أنت نتاج تجربتك؛ فقد كنت منذ الطفولة الطرف الملتقي للدروس، والتعليمات، والتوجيهات والأوامر، من عدد من المصادر. لقد أدي تأثير الوالدين إلي تأثير المعلمين، وتأثير عائلتك الأوسع نطاقاً، والبالغين الآخرين، ومجموعات الأقران والمجتمع ككل. ومن خلال هذه المجموعة من الخبرات، تشكلت رؤيتك حول نفسك وحول العالم.

المشكلة أن من شبه المؤكد أنك قد تلقيت رسائل سلبية أكثر بكثير من تلك الإيجابية، وتشير الأبحاث إلي أن 90% من الرسائل التي يسمعها الطفل ـ في المتوسط ـ تكون انتقادية أو سلبية؛ لذا فليس من المستغرب أن يكون الكثير من البالغين قد ترسخت فيهم معتقدات سلبية حول أنفسهم، وحول الحياة بشكل عام. كم مرة تسمع الناس يقولون أشياء مثل "أنا لست ذكيا بما يكفي للقيام بذلك "،" دائماً ما فشلت في ذلك في المدرسة "أو" لقد كبرت جداً علي التغيير"، وكم مرة وافقتهم سرا؟

"سواء كنت تعتقد أنك تستطيع أو تعتقد أنك لا تستطيع ،فأنت علي حق".

هنزي فورد

إن من النتائج الحتمية للعقلية السلبية أنك تعد نفسك للفشل قبل أن تبدأ. حتي إنك في كثير من الأحيان لا تحاول أن تجرب شيئاً من الأساس؛ فالخوف من الفشل يبقيك محاضراً في "منطقة أمان" مألوفة ،ولكنها مقيدة. ومع ذلك فإننا جميعاًً قد قرأنا أو سمعنا عن الأشخاص الذين لم يتقيدوا بالأفكار السلبية، ولم يعقهم الخوف من الفشل، ولم تخفهم تجربة شيء جديد، ولم تخفهم تجربة شيء جديد؛ لذا ركز علي أفكارك السلبية وتحدها.

إن الأبحاث الأخيرة قد شككت في فرضية أن الذاكرة تتدهور تلقائياً مع التقدم في العمر؛ فإذا كان بإمكانك استخدامها بشكل صحيح والحفاظ عليها مهيأة بشكل ملائم، فسيمكن لعقلك القيام بأشياء لم تعتقد مطلقاً أنها ممكنة، وسيستمر في القيام بها.

العادة

إن البشر كائنات تحكمهم العادة في أفعالهم وأفكارهم؛ فنحن نحب الروتين، ونفعل الأشياء بالطريقة التي تعودناها، وإن لم تكن الطريقة المثلي في كثير من الأحيان، ولكنها الطريقة التي اعتدناها. ونحن عموماً لا ندرك أننا نعمل بطريقة اعتيادية، ونعزل أنفسنا عن الاختيارات التي من الممكن أن تحقق تحسناً في نجاحنا بشكل مثير.

فكر في عادة أقلعت عنها في الماضي. ومادامت العادة يمكن تعلمها، فيمكن أيضاً طرحها ونسيانها. ربما كان الأمر صعباً، وربما استغرق بعضاً من الوقت، لكن تذكر الشعور المرضي بالنجاح عند تحقيقك لذلك.

لتحسين الأداء العقلي الخاص بك، والبدء في التعليم والتذكير بشكل فعال تحتاج إلي التعرف علي طرق التفكير التي لا تخدم أي غرض مفيد، والتفكير الذي ربما يعوقك، والتفكير الذي تود أن تغيره.

فعلي سبيل المثال، تخيل أنك قررت أن تفعل شيئاً حيال إخفاقك المعتاد في تذكر أسماء الناس. سيتم بناء عملية التغيير علي الخطوات الرئيسية التالية:

أن تتقبل أن عمليات التفكير الخاصة بك ببساطة ناشئة عن العادة: لقد وقعت في عادة النسيان، وليس لديك إستراتيجيات ذاكرة إضافية لمساعدتك .

أن تقول لنفسك إن هذه العادة المحددة لا تخدم هدفاً مفيداً: حينما تكافح وتجهد نفسك لكي تتذكر؛ فإنك تظل تخفق في أن تستدعي الأسماء المهمة في الوقت الحاسم.

أن تقر بأنه يمكنك أن تتغير؛ مهما كان عمرك: العادات المتأصلة أصعب في تبديلها، ولكن ذلك ليس مستحيلاً علي الإطلاق. تذكر، أنك كلما طالت مدة إخفاقك في شيء ما، أصبحت المكاسب أعظم حينما تبدأ في إحراز النجاح.

أن تري مزايا التغيير: في هذه الحالة ينبغي أن تركز علي المواقف الاجتماعية والمهنية التي يكون تذكر الأسماء فيها ضروريا. تخيل شعور الثقة الذي ستستمتع به، ونوع التأثير الذي سيمكنك إحداثة في الآخرين.

أن تؤكد لنفسك أنك بدءاً من هذه اللحظة سوف تعمل بنشاط علي تذكر الأسماء، وذلك باستخدام التقنيات الموضحة في هذا الكتاب .

تهانينا: أنت علي الطريق!

الطريقة التي تعلمت بها في الماضي

حينما يتعلق الأمر باكتساب معلومات جديدة، يكون للناس ميول طبيعية مختلفة.

ولقد تم تحديد ثلاث "طرائق" رئيسية للتعلم:

1ـ بصرية ـالرؤية

2ـسمعية ـالاستماع

3ـحركية ـالفعل

وعلي  الرغم من أننا جميعاً نعتقد علي مزيج من الطرائق الثلاث فإن لدينا أساليب التعليم الخاصة بنا والمفضلة لدينا.

تخيل أنه قد تم إعطاؤك عدة الشواء لتقوم بتركيبها. فماذا ستفعل حيال ذلك؟

هل تقرأ كتيب التعليمات؟ هل تطلب من أحدهم أن يقرأ لك التعليمات؟ أم تشعر أنك أكثر سعادة بمجرد اللعب بالقطع المكونة، واستكشاف بنائها عن طريق التجربة والخطأ؟

يكشف اختيارك الكثير حول الطريقة المفضلة لديك. ومع ذلك ،هناك أولئك الذين يستخدمون الطرائق الثلاث لتحقيق تأثير أكبر، وهم حينما يفعلون ذلك إنما يمارسون شكلاً من أشكال التعلم الشمولي .

ومن المنطقي أن تعرف ما هي الطريقة المفضلة لديك ؛لأنك في أي موقف تعلم تبذل جهداً في التعامل مع المعلومات في ذلك النمط.

كما أن ممارسة طرائق أخري من أجل تعزيز التعليم وتدريب عقلك تعد فكرة جيدة أيضاً.

وعن طريق اتباع نهج متعدد الطرائق يمكننا أن نصبح مفكرين تقدميين ؛مما يخلق دائرة متجددة من الأفكار الإبداعية المحفزة ،والمشاعر الإيجابية تجاه أنفسنا .

لكي نوجز:

تحت تصرفك آلة للتعلم والتذكر مثيرة جدا ،إنها عقلك المدهش، ولكن ربما تكون أنت من يحد من قوة عقلك إلي حد كبير بسبب:

العقلية السلبية

قوة العادة

محاولة استخدامه بطريقة خاطئة

ذكرنا الكثير من العوائق التي تحول دون التذكير والتعلم ،فما الخطوات العملية ونقاط الانطلاق لجعل هذا الكتاب فعلاً بالنسبة لك؟

أنت بحاجة إلي التحفيز

إنك لن تنجح في أي شيء إذا كنت لا تستطيع معرفة ما الذي سيعود عليك منه؛ فأسوةً بالرياضي الذي يلين عضلاته قبل اللعب ويركز علي الهدف أنت بحلجة إلي إعداد نفسك عقلياً ،قبل أن تبدأ رحليك إلي الذاكرة الفعالة.

ما الذي ستستفيده من تحسين ذاكرتك؟ قد تتضمن قائمتك ما يلي:

التعامل مع المعلومات بشكل أسرع وأكثر فاعلية

توفير الوقت

إثار إعجاب الآخرين

الاستمتاع بالتعليم

استخدام مهارات جديدة لتعزيز فرص الترقية

زيادة الثقة.

قم بقضاء بضع دقائق في جمع قائمة التحفيز الخاصة بك. واحرص علي مراجعة ما تم من أعمال بشكل منتظم.

أنت بحاجة إلي طريقة

متعددة الأوجه للتعلم

لقد مر علينا وقت كلنا نعلم فيه بالغريزة كيف ننجز الأشياء بشكل صحيح، فكر في الطرق التي يستوعب بها الأطفال الصغار المعلومات الجديدة، إنهم:

يفعلون جميع حواسهم

يطلقون العنان لخيالهم

يطرحون الكثير من الأسئلة

لديهم مفهوم ضئيل أو معدوم عن الفشل

يظلون متحمسين وإيجابيين

يصبحون منهمكين تماماً في أي نشاط

 يجربون مجموعة من الطرق.

هذا يسمي في بعض الأحيان "التعلم الشامل"؛ لأنه يستخدم المخ كله: الجانب الأيسر، الجانب المنطقي الذي يتعامل مع التفكير المنظم والقرارات والقوائم؛ والجانب الأيمن، الجانب العشوائي الذي يتولي الخيال، والإبداع، والصور، والأفكار.

لكننا حينما نكون بالغين نميل إلي الحد من عمليات تفكيرنا فنحن نحدد شيئاً واحداً باعتباره مشكلة تتطلب المنطق، ونحدد شيئاً آخر باعتباره تحدياً يتطلب الخيال. يكمن مفتاح  الذاكرة الفعالة والتعليم الناجح في استخدام الجانبين في وقت واحد، وفي الاستفادة من جميع الخيارات المتاحة.