الأمر دائماً يبدأ بك
نحن بصدد التفكير في شأنك ؛فأنت صاحب الأهمية الكبرى في معادلة إدارة الوقت ،وعلاوة علي ذلك أنت تختلف عني وعن كل الآخرين ؛لأن كل واحد منا متفرد بلا نظير ,فلن تجد شخصين لهما القدرات ,والطموحات ,والاهتمامات والخبرات نفسها .
سوف نبدأ بتشجيعك علي التفكير في موقعك من العالم اليوم وما تخطط للوصول إليه غداً .الحياة رحلة كما يقال ،واليوم نقوم بالتخطيط للمرحلة القادمة من تلك الرحلة .سوف نرتكز علي قاعدة بسيطة تنص علي أنه كلما زادت رغبتك في القيام بأمر ما كان أداؤك أسرع وأفضل.
كما أننا بحاجة إلي تحديد أي طريقة عمل تناسبك أكثر ؛فهل تفضل العمل باكراً أم متأخراً ؟وهل يمنحك رئيسك في العمل حرية التخطيط أم تجد أن العمل روتين لا نهائي؟ ربما تشعر بأنك المسيطر أو قد اشعر بأنك مقهور تماماً, في كلتا الحالتين نحن نرغب في مساعدتك علي النهوض من تحت أنقاض ركام العمل.
في ها الفصل من الكتاب ستتمكن من الإجابة عن ثلاثة أسئلة :
ما الذي أرغب فعلاً في تحقيقه ؟
كيف يمكنني تقديم أفضل ما لدي في العمل ؟
ما الذي يكبح جماحي؟
ما هدفك ؟
في واحد من أشهر الخطابات التي ألقيت في القرن العشرين ,قال الناشط الحقوقي "مارتن لوثر كينج" كلمته الحماسية "لدي حلم" .كان "مارتن" خطيباً حماسياً مفهوماً ؛لأنه كانت لدية رؤية واضحة لما يرغب في تحقيقه : وهو أن يري نهاية التمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من أنه مات منذ ما يقرب 50عاماً ,فإن خطاباته لم تنس إلي الآن .
 كثيراً ما يكون منسوق الحملات الانتخابية أحاديي الهدف تماماً مثل مارتن لوثر كينج ؛فإنهم يكرسون كل الوقت والطاقة لخدمة قضية وحيدة وهدف واحد غير مبالين بالمخاطر ,بينما تقف أنت علي الجانب الآخر وليس لديك قضية لتشعرك بأنك مستعد للموت من أجلها, ولكن هذا لا يعني عدم استطاعتك أن تكون متحمساً أحادي الهدف وقوي الإدارة عندما تعرف ما الذي ترغب في تحقيقه في حياتك ،عندئذٍ فقط تستطيع السعي خلفه والحصول علية.
"لن تتمكن من تحقيق النجاح مالم تكن تحب ما تعمل "
ديل كارنيجي