في اليوم الأول من عامي الأول في كلية إدارة الأعمال، قسمونا أنا وزملائي إلى مجموعات مكونة من خمسة وستين فردا، وأطلق عليها اسم تكتلات، وتشارك أفراد كل تكتل جميع الصفوف في العام الأول؛ ولذا تكونت المجموعات بشكل طبيعي. وقد تشكلت داخل تكتلي بعض المجموعات الفرعية التي تكونت وفق قواسم مشتركة مثل الخلفيات الجغرافية، أو التنشئة المالية، أو المسار المهني المفضل. وكانت أكثر مجموعتين اندمجت معهما تتمركزان حول شاب من بوسطن وآخر من بروكلين. وكان أفراد مجموعة بوسطن من نوعية الأشخاص الذين يرتدون قميص بولو والبنطلون الكاكي، وكانت تصرفاتهم ومزاحهم يتسمان باللباقة والرسمية أكثر، وكان يبدو أنهم يتمتعون بأسلوب حياة الصفوة، وأن لهم عددا غير محدود من المعارف على المستويين الاجتماعي والعملي. ثم كانت هناك مجموعة بروكلين والتي كان خير من يمثلها فتى من بروكلين يدعى "دين" (المعروف أيضا باسم "دينو" )، وكانت هذه المجموعة بالتأكيد لا تتسم باللباقة ، وتفتخر بهذا. لم يكونوا يحظون بنفس مميزات جماعة بوسطن، وكانوا أكثر صخبا ومشاكسة، وعادة ما كانوا يتبادلون المزاح بطريقة صاخبة وجريئة. كان هناك اختلاف واضح بين المجموعتين، ولكن عاملتني كلتاهما بلطف. أحببت أفراد كلتا الدائرتين، وكان من الممكن أن أنضم لأي منهما . ربما إذا كنت أفكر بجدية بشأن أي المجموعتين ستفيدني أكثر ، كنت سأجعل هدفي أن أصبح جزءا من مجموعة الصفوة الثرية. وعلى الأرجح كنت سأتمكن من بناء شبكة من العلاقات مفيدة للغاية (وكنت سأتلقى بلا شك دعوة إلى قضاء بعض العطلات في جزيرة هامبتونز)، ولكن كان هناك شيء في نبرة اللباقة التي اتسمت بها المجموعة لم يتناغم مع شخصيتي الطبيعية تمانا، فعندما كنت أقضي الوقت مع مجموعة بوسطن، كنت أشعر بأنني أحتاج إلى مراقبة طبيعتي الانبساطية والمنطلقة؛ ولذا شعرت في بعض الأحيان بأن العلاقات التي أقمتها مع هذه المجموعة هي علاقات هشة ومفروضة على، أما عندما كنت أقضي الوقت مع مجموعة بروكلين، فقد كنت أشعر براحة وسعادة واسترخاء أكبر. لا أزال أعتبر الكثير من مجموعة بوسطن أصدقاء لي، لكن علاقاتي بمجموعة بروكلين ازدادت قوة ببساطة لأنني كنت أتمكن من أن أصبح على طبيعتي. عندما بدأت في قضاء الوقت مع جماعة دينو أو بروكلين، لم أكن أتطلع إلى أي شيء آخر غير الصداقات والاهتمامات المشتركة، ومع ذلك لا تزال العلاقات التي أقمتها حينذاك تثري حياتي وعملي. وبعد مرور عدة أعوام، عندما تحدثت مع دينو لإخباره بأنني تم تسريحي من عملي، كنت أتحدث معه كصديق. لم أتوقع أن يكون رده: ’تعالي اعملي هنا - وهو ما فعلته، في أقل من أسبوع من وقت هذه المكالمة. لقد أصبح أفراد بروكلين أكثر من مجرد أصدقاء، فقد صاروا عملاء مهمين وزملاء ومراجع ومصادر معلومات لي، على المستويين المهني والشخصي، ولم أكن أسعى لأي من هذه النتائج عندما صادقتهم. وعليه فإن هذه هي النقطة المحورية: اصقل العلاقات التي ترغب في أن تحظى بها، وليست التي تعتقد أنه ينبغي أن تحظى بها. ابن علاقات مع الأشخاص الذين تستمتع معهم، بالاعتماد على تجاربك الحقيقية معهم - أي عندما تكون على طبيعتك. الشبكة التي تبنيها هي التي ستدعمك.