السمنة وانتقاص الثقة بالنفس

لا شك أن السمنة المفرطة تجعل صاحبها مرمى لأنظار الآخرين ولا انتقاداتهم اللاذعة أحياناً، مما يشعره بالحرج، ويجعله يميل إلى العزلة. وهذه المؤثرات السلبية قد تكون كفيلة بإضعاف ثقته بنفسه لإحساسه بالشذوذ عن الآخرين .. وهذا ينعكس بالتالي على قدرة البدين على التكيف مع الحياة الاجتماعية والعملية.

السمنة والاكتئاب

في كثير من حالات السمنة يدور البدين في حلقة مفرغة ما بين الإحساس بالكآبة، بسبب فرط الوزن، وتميزه بالاختلاف عن الآخرين، والإفراط في تناول الطعام: فنجد أن وجود السمنة يسبب الكآبة .. و الكآبة تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام لإحساس بالارتياح النفسي أو كما يقولون " يصرف همه في الأكل " ..

وهذا الإفراط يؤدي لمزيد من السمنة ..مما يؤدي بالتالي إلى مزيد من الاكتئاب وهكذا .. وليس هناك حل للخروج من هذه الدائرة المفرغة سوى التمسك بقوة الإرادة، والرغبة القوية في التحلي بالرشاقة. بحيث يكون هدف كحدد يوجه سلوكيات البدين تجاهه، ويمنع من الوقوع في أخطاء غذائية تحول دون الوصول لها الهدف.

السمنة والكسل والخمول

من أبرز أعراض السمنة، وخاصة السمنة المفرطة، ضعف النشاط والحركة بسبب زيادة وزن الجسم وما يصحب ذلك من متاعب تزيد مع بذل أي مجهود كالإحساس بضيق التنفس، وحدوث زيادة في عرق الجسم. وتكون مشكلة الكسل والخمول واضحة بدرجة كبيرة في حالات السمنة الناتجة عن وجود ضعف بنشاط الغدة الدرقية، وهي الغدة التي تسيطر على عملية التمثيل الغذائي من خلال إنتاج هرمون الثيروكسين، ففي هذه الحالة يعاني المريض من حالة كسل شديد تجعله يمل دائماً للجلوس أو النوم، ولا يجد لديه طاقة كافية لعمل أي نشاط. ومن الأعراض الأخرى لهذه الحالة الشكوى الدائمة أو المتكررة من الإمساك بسبب كسل الأمعاء، وضعف حركتها وانقباضاتها، والإحساس ببرودة حتى في المناخ الدافئ بسبب ضعف عملية التمثل الغذائي ونقص الطاقة، وحدوث تغير بلون الجلد، حيث يكتسب لوناً مائلاً للون الأصفر.

  ويمكن علاج السمنة الناتجة عن ضعف نشاط الغدة الدرقية ونقص إنتاج هرمون الثيروكسين بإعطاء هذا الهرمون في صورة مستحضرة بعد إجراء التحاليل الطبية التي تثبت وجود نقص بمستواه بالجسم.