إن أفكارك وإحساسك تجاه نفسك، وما يمكنك القيام به أو تعجز عنه، هو النتيجة الإجمالية لمجموع التجارب والظروف التي مررت بها في حياتك، وهي أمور عاد؛ لا تكون ذات علاقة قوية بالإمكانيات المتاحة حقاً أمامك. وفى مجال التنمية البشرية هناك مبدأ أو قانون للتحول، ينص ببساطة على أن كل إنسان يخضع لعملية مستمرة من التحول، والتطور، والنمو في اتجاه أفكاره المسيطرة عليه.

حتى أجسادنا في حالة تحول أيضا؛ فوفقا للمعدل الطبيعي لموت الخلايا وتجددها، يتجدد جسدك كلدا كل ٧ سنوات. وفي حين أن تطورك الجسدي يتأثر بالطعام الذي تتناوله، يتحدد تطورك وتحولك الذهنيان إلى حد كبير بالأفكار التي تضعها في عقلك.
أنت تصبح ما تفكر فيه ينص قانون التركيز على أن "أي شيء تركز عليه يتحول إلى حقيقة"؛ أي أن أي شيء تفكر فيه لما يكفي من الوقت وبما يكفي من الجهد يصبح في النهاية
جزءا من تفكيرك، ويقرض تأثيره وسلطانه على توجهك وسلوكك. لذلك، إذا كنت تفكر باستمرار في الشجاعة والبسالة وتأكيد الذات، فسوف تزداد هذه الصفات تدريجياً, وكلما زاد تركيزك على الشخصية التي تود أن تكون عليها، والصفات التي تود أن تتحلى بها، ترسخت تلك الشخصية والصفات في عقلك الباطن، وأصبحت جزءا من تطورك المستمر؛ فما تفكر فيه عاداً، يصير في النهاية جزءا من هويتك وشخصيتك.

وفي هذا السياق، تكون أنت صنيعة نفسك سواء أكنت رجلاً أم امرأة؛ فما أنت عليه، والمكان الذي أنت فيه الآن، هما نتيجة الأفكار التي سمحت لها بأن تحتل عقلك؛ لذلك، أدا ما كان ما ركزت عليه من أفكار على مدار الأشهر والسنوات الماضية، فإن ما أصبحت عليه الآن، وصرته في هذه اللحظة، هو نتيجة تلك الأفكار.
والأمر لا يقف فقط عند مسألة أنك أنت الذي صنع الشخص الذي أنت عليه  اليوم، ولكنك تستمر في عملية بناء ذاتك بكل فكرة تفكر فيها؛ ولأن هذه حقيقة لا يمكن تجنبها في الحياة، فإن أذكي شيء تفعله هو أن تفكر باستمرار في الأفكار التي تتوافق مع نوع الشخص الذي تود أن تكون عليه-