للوعي التام عدد من السمات الرئيسية، والتي تشمل الانتباه والوعي والفضول واللين والود غير المشروط، وفي أي وقت عندما نركز علي اللحظة الراهنة، تظهر جميع تلك السمات من تلقاء نفسها، وعلي النقيض عندما نعلق في الوضع الافتراضي، تختفي تلك السمات، والأخبار الجيدة هي أننا قادرون، منوعي منا، علي غرس تلك السمات في أنفسنا، في أثناء تمارين التأمل أو في أنشطتنا اليومية.

الانتباه

إن تعلم تركيز الانتباه هو أساس الوعي التام، فنحن نحتاج أولاً إلي تحديد ما ينصب عليه تركيزنا في أية لحظة، ثم سيمكننا البدء بتركيزه علي ما نرغب في التركيز عليه – كل ما نشعر به عبر حواسنا الخمس، ومع استمرار إعادتنا لانتباهنا من الوضع الافتراضي لينصبً علي ما يوجد أمامنا، فإننا بذلك نقوي من سيطرتنا عليه(جزء مما نطلق عليه اسم: الوظيفة التنفيذية)، بمعني أن نتمكن بصورة أفضل من التركيز وملاحظة ذهننا عندما يتشتت.

الوعي

علي الرغم من أن هناك الكثير من الأمور التي تتعلق بالوعي التام تتخطي مجرد تركيز الانتباه، ومع تكرار ممارستنا للوعي التام، لن تواصل عقولنا الدخول في الوضع الافتراضي، وسيمكننا أن نلاحظ بسهولة كيف تظهر الأفكار والإلهاءات وتختفي، وإن ألقينا نظرة عن كثب، سندرك وجود وعي باق حتي إن لم تظهر أية أفكار، ولا يتغير هذا الوعي أياً كان ما نمر به، وفي بعض الأحيان نستخدم تشبيهاً يتعلق بالمرآة التي يمكنها أن تعكس صورة كل شيء ولكنها تبقي علي حالها دون تغيير – سواء كانت تعكس صوراً لأشياء جيدة أو سيئة.

التواصل مع الوعي

لكي تتمكن من التواصل مباشرة مع ما نتحدث عنه هنا، اقض بعض الوقت في الاهتمام بما يمكنك رؤيته بعينيك الآن. وما الذي تسمع بأذنيك؟ وما الذي تشعر به حواس جسدك؟ ما الأفكار التي تدور في ذهنك؟ لا تحاول أن تقوم بهذا الأمر فكرياً، ولكن انظر إن كنت قادراً علي الشعور بهذه الأحاسيس مباشرة أم لا، ويُطلق علي هذا الأمر في بعض الأحيان اسم البحث "غير الإدراكي". هذا الإدراك يظل باقياً في الذهن طوال الوقت – ولكننا لا نتوقف لكي نلاحظه لأننا نكون منشغلين كثيراً بمحتويات ذهننا؛ ولكن مع تزايد إدراكنا للوعي نفسه(عبر تقليل دخولنا في الوضع الافتراضي)، يمكننا أن نظل مستقرين حتي إن كانت الأمور غير مبهجة وصعبة، وهذا هو مصدر المرونة الحقيقية، والهدف الأسمى لممارسة الوعي التام.

التجسيد

من بين أهم الأمور التي تحققها ممارسة الوعي التام هي أنها تعيدنا إلي أجسادنا، وفي الفصل السادس، سنستكشف الحميمية بالمزيد من التفصيل، ما سيفسر لنا سبب كون التواصل مع أجسادنا ضرورياً، وكذلك القدرة علي التواصل بطرق ودودة مع أي مما نجده هناك؛ حيث تعتبر القدرة علي فعل ذلك هي أساس الحميمية والتواصل والعلاقة. ولكن علي مستوى أكثر بساطة، للتواصل مع أجسامنا عدد من التأثيرات