يصبح الغضب مشكلة عندما تكون له تأثيرات معينة في شخصك وفي حياتك. والأسئلة التالية ستساعدك على تحديد الأشكال التي يمكن أن يسببها الغضب مشكلات في حياتك. ”هل يؤثر غضبي في الآخرين بطريقة سلبية؟" على الرغم من أن مارسي كانت تشعر بأن غضبها كان عرضيا، وليس بمشكلة كبيرة ، فإن ذلك بعيد تماما عن رؤية أفراد أسرتها وزملائها لهذا الأمر؛ فكان زوجها مستاء؛ من اضطراره إلى تولي المسئوليات الأبوية في الصباح؛ من أجل أن يبعد الأطفال عن نوبات غضب مارسي المتكررة، التي تندلع عندما "يتباطأ" ابنها في الذهاب إلى المدرسة. وفي العمل، طلبت سكرتيرتها أن تنتقل إلى وظيفة أخرى، لمعرفتها أنه لن يمكنها التحدث مع مارسي حيال غضبها وحدة انفعالاتها . وبالمثل، كان امتناع صامويل عن التعبير عن محبته وانغلاقه على نفسه يتلفان صبر زوجته، وكذلك لم تكن هي تطلب منه أن يعتذر على نحو متزايد كما كان يطالب هو به، وأيضا كانت الفجوة التي بينهما تتسع، حيث كانا يأكلان متفرقين، وينامان متفرقين. ولم يكن أي من "صامويل" أو "مارسي" يلاحظان هذه المشكلة المتنامية، ربما لأنهما وجدا أن غضبهما كان مفيدا في التعامل مع الآخرين في الماضي. وربما تكون قد مررت بهذه التجربة نفسها، فربما نجحت تلك الطريقة عندما انسحبت من موقف ما لتأكيد نقطة ما، أو ربما كنت عدوانيا وهجوميا تجاه أحدهم، لتجبره على أن يقتنع بوجهة نظرك، حتى لو كان الشخص الآخر خائفا منك. لقد نجح معك هذا الأسلوب، وربما جعلك غضبك تشعر بأنك حققت إنجازا ما، ويمكنك أن تركن إلى الطاقة التي تكتسبها من الغضب حتى تدفعك إلى فرض آرائك، وأن تصحح وضعا خطأ، ولكن قد يصبح غضبك مشكلة، ربما لأن الأمور قد تغيرت؛ حيث إن رب عملك الحالي، أو شريك حياتك، أو أصدقاءك، أو ثقافة وظيفتك الحالية، لا يبدو أي منهم يستجيب بطريقة إيجابية لما نجح معك في السابق. هل لاحظت من قبل أي العلامات التي توحي بأن الآخرين لديهم مشكلة من الطريقة التي تعبر بها عن غضبك؟ ١ .أن يعلق الآخرون على ردة فعلك تجاه موقف عصيب، أو ينتقدوا سلوكك. تذكر أن معظم الناس لن يتطرقوا بسهولة إلى الحديث عما يشعرون به تجاه أفعالك؛ لذلك فإنهم عندما يفعلون ذلك، فإن هذا يعني أن المشكلة أصبحت كبيرة نسبيا. ٢ .أن تشعر بالحرج بعد نوبة غضب تعتريك. لا تتجاهل مشاعرك الدفينة التي تخبرك بأنك ربما تكون قد تخطيت الحدود؛ فقد تكون هذه المشاعر صادقة. ٣ .أن تتوتر أو تنقطع علاقة تقدرها كانت تجمعك بشخص ما، فقد يقلل صديقك، أو فرد من عائلتك، من تواصله معك، أو يبتعد عنك تمانا، فهل فكرت يوما ما في سبب فتور تلك العلاقة؟22 إذا نما إلى علمك أو ساورك شك في أن شعورك بالغضب أصبح يمثل مشكلة بالنسبة إلى المقربين إليك، فهي مشكلة سيتحتم عليك في النهاية أن تتعامل معها، ولكي تعرف كيف يؤثر شعورك بالغضب في شريك حياتك، اجعل ذلك الشخص يملأ ملف تحليل الشعور بالغضب في العلاقة الموجود في الملحق الخامس من هذا الكتاب، واجمعا معا النقاط ، ثم انظرا ماذا ستكون النتيجة. فإذا كنت تتفق أنت وشريكك، أو أنت والآخرون الذين يهتمون بأمرك، على أن علاقتك بهم في خطر، فقد تحتاج إلى أن تكمل قراءة كتابي Overcoming Anger in Your Relationship (انظر إلى المصادر المقترحة) الذي ظهر فيه ذلك الملف التحليلي للمرة الأولى. هل يؤثر شعوري بالغضب في كفاءتي أو أدائي؟ وجدت "مارسي" أنه من الصعب أن تركز في العمل عندما تكون منزعجة؛ ما يتسبب لها في التأخر في أداء العمل؛ فقد تراجع أداء فريقها عندما صرح اثنان من أفضل موظفيها بعدم قدرتهما على العمل معها بسبب نوبات غضبها. وفي حياتها الشخصية، تسبب حنقها المتزايد بسبب أدائها السيئ في اللعب في أن تتوقف عن دروس التنس التي كانت أمرا يبعث على الاسترخاء. ووجد "صامويل" أن انزواءه بعيدا عن زملائه جعل من الصعب عليه أن يتتبع المستجدات التي تحدث في العمل. وبينما كان الآخرون يشعرون بالفجوة بينه وبينهم تتسع، لم يستطيعوا أن يدعوه إلى الاشتراك فى اجتماعاتهم، أو أن يكون جزءا منها ٠ وتظهر الأبحاث أنه عندما يرتفع مستوى التوتر لديك ليصل إلى درجة أعلى من معدل متوسط، فإن الأداء يتدهور بصورة سريعة؛ ففكر في تلك الأوقات التي أثر الضغط خلالها فيك بصورة سلبية في اختبار كنت تؤديه في الجامعة، أو عرض تقديمي في العمل، أو في أدائك في نشاط بدني، مثل لعب التنس، أو الجولف؛ فالغضب المتراكم هو بمنزلة معوقات صامتة لجهودك المبذولة، ويلحق بك ضررا بالغاً ربما لا تكون أنت على وعي به. "هل تتأثر صحتي أو جودة حياتي بشعوري بالغضب؟" كما سنشرح بتفصيل أكثر في الفصل الثاني، أن الغضب مرتبط بكثير من الأعراض الجسدية التي نشعر بها عندما نكون واقعين تحت ضغط، فقد كان من الصعب جدا على مارسي التركيز في أثناء العمل، فيما كانت تعاني صداعا يوميا ناتجا عن التوتر، ويصاحبه تيبس في عضلات الكتف والرقبة، كما أنها عادة ما تجد صعوبة في النوم؛ حيث إنها كانت تسترجع أحداث يومها الحافل بالأمور التي أثارت غضبها واستياءها؛ الأمر الذي يجعلها أكثر عصبية وتوترا في الصباح التالي. أما عن صامويل ، فقد تأثرت جودة حياته؛ لأنه لم يحاول التعامل مع الأمور التي تثير حنقه، وانزوى بعيدا عن الناس الذين كانوا يهتمون بأمره فعلاً، ولم يكن صامويل يعرف كيف يقوم بكسر هذا النمط ، بينما كانت تعج حياته بالحزن والإحباط. هل تلاحظ أيا من الإشارات التالية التي تشير إلى أن صحتك، أو مستوى راحتك، قد تكون متأثرة بشعورك بالغضب؟ ١ .لم يعد مستوى الطاقة لديك، أو الراحة الجسدية ، أو إحساسك بالرضا والسعادة، كما اعتدت أن يكون. ٢ . تدهورت صحتك في الآونة الأخيرة، أو تفاقمت لديك مشكلة صحية عندما تشعر بأنك "متوتر "، أو اخط على وجه الخصوص. ٣.تجد صعوبة في الاسترخاء، أو أن تروح عن نفسك، أو أن تحظى ببعض المرح، وربما تكون قد سمعت بعض التعليقات من الآخرين حيال كونك شديد التجهم، أو مشغول البال. وكل شيء تقوم به يبدو كأنه عمل روتيني. ٤ .تتجنب المشاركة في نشاطات مع الآخرين، أو ممارسة وايات، أو رياضات؛ لأن هذه الأشياء الآن تتسبب في إزعاجك، أو تثير حنقك بشكل قبل أن تتفاقم حالتك الصحية، وقبل أن تتدهور حياتك أكثر، حان الوقت لكي تقف وتفكر في كيف أن غضبك يسرق من حياتك البهجة، والسرور، والاستمتاع، وكذلك  جزاء عملك.