هناك اعتراف متزايد في الولايات المتحدة بما هو معروف في البلدان الأخرى منذ سنوات عديدة، وهو أن هناك مستويات وأنواعا عدة للسلوك الإدماني، وكذلك العديد من الطرق لتغييرها . وقد يكون المصطلحان مدمن "و" كحولي" مفيدين في بعض الحالات للدلالة على الإدمان، لكن هناك نطاقا واسعاً من المشكلات الإدمانية التي لا يناسبها هذان المصطلحان، بل إنهما يكونان مضرين فيها. وعلى الرغم من أن مجموعات الاثنتي عشرة خطوة، مثل مجموعة الكحوليين المجهولين، كثيرا ما تكون نافعة، فإنها لا تناسب الكثير ممن يعانون مشكلات إدمانية، أو تكون لدى هؤلاء أسباب منطقية لعدم الانضمام إليها. ومن غير الممكن أن يحتوي كتاب عملي واحد على حل لمشكلات الإدمان يكون مناسباً لجميع الأفراد، ولا يزعم هذا الكتاب أنه يقدم هذا الحل، لكن ما يقدمه من محتوى يمكن ألا يقدر بثمن لمن يبحث عن مجموعة من المنهجيات المنطقية الناتجة عن البحث العلمي للتغلب على الإدمان؛ لذلك فإن هذا الكتاب قد يكون منقذا للحياة بالنسبة إلى هذا الشخص؛ فلا يزال من الصعب في الولايات المتحدة أن يخبروك بأن الأفكار الواردة في هذا الكتاب موجودة أصلاً. وبعبارة اًخرى، إنك محظوظ؛ لأنك وجدت هذا الكتاب! ومن السمات الأساسية لهذا الكتاب تقبله فلسفة الحد من الضرر، التي تركز على مساعدة الفرد على التحرك نحو حل المشكلة، حتى لو لم يطبق هذا الحل كلية أو على الفور؛ فالاعتدال أو عدم الإسراف قرار شخصي، ولكن لا يعتبر عدم الإسراف مطلباً غير مرن. وتدمج هذه المنهجية بين فكرة "القليل أفضل من اللاشيء "وفكرة أن اتخاذ خطوة صغيرة أكثر يسرا من اتخاذ واحدة كبيرة، بل يمهد الطريق إلى أخذها كذلك. ويعتبر الحد من الضرر منهجية عملية تقر بالفروق بين الأفراد، وتحترم قدرتهم على تشكيل حياتهم الشخصية ٠ ولحسن الحظ، أصبحت المعلومات عن المنهجيات البديلة للمشكلات الإدمانية أكثر انتشارا، وكذلك يعتبر هذا الكتاب خطوة مهمة لتوعية العامة بالحلول والخيارات المتاحة لعلاجه، وأتوقع أنه سيكون هناك دائما مكان لأكثر المنهجيات العلاجية شيوعا في الولايات المتحدة اليوم، كتقبل الإدمان كمرض، وتقبل العجز، وحضور اجتماعات مجموعات الاثنتي عشرة خطوة، وما إلى ذلك، لكن بانتشار هذا الكتاب وما يقدمه من أفكار، سيعرف كذلك من استطاعوا إدراك سلوكياتهم الإدمانية أن هناك منهجيات متنوعة لتغيير هذه السلوكيات، وليس فقط المنهجيات التقليدية؛ لذا إذا كنت مستعدا لاتباع منهجية بديلة للتغلب على الإدمان، فإن هذا الكتاب بمقدوره أن يحدث فارقا كبيرا في حياتك! الدكتور جي. آلان مارلات أستان علم النفس بجامعة واشنطن مدير مركز أبحاث السلوكيات الإدمانية أعرض أنا وزملائي بحثا عن علاج الإدمان، ونلخصه، ونكتب عنه طيلة عقدين حتى الآن. وخلال ذلك البحث، كان ما لاحظناه مشجعا ومقلقا في الوقت ذاته؛ فقد أوضح البحث أنه ليست هناك منهجية علاجية واحدة تعد أكثر فاعلية من المنهجيات العلاجية الأخرى، ولكن هناك عددا من البدائل التي يعززها البحث العلمي باستمرار. وقد تم تطوير هذه البدائل العلاجية واختبارها، وذلك خلال العقدين الأخيرين بشكل أساسي، وتعتبر أفضل ما قدم العلم إلى من يسعون إلى التغلب على مشكلات إدمان الكحول، وهذه هي الأخبار السارة، أما الأخبار غير السارة فهي أن برامج علاج إدمان الكحول في الولايات المتحدة لم تتخذ خطوة في هذا الاتجاه سوى أنها بدأت ببطء تقديم هذه البدائل العلاجية، وكذلك فإن الشخص العادي، غير المعني بقضاء ساعات من الوقت في المختبرات الطبية، سيجد صعوبة في معرفة هذه المنهجيات أو السماع بوجودها؛ أي أنه في بلد يتفاخر بالسفسطة التكنولوجية والعلمية، لا يشتهر فيه أفضل ما توصل إليه العلم للتغلب على الإدمان. إذا كنت تفكر في علاج نفسك أو علاج شخص آخر، فإنك محتاج إلى الوعي بهذه البدائل، ولحسن الحظ يقدم بعض علماء النفس وغيرهم من إخصائيي

علاج الإدمان بدائل تقوم على أسس علمية، وأتمنى أن تصبح هذه البدائلأكثر انتشارا بمرور الوقت. وهذا الكتاب يمثل مصدرا جيدا لمعرفتها. ويقدم هذا الكتاب إرشادا عميقا فيما يخص عددا من المنهجيات المدعومة علميا للتغلب على الإدمان، لكن لا تسلم بكلامي فحسب، بل عليك تجربة هذه الإستراتيجيات بنفسك، ومعرفة مدى نفعها لك؛ فبإمكانك أنت، كذلك، التغلب على إدمانك وتحسين حياتك. الدكتور ريد كيه. هيستر رئيس قسم البحث في جمعية العلاج السلوكي /WWW.Iobo.net

rhester

أستان جمعية الأبحاث بقسم علم النفس، بجامعة نيومكسيكو بمدينة ألباكركي، بولاية نيومكسيكو المحرر الرئيسي لكتاب Handbook of Alcoholism Treatment Approaches: Effective Alternatives ٠ الإصدار الثاني) الذي أصدرته دار نشر ألن وبكون (١٩٩٥).