إذا وجدت نفسك بعيداً عن التابعين لك بعدا شاسعاً -سواء بالمصادفة أو عن قصد- فإنك تحتاج إلى التغيير. صحيح أنه ستكون هناك مخاطر. فقد تؤلم الآخرين أو تتعرض أنت للألم. لكن إن كنت تود أن تكون قائدا فعالاً لأقصى حد ممكن، فليس ثمة بديل صالح آخر. وستخبرك السطور التالية كيف تبدأ:

1. تجنب التفكير في المنصب القيادة متعلقة بالعلاقات بقدر ما هي متعلقة بالمنصب. الشخص الذي يعتمد نهجا علائقياً في القيادة لن يكون وحيداً أبداً. الوقت الذي تقضيه في بناء علاقات يكون صداقات بينك وبين الآخرين. أما القادة الذين يركزون على المنصب، فغالباً ما يكونون بمفردهم. كل مرة يستخدمون فيها مسماهم الوظيفي ورخصتهم من أجل إقناع التابعين لهم بفعل شيء ما، فإنهم يوسعون المسافة الفاصلة بينهم وبين الآخرين. فهم في الواقع يقولون: أنا هنا في الأعلى؛ أنتم هناك في الأسفل. لذا افعلوا ما أقوله لكم. وذلك يجعل الناس يشعرون بأنهم أدنى منزلة وينفرهم ويحدث فجوة بينهم وبين القائد. القادة الجيدون لا يقللون من شأن الناس؛ بل يرفعون من شأنهم.

القيادة متعلقة بالعلاقات بقدر ما هي متعلقة بالمنصب. الشخص الذي يعتمد نهجا علائقياً في القيادة لن يكون وحيداً أبداً.
كل عام أستثمر بعض الوقت في تدريس القيادة دولياً. تعد القيادة المتعلقة بالمنصب أسلوب حياة في العديد من البلدان النامية. يستقطب القادة السلطة ويحمونها. فهم وحدهم المسموح لهم بالتواجد على القمة، وينتظر من البقية أن يتبعوهم. للأسف، هذا السلوك يعوق القادة المحتملين عن التطور ويجعل من في منصب القيادة وحيداً. إذا كنت تتقلد منصباً قيادياً، فلا تعتمد على مسماك الوظيفي في إقناع الناس باتباعك. ابن علاقات. اكسب تأييد الناس. افعل ذلك ولن تكون قائدا وحيدا أبدا.

2. افهم الجوانب السلبية للنجاح والفشل قد يكون النجاح خطيرا؛ وكذلك قد يكون الفشل. كل مرة ترى فيها نفسك شخصاً ناجحاً ، تبدأ في فصل نفسك عن الآخرين الذين تراهم أقل نجاحاً.

وتبدأ التفكير في نفسك قائلاً: أنا لا أحتاج إلى رؤيتهم، فتنسحب بعيداً عنهم. ومن المفارقة أن الفشل يقود أيضاً إلى الانسحاب، لكن لأسباب أخرى.
إذا كنت ترى نفسك شخصاً فاشلاً، ستتجنب الآخرين، مفكرا في نفسك، أنا لا أريد رؤيتهم. كلا النقيضين في التفكير قد يتسبب في انفصال غير صحي عن الآخرين.

3. أدرك أنك في عمل متعلق بالناس أفضل القادة يعرفون أن قيادة الناس تتطلب المحبة! لم أقابل أبداً قائداً جيداً لم يكن يهتم لأمر التابعين له. القادة غير الفعالين لديهم توجه ذهني خاطئ، حيث يقولون: أنا أحب البشرية، لكنني لا أطيق البشر. أما القادة الجيدون فهم يدركون أن الناس لا تهتم بقدر ما تعرفه حتى يعرفوا قدر اهتمامك بهم.

يجب أن تحب الناس وإلا لن تضيف إليهم قيمة أبدا. وإذا أصبحت غير مكترث لأمر الناس، فقد تكون على بعد خطوات قليلة فقط من التلاعب بهم. لا ينبغي أن يفعل أي قائد ذلك.

4. استثمر في قانون الأهمية يقول قانون الأهمية في كتاب 7 ٦ قانوناً لا تقبل الجدل في العمل الجماعي (جرير): واحد هو عدد أصغر بكثير من أن يحقق المجد - لا يوجد أي إنجاز ذي قيمة حقيقية حققه شخص يعمل بمفرده. إنني أتحداك أن تذكر شخصاً واحداً فعل ذلك (لقد عرضت هذا التحدي خلال المؤتمرات على مدى سنين ولم ينجح أحد في ذكر شخص واحد حتى الآن!). بصراحة، إذا كنت تستطيع أن تحقق بمفردك رؤيتك المتعلقة بحياتك وعملك، فإن أهدافك متدنية للغاية. أحياناً يقدم لي أحدهم نفسه قائلاً: أنا إنسان صنعت نفسي بنفسي. وغالباً ما أشعر برغبة في أن أرد عليه قائلاً: أنا آسف جدا، لكن إن كنت قد فعلت كل شيء بنفسك، فإنك لم تفعل الكثير.

في منظماتي لا يوجد لدى موظفون؛ بل زملاء عمل. نعم، أنا أدفع لهم رواتب وأمنحهم مزايا ٠ لكنهم لا يعملون لدى. بل يعملون معي. إننا نعمل معاً لتحقيق الرؤية. من دونهم، لن يتسنى لي النجاح. ومن دوني، لن يتسنى لهم النجاح. إننا فريق. نحقق أهدافنا معاً. ونحتاج إلى بعضنا البعض. إن لم نكن كذلك، فإن أحدنا في المكان الخاطئ.

عمل الناس معاً لتحقيق رؤية مشتركة يمكن أن يكون تجربة مذهلة. منذ سنوات عندما كان المغنون الأوبراليون التينور خوسيه كاريراس وبلاسيدو دومينجو ولوتشيانو باقاروني يغنون في فرقة واحدة، حاول أحد الصحفيين أن يتبين إذا ما كانت هناك روح تنافسية بينهم.

كان كل مغن منهم نجماً كبيراً، وكان الصحفي يأمل أن يكشف عن تنافس بينهم. لكن دومينجو أحبط آماله. حيث قال: يتعين عليك أن تمنح كامل تركيزك لفتح أبواب قلبك للموسيقى. لا يمكن أن نكون خصوماً ونحن نصنع الموسيقى معاً منذ سنوات عديدة وأنا أحاول الحفاظ على ذلك التوجه الذهني حيال من أعمل معهم. فتركيزنا ينصب على ما نحاول إنجازه معاً، وليس على التسلسل الهرمي أو المسافة المهنية أو الحفاظ على السلطة. ولقد قطعت شوطاً كبيراً من حيث بدأت رحلتي القيادية. في البداية كان توجهي هو أن المرء سيجد نفسه وحيداً في القمة. لكن ذلك تغير، بشكل متدرج على نحو يشبه الآتي: القائد تحدث باختياره. وأنا اخترت أن أخوض الرحلة مع الناس. وأمل أنك تفعل ذلك أيضاً.

إذا كنت وحدك على القمة، فأنت ترتكب خطأ ما