متى تم اكتشاف البكتيريا؟

  • اكتشفت البكتيريا عام 1680م

ما هو اكتشاف البكتيريا؟

  • توجد كائنات مجهرية لا تُرى بالعين المجردة (البكتيريا)

من هو مُكتشف البكتيريا ؟

  • أنتون فان ليفنهوك Anton van Leeuwenhoek

لماذا يُعد اكتشاف البكتيريا ضمن أعظم مائة اكتشاف في التاريخ؟

كما استعمل غاليليو تلسكوبه ليفتح أفق الإنسان على فضاء النجوم والكواكب، فقد استعمل فان ليفنهوك میكروسكوبه ليفتح وعي الإنسان على العالم المجهري الدقيق الواقع خارج نطاق الرؤية البشرية والذي لم يكن أحد قد حلم حتى بوجوده.

اكتشف فان ليفنهوك الطليعيات والبكتيريا والخلايا الدموية والنطف والشعيرات الدموية، وأرست أعماله أسس علم الأحياء المجهرية وأدخلت الدراسات النسيجية والنباتية إلى العالم المجهري، كما وأكملت الفهم البشري للجهاز الدوراني.

كيف جاء اكتشاف البكتيريا؟

ولد أنتون فان ليفنهوك Anton van Leeuwenhoek عام 1632م. في دلفت هولندا. مفتقداً لتعليم مدرسي متقدم، مارس فان ليفنهوك تجارة الأقمشة واعتقد أنه سيكمل حياته في البيع والشراء.

لكن فان ليفنهوك كان محباً لاستطلاع العالم المحيط به ومهتماً بالرياضيات. وبتثقيف ذاتي بحت، تمكن من حصد ما يؤهله من المعلومات الرياضية للعمل كمساح للأراضي إضافة إلى وظيفته الأصلية، كما قرأ ما تيسر له عن العالم الطبيعي من حوله.

لكنه لم يتقن سوى اللغة الهولندية، وهذا لم يقدر على الاطلاع على أي منشورات أو بحوث علمية- إذ كانت تنشر جميعاً باللاتينية أو الفرنسية.

دخلت الميكروسكوبات هولندا عام 1620م. وكان كريستيان هويجر Christian Huygens و روبرت هوك أول عالمين يستفيدان علمياًمن هذا الاختراع المذهل. كما قاما بتصميم ميكروسكوبات ثنائية العدسات (عدستان زجاجيتان داخل ماسورة معدنية ضيقة).

استرق فان لينهوك النظر في الميكروسكوب لأول مرة عام 1657م، فراقه ما رأي وامتدت وشائج الصداقة بينهما. جرب فان ليفنهوك میکروسکوبة ثنائي العدسات، ولكن خاب أمله عندما لاحظ تشوه الرؤية به وضعف قدرته التركيزية. فقام بصنع أول میکروسکوب له مستعملاً عدسة واحدة شديدة الانحناء بغية الزيادة في التكبير .

و في عام 1673م، صنع فان ليفنهوك میکروسکوبا بقوة تكبير 270 ضعفاً للحجم الأصلي، فمگنته من رؤية أشياء بطول واحد من المليون من المتر. كان ليفنهوك متحفظاً جداً بشأن عمله، ولم يدع أحداً يشاهد میکروسکوباته الجديدة.

بدأ فان ليفنهوك دراساته المجهرية بأشياء يقدر أن يركّبها على رأس دبوس کاجزاء من فم النحل، البراغيث، شعرات الإنسان...الخ، فشرح ورسم ما رأى بتفصيل دقيق.

وفي عام 1674م، طوّر میکروسکوبه بما يمكنه من التركيز على صحن مستو فأدار اهتمامه إلى دراسة السوائل كقطرات الماء، خلايا الدم..الخ.

كانت هذه الدراسات الأخيرة لعام 1674م وراء اكتشافه العظيم. إذ اكتشف طليعياً مجهرياً (بكتيريا) في كل قطرة من قطرات الماء الذي كان يعاينه، مكتشفاً بذلك الحياة المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة.

ثم وسّع فان ليفنهوك من نطاق بحثه عن هذه الكائنات الدقيقة فوجدها في كل مكان: على رموش عين البشر، على البراغيث، في الغبار، وعلى الجلد، فرسمها ووصفها برسوم ممتازة دقيقة، كل رسمة كانت تكلف فان ليفنهوك أيام لإنهائها.

و باعتباره هاوياً، كان عليه أن يحسن من معلوماته العلمية، فدأب على ذلك خلال فترة فراغه عن العمل عصراً وفي ساعات الصباح الأولى. ولكن خجله من قلة مهاراته اللغوية وتهجئته الضعيفة (حتى في اللغة الهولندية) حالا دون نشره لأية مقالات حول اكتشافاته المبهرة.

و أخيرا في أوائل عام 1676م: اقتنع فان ليفنهوك بجدوى إرسال رسائله ورسوماته إلى المجمع الملكي بلندن، الذي تولى ترجمتها إلى الإنجليزية. شكّل هذا الجمع الموسع للرسائل( التي كُتبت وجمُعت على مدى عقود ) أول وأفضل خريطة إلى العالم المجهري. فما لاحظه فان ليفنهوك قوّض العديد من المعتقدات العلمية حينذاك وقدّمه عقوداً-إن لم يكن قروناً-على باحثي زمانه.

كان أول من أشار إلى البكتيريا سبباً للعدوى والمرض (و لم يصدقه أحد لحد إثبات باستير لذلك عام 1856م). كما لاحظ فان ليفنهوك أن بمقدور الخلّ قتل البكتيريا وبالتالي دعا بقابليته على تعقيم الجروح.

ومجدداً، انتظر العالم قرنين من الزمان لتصبح ملاحظة فان ليفنهوك ممارسة طبية قياسية.

مضت 200 سنة أيضاً قبل أن يتمكن أحد من تصميم ميكروسكوب أفضل من میکروسکوب فان ليفنهوك. ولكن بقى لميكروسكوب فان ليفنهوك شرف اکتشاف العالم المجهري البالغ الأهميةª.

 حقائق طريفة عن اكتشاف البكتيريا: في عام 1999م، اكتشف العلماء أكبر بكتيريا على الإطلاق إذ بإمكانها النمو لغاية 0.75 ملم – أي حوالي حجم النقطة نهاية هذه الجملة.  لقد فاقت هذه البكتيريا الجديدة أقرب منافساتها بمائة ضعف. فعلى سبيل المقارنة، لو كانت البكتريا الجديدة بحجم الحوت الأزرق، فإن البكتيريا العادية ستكون بحجم فأر حديث الولادة.

 

الهوامش المرجعيّة

ª من الاكتشافات الأخرى المهمة لفان ليفنهوك اكتشافه للنطف عام 1677م  و للنمط المخطط للخلايا العضلية الهيكلية عام 1682م - المترجم.