الأسباب الجذرية لقلة الثقة بالنفس
إن العالم مليء بالأشخاص غير السعداء بما حققوه, ولكنهم على الرغم من ذلك يستمرون في فعل الأشياء نفسها، ويفكرون في الأفكار نفسها، ويقولون الكلام نفسه، ويقومون بالسلوكيات نفسها كل يوم، ويندهشون من أنهم
يصلون إلى النتائج السلبية نفسها. وطبقاً لتعريف أينشتاين , فإن الجنون هو الاستمرار في فعل الأشياء نفسها مع توقع نتائج مختلفة، وهذا ببساطة مستحيل فعلاً.
ويمكن تطبيق قانون السبب والنتيجة على الثقة بالنفس؛ فإذا نظرنا حولنا وعلى مدار التاريخ الإنساني فسنرى رجالاً ونساء لديهم مستوى عال بدرجة  لافتة من الثقة بالنفس، وهو ما ساعدهم على تحقيق أشياء استثنائية.
ومن خلال دراسة حياة هؤلاء الأشخاص وقصصهم نرى أن منهم من بدأ حياته بمستوى عال من الثقة بالنفس التي تعلمها من أهله في طفولته المبكرة, ومع ذلك فإن كثيرا منهم بدأوا حياتهم بالطريقة التي بدأنا بها جميعاً؛ بإحساس داخلي دفين بالدونية والنقص بسبب النقد الهدام، والافتقار إلى الحب، وأخطاء أخرى ارتكبها الأهل في حقنا في طفولتنا المبكرة؛ ولذلك ننمو ونحن نعاني ضعفاً في تقدير الذات، وقلة في الثقة بالنفس، مع إحساس عنوانه أنا لست جيدا بالقدر الكافي مقارنه بالآخرين.
وبسبب قلة الثقة بالنفس، يعمل العديد من الناس اليوم بجهد كبير لتحقيق النجاح, ومع ذلك عندما يفعلون هذا، يشعرون من داخلهم بأنهم مخادعون ، وأنهم لا يستحقونه، وهذا الشعور الذي يسمى الخوف من النجاح هو شعور بعدم الاستحقاق لا يبدو أنهم يستطيعون التخلص منه، مهما بلغوا من إنجازات. ويردد العديد من الرجال والنساء الناجحين أغنية بيجي لي : هل هذا هو كل شيء؟ ، عندما ينظرون حولهم إلى منزلهم وسيارتهم وكل ما حققوه . تريد أن تكون سعيدا ما يريده الناس أكثر من غيره هو فقط أن يشعروا بشعور جيد تجاه أنفسهم؛ فنحن نريد أن نكون سعداء وإيجابيين، ونشعر بالعافية، وفوق كل هذا، فإننا بالفعل نريد راحة البال ، ويمكننا أن نستمتع براحة البال فقط، عندما نشعر بالثقة بقدرتنا على التعامل بفاعلية مع متطلبات الحياة، سواء مع عائلتك وأصدقائك وعملك وزبائنك ونشاطك الاجتماعي، وكل الأمور الأخرى التي
نشارك فيها.
إن قانون السبب والنتيجة يخبرنا بأننا إذا كنا نريد أن نستمتع بتأثير الثقة العالية بالنفس، فكل ما ينبغي لنا فعله هو أن نأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس؛ فإذا استطعنا معرفة ما يفكر فيه ويقوله ويفعله الرجال والنساء الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس، ومن ثم فعل الأشياء نفسها، فسوف نصل في النهاية إلى النتائج نفسها، وسنشعر بإحساسهم نفسه، ومن ثم لن يقوى شيء على إيقافنا.
ماراثون التدريب الذهني
غالباً ما يصعب على الناس تصديق أن الصفات العقلية يمكن تنميتها مثلما يمكن تنمية الصفات الجسدية، ولكن إذا كان هذا برنامجاً ليعلمك كيف تجري  في سباق، وعرضت عليك أن أدربك يومياً على مدار الأشهر الستة المقبلة، فسوف تدرك بعد تلقي التدريب أن الذي لا يمارس الجري يمكن أن يتحول من شخص غير لائق جسديا إلى شخص لديه القدرة على الجري في ماراثون ٤٢٠٥ كيلو متر، إذا التزم لمدة ٦ أشهر بالتدريب، بل أصبح اليوم هناك رجال ونساء في الخمسين والستين من أعمارهم لديهم القدرة على الجري في الماراثون بعد اتباع هذا النوع من التدريب.
وهذا هو ما سيقدمه إليك هذا الكتاب ماراثون عقلي ، ومع أنه لن يكون مؤلما وشاقاً كحال ماراثون الجري، فإنه سوف يتطلب جهداً هائلاً, ومقدار هذا الجهد الذي ستبذله هو ما سيحدد النتائج التي ستحصل عليها.
فاذا اتبعت هذه المبادئ العملية المثبتة علميا والمستخلصة من حياة وسلوكيات أنجح الرجال والنساء الأحياء في عالم اليوم، والمبرهن عليها علميا من خلال الأبحاث والتجارب المكثفة، يمكنك أن تنمي ثقتك بنفسك وتحقق أي شيء
تريده حقا. هيا نبدأ.