هل تريد من أحد الأشخاص أن يخلص لك بتفان وأن يمنحك کامل مساندته ودعمه ؟ هل تتوقع أن يمنحك ما يستطيع من عون وطاعة مطلقة ؟ هل تود أن يمنحك ثقته واحترامه ؟ إذن فكل ما تحتاج إليه هو إضفاء المدح أو الثناء عليه ، ليس فقط مرة واحدة ، ولكن طوال الوقت ، مرارا وتكرارا .

امدحه بإخباره بمدى روعة الوظيفة أو العمل الذي أنجزه ، وكيف أنك تحتاج إليه بشدة ، كيف أنك لا تستطيع الاستمرار بدونه ، مدى سعادتك لانه يعمل معك في نفس المؤسسة .

إننا جميعا نتوق إلى سماع كلمة إطراء ، وجميعنا يحتاج إلى التقدير والعرفان ، فكل شخص يحب المجاملات ، ولا استثناءات لأحد من ذلك ، وكما قال مارك توين : (أستطيع أن أعيش لمدة شهرين فقط من سماع إحدى المجاملات حتى يهديني أحدهم غيرها).

لذلك كن كريما في إطرائك ، قم بتوجيهه إلى من حولك بوفرة ، ولا تبخل بتقديم باقة من أزهار المديح والإطراء إلى الآخرين ، فلن تكلفك هذه الباقة شيئا ، وفوق كل ذلك ، يجب ألا تفعل ذلك كما لو كنت ، تنتظر شيئا في مقابل المديح والإطراء ، فلا تمنح شخصا إحدى المجاملات كما لو كنت تريد ثمنا لها .

إن الإطراء هو أفضل الطرق لجعل شخص ما يشعر بأهميته ، والانتقاد هو أسرع الطرق لتدمير شخص ما وتحويله إلى عدو لك ، فإذا انتقدت أحد الأشخاص، سرعان ما يكرهك ، فلا يوجد شيء أكثر تدميرا لكبرياء أحد الأشخاص من توجيه الانتقاد إليه ، هذا ما تقوله مارجريت نيلسون ، وهي مديرة لأحد متاجر فيرفاكس للأزياء ، في أطلنطا ، وجورجيا ، عندما تتحدث عن سبب استخدامها للإطراء بدلا من الانتقاد أثناء التحدث إلى مرؤوسيها :

(يعتقد بعض الناس أنه من الصعب امتداح شخص بإخلاص ، ولكنني لا أتفق معهم . إن الأمر سهل جدا، إذا أردت إيجاد شيء لتمتدحه في أحد الأشخاص لكي تجعلها أو تجعله يشعر بمزيد من الأهمية ، فكل ما تحتاج إليه هو أن تبحث عن شيء جيد أو ميزة في هذا الشخص) .

وتستطرد مارجريت قائلة : على سبيل المثال : يمكن أن تقول : (لقد استطعت حقة التعامل مع هذا العميل بمهارة ياجين) ، أو أن تقول : (هذه فكرة من الطراز الأول يافران ، إنني سعيد حقا لانها طرأت ببالك) ، أو أن تقول : (إنني طبعا أقدر انتهاك من هذا التقرير قبل الموعد المحدد ، أو أشكرك ياماری ، لبقائك في المكتب أمس لوقت متأخر لاستلام الرسائل التي كنت أنتظرها) .

وتستأنف مارجريت حديثها قائلة : (أترى كيف أن الأمر سهل ؟ إن كل ذلك يعتمد على ما تبحث عنه لتقوم بالثناء عليه . إذا أردت أن تمتدح شخصا ما وأن تجعله يشعر بمزيد من الأهمية ، يمكنك أن تجد دائما شيئا ما لتقوله له على سبيل المجاملة ، وإذا أردت توجيه الانتقادات لأحد الأشخاص ، فإنك تستطيع دائما أن تجد شيئا خاطئة لتنتقده ، ولكنني أفضل استخدام الإطراء على استخدام النقد ، حيث إنني وجدت أنها طريقة أفضل لأجعل مرؤوس يبذلون أقصى ما في استطاعتهم في العمل من أجلي).

إنني أتفق مع مارجريت ، فلم يحدث أبدا أن انتقدت أي شخص ، فإنني لدى ما يكفي من عيوب شخصية يجب أن أنشغل بها أفضل من انشغالي بعيوب الآخرين ، فأنا أقوم بتقديم الاقتراحات النافعة أو أشرح لشخص الأساليب التي يمكن اتباعها ليطور من عمله ، ولكنني لا أستخدم الانتقاد، ولنعل ذلك ، فإنني دائما أحاول أن أجد في الشخص ما أمتدحه ، ولكنني أمتنع بشدة عن البحث عن أخطاء أو عيوب لأنتقدها.

إنه لمن الحكمة أن تتذكر أنه لا يوجد أي شخص ينتقد أي عيب في شخصه، بغض النظر عن كم أو كيف هذه العيوب ، فهو دائما يجد بعض الأعذار ليبرر تصرفاته ، وإذا كان الشخص لا يقبل الانتقاد حتى من نفسه ، إذن فإنني أعلم أنه لن يقبله مني ، ومع ذلك ، فأنا لا أريد أن أطيل عليك بخصوص الحديث في هذا الشأن ، دعني أوضح لك بسرعة أن ترددي في انتقاد الآخرين لا يمنعني من اتخاذ الإجراءات الإصلاحية والصارمة عندما يتطلب مني الأمر ذلك.