إن شعورك نحو ذاكرتك من الممكن أن تكون له تأثير كبير علي كيفية استخدامك لها؛ فلقد شكلت جميع خبراتك التعليمية وصولاً إلي هذه النقطة رأياً لديك حول ذاكرتك: طريقة استخدامك لها، ومدي جودة عملها، ونوعية الأشياء التي تستطيع القيام بها. سيكون هناك بعض النقاط الإيجابية في هذا الرأي، من المرجح أنه سيكون هناك أيضاً الكثير من الأفكار السلبية الناتجة عن الأوقات التي تشعر فيها أن التعامل مع ذاكرتك أمر صعب أو ممل، أو الأوقات التي تخذلك ذاكرتك فيها ببساط. ومن السهل أن تظن أنك قد اكتشفت جميع دروب ذاكرتك، في حين أنك علي الأرجح مشيت في طرقها الرئيسية فقط؛ فإلي الآن مازالت عادات التفكير مستحكمة، وربما تحد من الطريقة التي تستخدم بها ذاكرتك الآن.

إذا كان بإمكانك أن تفتح عقلك، فسيمكنك إعادة تقييم وجهات نظرك وتغيير عاداتك، وكسر الحواجز لتتعلم ما لم تكن تعلم بوجوده علي الإطلاق. قد يبدو ذلك كأنه رجوع إلي الوراء؛ لأنك قد تضطر إلي التخلي عن بعض التصرفات، واسترجاع النهج الذي كان يأتي عادة بشكل طبيعي، ولكن هذا هو الطريق إلي الأمام، والخطوة الأولي الضرورية لرفع مهارات التفكير الخاصة بك لتحقيق النجاح.

القوة العقل

لم يكن يمر وقت كانت قوة الذاكرة فيه بمثل هذه الأهمية، ويتم تجاهلها بمثل هذا القدر. ولا يمكن إنكار أن مكان العمل يتغير بوتيرة لم يسبق لها مثيل.

جميعنا غارقون في المعلومات الجديدة: أسماء، وتقنيات، وإجراءات، وقواعد، وحقائق ،وأفكار جديدة. وعلي الرغم من أن مستويات الضغوط عالية ،والحاجة إلي التواصل بسرعة وإلي التفكير الخلاق أكبر من أي وقت مضي ـ فإن عدداً قليلاً من الناس يشعرون أنهم مجهزون عقلياً للتعامل معها كلها.

كم مرة تسمع، أو تجد نفسك تقول، العبارات التالي:

"لدي ذاكرة رهيبة"

"لا أستطيع التعامل مع هذا البرنامج الجديد"

"لا أستطيع أن أتذكر أين تركت تلك الرزمة"

"إن كل شيء فوضوي للغاية"

توقف! إن العقل الموجودة داخل رأسك تكفي لأكثر من التعامل مع جميع البيانات الجديدة التي تواجهها، وكل التغيرات التي تصادفها في حياتك العملية. فيمكن لعقلك أن يتعامل مع ملايين الأجزاء من المعلومات في غمضة عين. ما عليك الآن إلا أن تستخدمه بشكل صحيح.

تعلم كيف يعمل عقلك، وتدرب علي جعله يفعل ما تريد، وسيمكنك البدء في الاستفادة من إمكاناته الهائلة.

ستكون الخطوة الأولي دائماً هي التركيز علي الحاضر ـ الطريقة التي تحاول بها الآن التفكير والتعلم والتذكير. من المهم أن تنطر في النهج الحالي الخاص بك في التعلم؛ وذلك لتسليط الضوء علي العادات السيئة، والبدء ف التركيز علي الأشياء التي يمكن تغييرها. إليك مهمة تعلم من المرجح ألا يكون عليك القيام بها في حياتك الواقعية، ولكنها قد تساعدك علي معرفة إستراتيجيات الذاكرة التي تستخدمها بشكل طبيعي .

لديك دقيقة واحدة لمعرفة أكبر قد من تسلسل الـ 25 رقماً بقدر ما تستطيع. وعندما تمر الدقيقة، قم بتغطية الأعداد وانظر كم من أرقام التسلسل يمكنك استدعاؤها. ينتهي هذا الفصل بتقديم تقنية لتذكير التسلسل كله بكل سهولة؛ ولكن دعنا نبدأ من خلال النظر فيما يمكن حالياً أن يكون سبباً في منعك من تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات عقلك .