كمدير: إعمل على إصلاح ذاتك من أجل نتائج أفضل

الإدارة, مثل الحياة مليئة بالتناقضات الظاهرة، فإن أول خطوة نحو كسب الاحترام كمدير هي التوقف عن محاولة أن تصبح محبوباً بين الآخرين، ووجدنا هنا أنه كلما قل قلقنا بشأن الأنا الخاصة بنا، تحسن شعورنا تجاه أنفسنا.

فالثقة هي منتج ثانوي للإنجاز: فنحن نشعر بالثقة عندما ننجح، ويزيد تقديرنا لأنفسنا عندما نري أنفسنا ومخاوفنا، حيث نركز بدلا من ذلك علي العمل مع الآخرين لإيجاد أفضل الحلول، في اللحظة التي نبدأ فيها تقديم دلائل للنجاح.

كان هناك سائق ضل طريقه علي أحد الطرق الريفية وصار يشعر بالحيرة أكثر فأكثر، وفي النهاية توقف بجانب قرية قديمة، وأنزل زجاج النافذة وسأل رجلا مسنا:" كيف يُمكنني أن أضل إلي مدينة برستل ؟ "مرر الرجل يده علي ذقنه، وأخذ يفكر للحظة ثم قال "حسنا ،لوكنت مكانك ،ماكنت لأبدأ طريقي من هنا".

عندما يتعلق الأمر بالتنمية الذاتية، فهناك مكان واحد ولحظة واحدة لنبدأ منها ، وهي هنا والآن.

إنه أيضاً أفضل مكان ووقت يمكن أن نبدأ منه في أي شيء لأنه يحتوي علي كل المعلومات التي نحتاج إليها.

هناك بعض الأمور البسيطة التي يمكننا القيام بها لنصبح أكثر فاعلية، وتندرج تلك الأمور تحت إحدى فئتين: الأمور التي علينا البدء في القيام بها، والأمور التي علينا التوقف عن القيام بها.

بالتأكيد ستختلف تلك الأمور بالنسبة لكل شخص، وسوف تعرف أي السلوكيات يساعدك علي تحقيق أهدافك، وأيها لا يساعدك، ولمساعدتك علي فهم أكثر المشكلات الشائعة ورسم طريقك إلي الأمام، إليك تعريفاً ببعض الأدوات والتقنيات العملية بدءاً من التعليمات التي تمنحها لنفسك حالياً، والتي ستؤدي مباشرة إلي النتائج التي تحصل عليها الآن.

قوة "حديث الذات" في الإدارة

إن جوهر الإدارة هو التواصل ، ودورنا يتضمن التواصل بفاعلية علي جميع المستويات داخل المؤسسة وخارجها ؛لكن قبل أن نتواصل، وهو تلك الرسائل التي نعطيها لأنفسنا من خلال حديثنا الذاتي.

لماذا؟ لأن حوارنا الداخلي يلعب دوراً رئيسياً في تحديد نتيجة كل ما نفعله.

ما الحديث الذاتي ودورة في الإدارة؟

هو ذلك الصوت الموجود داخل عقولنا والذي يقدم تعليقا علي كل ما نفعله، وتطلق عليه "سوزان جيفرز"، في كتابها الرائع "أشعر بالخوف"، وافعلها علي أية حال اسم "صندوق الثرثرة الداخلية" ، كما أنها تحمله مسئولية ضياع كل الفرص التي فاتتها، والقرارات الفاشلة التي قامت بها.

إنه الصوت الذي يخبرنا بما نتوقعه من أي موقف، ويُقدّم رأياً حول قدرتنا الخاصة، أو حول الاستجابة المُحتملة من الشخص الذي نتعامل معه.

إن معظم الأحاديث الذاتية التي تدور في رءوس الأشخاص تكون سلبية، حيث تنتج عنها توقعات الإخفاق، والصعوبة، وعدم الراحة.

والسبب في هذا الأمر هو موضوع  كتاب أخر، لكن غالبيتنا غير مدركين بتأثر تلك الرسائل المستمرة التي تخبرنا بأن نقلل طموحنا ونستعد للفشل أو علي الأقل تجعلنا نتوخى الحذر ونلعب دائماً في الجانب المضمون.

فإذا كنا نريد إدارة ناجحة لأنفسنا، علينا القيام بإدارة أحاديثنا الذاتية ويحدث هذا عن طريق الاستماع لما يخبرنا به صوتنا الداخلي، ثم تغيير الرسالة.