يمكنك أن تثمي الثقة بالنفس
ولكن المؤسف أن هذا ليس بالأمر السهل؛ فمعظم الناس لديهم قدر محدود من الثقة بالنفس، والكثير ليست لديهم ثقة بالنفس على الإطلاق. وبشكل عام، من الشائع بين الناس أن تجدهم مبتلين بالشك في قدراتهم، والخوف من كل شيء يتخيلونه، خاصه المجهول. وقد قال عالم النفس أبراهام ماسلو إن قصة الجنس البشري تتلخص في أن الرجال والنساء يبخسون أنفسهم حقوقها ٠
ويميل الغالبية العظمى من الأشخاص إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين بأسلوب فيه انتقاص للذات؛ حيث يركزون على ضعفهم والقيود التي يعانونها ٠ وفي النهاية يرضون بما هو أقل كثيراً من قدرتهم، وبدلاً من الاستمتاع بقدر أعلى من احترام الذات والثقة بالنفس والكبرياء، يرضى الفرد العادي بأن يعيش حياته بأسلوب تمضية الأيام دون أي طموح.
فإذا كانت الثقة بالنفس واحترام الذات الذي ينجم عنها، مرغوبين للغاية، فلماذا إذن لا يتمتع سوى عدد قليل من الناس بما يكفي من الثقة بالنفس؛ ليعيشوا الحياة المتاح لهم أن يعيشوها؟ هناك الآلاف من الأسباب، ولكن ربما تكون أكثر الاكتشافات روعة بشأن الثقة بالنفس أنها صفة ذهنية، ولذلك يمكن تعلمها؛ فهي سوف تبنى وتنمو بأسلوب منتظم وتدريجي مع مرور الوقت باتباع الإرشادات الواردة في هذا الكتاب.
والنبأ الجيد هو أن كل الناس لديهم قدر معين من الثقة بالنفس، ويزيد هذا القدر عند البعض في جوانب معينة من حياتهم ويقل في جوانب أخرى- ومن خلال العمل وفق هذه القاعدة، يمكنك أن تؤهل نفسك لكي تصبح واثقاً تماماً
بنفسك، خاصة تجاه أي أمر ذي أهمية لك. القانون الرائع ربما يكون من أهم القوانين التي تحكم حياتنا، ذلك الذي وضعه أرسطو عام ٣٥٠ قبل الميلاد، وأطلق عليه اسم مبدأ السببية الذي نادى للمرة الأولى في التاريخ بفكرة أننا نعيش في عالم يحكمه النظام، وأنه يوجد سبب وراء كل شيء يحدث. إننا نطلق على هذا القانون قانون السبب والنتيجة، وغالباً ما يطلق عليه القانون الحديدي لمصير الإنسان. ويمكن لقانون السبب والنتيجة أن يسجننا في زنزانة من صنعنا نحن، أو أن يحررنا ويمنحنا حرية كاملة، وذلك على حسب الطريقة التي نستخدمه بها؛ فالقانون في حد ذاته قانون محايد، مثل قانون الجاذبية تماماً.
ينطبق قانون السبب والنتيجة على كل الأمور المادية والمعنوية، وهو ينص على أن كل شيء يحدث في حياتنا له سبب أو أسباب معينة؛ فإذا كان هناك شيء يحدث في حياتنا نريد زيادته, مثل النقود أو النجاح، فيجب أن نتتبع السبب وراءه. وعندما نكرر هذا السبب، سوف نستمتع بزيادة النتيجة؛ فإذا كنا نعمل في المبيعات أو عالم الأعمال، ولدينا تجارب ناجحة، فإننا يمكن أن نفحص تلك التجارب لنصل إلى الأشياء التي فعلناها، وأدت إلى نجاح هذه التجارب.
وعندما نكرر هذه الأشياء، سوف نستمتع بالنتائج نفسها من التجارب الناجحة.
وطبقاً لهذا القانون، إذا كنا لا نريد لشيء أن يحدث في حياتنا مثل الوزن الزائد، أو قلة الدخل المالي، أو المشكلات مع الناس، أو ظروف العمل السلبية، يمكننا أن نتتبع الأسباب. ومن خلال التخلص من تلك الأسباب أو تغييرها، سوف نحقق نتائج أو آثارا مختلفة.
إن قانون السبب والنتيجة بسيط وواضح للغاية, ولا يوجد أحد يمكن أن يشكك فيه بشكل جاد؛ فنحن نعيش في عالم وكون يحكمها القانون، وليس المصادفة، وكل شيء يحدث لسبب؛ فالنجاح والفشل ليسا حادثين عارضين، إنما يحدثان لأسباب معينة, وعندما نكرر الأسباب، سوف نحصل على النتائج نفسها، بغض النظر عمن نكون؛ فهذه هي فقط الطريقة التي يسير بها