الإدارة بذكاء: 

التحدي الذي نوجهه هنا هو أن نكون "أذكياء علي المستوي  العاطفي" حيث نتعرف ونفهم استجاباتنا العاطفية بشكل جيد، لنتمكن من السيطرة علي تلك الاستجابات، لا أن نكون تحت سيطرتها.

إن العواطف معقدة وقوية فعلي أية حال، لقد قضينا سنوات تحت سيطرتها وترجمة كل شيء من خلالها.

ومثل الكثير من الأشياء الأخرى في حياتنا، تتحول عواطفنا سريعا إلي عادات، وكلما طالت المدة التي نتصرف فيها بطريقة معينة، ترسخت تلك العادات بشكل أكبر.

لا يوجد خطأ في الشعور بعواطف قوية؛ فبإمكانها دفعنا لمواصلة الإنجاز رغم كل الصعاب، أو مساعدتنا للتعاطف مع الآخرين؛ ولكنها في أحيان أخرى قد تجعلنا نبالغ في ردة فعلنا في مواقف يمكن أن ينفعنا فيها ذهننا الصافي بطريقة أفضل.

إدارة أنفسنا تعني أنه يجب علينا أن نفكر قبل أن نتصرف؛ حيث إن الاستجابات العاطفية من كر وفر وتجمد، هي ردود أفعال غريزية للخطر المتصور.

وبينما كانت ردود الأفعال هذه ملائمة في البيئات الأكثر بدائية، فإن استخدامها محدود في أماكن العمل العصرية.

وعندما يتطلع إلينا الآخرون للعمل معهم من أجل الأمور أو الوصول لحلول إيجابية، فإنهم في الواقع لا ينتظرون منا عقاب شخص أو الهروب من شيء أو التردد؛ إنهم يبحثون عن شخص يتصرف بمسئولية وحزم وهدوء.

نحن لسنا آلات، ولا أوصي بأن نحاول أن نصبح بلا عواطف بأي شكل من الأشكال، نحن بحاجة إلي عواطفنا لتساعدنا علي الترابط والتواصل بصدق ومشاركة تجاربنا مع الآخرين.

والمدير الذكي علي المستوي العاطفي يمكنه تمييز كل من المشاعر الناشئة عن موقف معين ،والاستجابة المعتادة التي تنتجها تلك المشاعر، ومن سيكون قادرًا علي اتخاذ خطوة للوراء وتقييم إذا ما كانت تلك الاستجابة الغريزية ستثمر عن نتائج صحيحة أم لا.

اسأل عن أقصي ما تريده وتحتاج إليه من المدير الجيد، وستصل علي الأرجح إلي بعض مما يلي:

شخص يتمتع بالثبات والهدوء والود، وينصب إلي ما تقوله باهتمام حقيقي، سوف تستجيب بصورة أكثر إيجابية لمدير يتبادل معك المعلومات، ويُرحب بالأسئلة أكثر من مدير يحتفظ بالأمور لنفسه.

ومن الصفات المهمة الأخرى للقائد المثالي هي أن يمنح الثناء لأهله (بشكل مثالي أمام الآخرين)، أو أن يكون قائداً لا يسارع في إلقاء اللوم علي الآخرين بسبب أخطائهم، ويسارع في مساعدتهم ليتعلموا ويتطوروا.

هذا "النموذج" من الصفات يتمثل بكل بساطة في مدير لديه الذكاء العاطفي الكافي ليفصل اهتماماته الخاصة عن احتياجات ومهام فريقه والأفراد المعنيين بالأمر، بالصفات المشار إليها سابقاً.

هي تلك التي لدي المديرين الذين لديهم ثقة بأنفسهم، وعلي وعي كاف بقدرتهم، لكي يتمكنوا من الاستجابة للمواقف علي أساس موضعي وليس نتيجة لأية أفكار مسبقة أو أجندات شخصية.