أنه قرن جديد 
عندما كنت صغيراً علمني والداي معادلة النجاح التي من المرجح أنك تعلمتها أنت الآخر : اذهب إلى المدرسة واجتهد في المذاكرة واحصل على درجات جيدة حتى تتمكن من الحصول على وظيفة آمنة بمرتب مرتفع وستدعمك وظيفتك بعد ذلك .
لكن هذه المعادلة تصلح للعصر الصناعي ونحن لم نعد في العصر الصناعي . لن تدعمك وظيفتك , ولن تدعمك الحكومة ولن يدعمك أي أحد آخر . لقد بدأ قرن جديد وتغيرت تلك القواعد .
كان والدي متمسكين بمفاهيم الأمان الوظيفي , والمعاشات , والضمان الاجتماعي , والرعاية الصحية ولكن كل تلك الأشياء أصبحت أفكاراً مندثرة من بقايا العصر الماضي والأمن الوظيفي أصبح مجرد مزحة حاليا وفكرة العمل في شركة واحدة مدي الحياة وهي فكرة مثالية دافعت عنها شركة أي بي إم بفخر في أوجها هي فكرة غير مناسبة للعصر تماماً كآلة الكتابة اليدوية .
واعتقد كثيرون أن خطط تقاعدهم كانت مدعومة من أسهم الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار فكيف يمكن أن تنهار؟
كما اتضح فيما بعد أن كل شيء من الممكن أن ينهار . السبب في أن هذه الأفكار التي كانت مقدسة من قبل لم تعد تجلب أي نفع هو أن جميعها عفا عليها الزمن : معاشات التقاعد والأمن الوظيفي والتقاعدي جميعها أفكار تعود إلى العصر الصناعي إننا الآن في عصر المعلومات وبالتالي نحتاج إلى استخدام أفكار عصر المعلومات . 
لحسن الحظ بدأ الناس في الإنصات والتعلم ولكن من المؤسف أن يستغرق فهم الدرس جيداً كل تلك المعاناة والمشقة ولكنهم على الأقل فهموا الدرس في النهاية في كل مرة تمر أزمة كبيرة مثل انهيار الشركات المعتمدة كلياً على الانترنت والآثار الاقتصادية في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذعر المالي عام 2008 والركود الاقتصادي عام 2009 يدرك كثير من الناس أن شبكات الأمان القديمة لن تصمد بعد الآن .
انتهت أسطورة الشركات وإذا كنت قد أمضيت عدة سنوات في تسلق السلم الوظيفي فهل سبق أن توقفت لتلاحظ المشهد الذي أمامك؟ ربما تسأل ,ما المشهد الذي تقصده؟ سأقول لك إن هذا المشهد هو ظهر الموظف الذي يسبقك على السلم الوظيفي هذا ما تتطلع إليه بالضبط وإذا كانت هذه هي الحال الذي تريدها لنفسك لباقي فإن هذا الكتاب لا يصلح لك على الأرجح . ولكنك إذا سئمت وتعبت من النظر إلى ظهر شخص آخر فاستمر في القراءة .