لا تنخدع مرة أخرى 
خلال كتابتي هذه السطور لا تزال نسب البطالة في ارتفاع وفي الوقت الذي تقرأ فيه هذه الكلمات ربما يكون الوضع قد تغير . لا تنخدع فعندما تتغير نسب التوظيف وقيم العقارات إلى الأحسن ويتراخى الائتمان مرة أخرى لأن هذا سيحدث حتما لا ترن إلى الإحساس القديم نفسه بالأمان الزائف الذي تسبب في توريطك أنت وباقي العالم في هذه الفوضي منذ البداية.
في صيف عام 2008 ارتفعت أسعار البنزين إلى حوالي 4 دولارات للجالون وانخفضت مبيعات سيارات الدفع الرباعي بشدة وبدأ الجميع فجأة في ركوب السيارات الصغيرة أو الهجينة ولكن انظر ماذا حدث بعد ذلك فبحلول عام 2009 انخفضت أسعار البنزين مرة أخرى إلى أقل من دولارين وبدأ الناس في شراء سيارات الدفع الرباعي مرة أخرى .
فيم تفكر؟ هل تعتقد فعلياً أن أسعار الوقود ستظل منخفضة ومناسبة؟ ولأن أسعار البنزين منخفضة إلى أجل غير مسمي الآن فبالتالي سيجد أصحاب السيارات ذات استهلاك البنزين المرتفع أنه من المنطقي جداً القيام بشراء هذا النوع من السيارات؟ هل يمكن أن نكون حقاً قاصري النظر لهذه الدرجة؟ (أنا احاول أن أكون مهذباً فقد كنت سأستخدم كلمة أغبياء)
لسوء الحظ فإن الإجابة هي: نعم إننا لا ننخدع مرة واحدة فقط بل نترك أنفسنا ننخدع مراراً وتكراراً. جميعنا تربينا على قصة النملة المجتهدة والجندب الكسول, ولكن الغالبية العظمى منا يعيشون بوجهه نظر الجندب .
لا تدع العناوين البارزة تشتت انتباهك فهناك دائماً صوت طنين أحمق يحاول أن يشتت انتباهك عن فكرة العمل الجاد لبناء حياتك إنه مجرد ضجيج سواء كانت تلك العناوين تتحدث عن الإرهاب أو الركود الاقتصادي , أو فضائح دورة الانتخابات الأخيرة , كل هذا ليس له أية علاقة بالخطوات التي عليك اتخاذها حالياً لبناء مستقبلك .
خلال فترة الكساد الاقتصادي الكبير كان هناك أشخاص تمكنوا من تكوين ثروات وخلال أعظم فترات الازدهار كارتفاع العقارات في ثمانينيا القرن الماضي كان هناك الملايين والملايين من الناس الذين أهملوا أمر تولي مسئولية مستقبلهم وهم الذين تجاهلوا كل شيء سأشاركه معكم في هذا الكتاب وانتهى بهم الأمر ولا يزالون يواجهون المصاعب أو مفلسون .
الاقتصاد ليس هو المشكلة لكن المشكلة هي أنت . 
هل أنت غاضب من الفساد في عالم الشركات؟ أو من البورصة والبنوك الكبيرة التي تسمح بوقود الفساد؟ أو من الحكومة التي لا تتخذ الإجراءات الكافية؟ أو تتخذ كثيراً من الإجراءات ؟ أو تقوم بكثير من الإجراءات السيئة بدلاً من اتخاذ الإجراءات الجيدة؟ هل أنت غاضب من نفسك لعدم تحكمك في شئونك المالية في وقت مبكر؟
الحياة قاسية ولكن السؤال هو: ماذا ستفعل حيال ذلك؟ والشكوى والأنين لن يؤمنا مستقبلك الاقتصادي وكذلك لن تؤمن مستقبلك عن طريق إلقاء اللوم على وول ستريت أو كبار المصرفين أو عالم الشركات الأمريكية أو الحكومة .
فإذا أردت مستقبلاً رائعاً فعليك أن تصنعه بنفسك ستتمكن من تولى مسئولية مستقبلك فقط عندما تحكم سيطرتك على مصدر دخلك أي أنك بحاجة إلى عمل تجاري خاص بك .