كيف جعل الانهيار الاقتصادي روبرت وكيم أكثر ثراء؟
التقيت "روبرت وكيم كيوساكي" للمرة الأولى في يناير عام ٠٢ ٢٠، وفي الشهر السابق، كنت قد أسست مع شريكتي آن شركة محاسبة كانا من بين عملائها. لم أكن أعلم الكثير عنهما في ذلك الوقت، ولقد كان صديقي
"جورج" قد أخبرني في أوائل شهر نوفمبر عام ٢٠٠١ بأنه التحق للتو
بمؤسسة الأب الغني ليعمل رئيسا لقسمها المالي. وقابلت أيضا صديقة أخرى، كيم ، التي كانت أيضا واحدة من عملاء شركة المحاسبة التي أسسناها والتي أعطتني بضعة تلميحات عن عائلة "كيوساكي" ولكني لم أتمكن من استيعاب عبقرية روبرت وكيم الحقيقية إلا عبر الأعوام.
لم يكونا مجرد زوجين عاديين ألفا كتاباً حقق مبيعات كبيرة، بل كانا زوجين غير عاديين يعيشان وفقاً لكل ما علماه للناس. لم يكونا يستخرجان دروسهما من الكتب، بل كانا يستعينان بدروسهما وخبراتهما الحياتية. لقد عرفا سر كيف تزداد ثراء وكيفية الانضمام لمصاف الأثرياء والمشاهير من دون أن يضلا طريقهما أو الشعور بهويتهما.
لا تكمن روعة "روبرت وكيم كيوساكي" في أنهما يعلمان شيئاً لا يعلمه يعد هذا الكتاب هو ذروة أحداث قصة روبرت وكيم ، التي تعد قصة نجاح مبهرة لم يضاهها سوى قلة من الناس في العالم، وما يزيد من جاذبية تلك القصة هو بساطتها الشديدة. كان روبرت قد تعلم بعض المبادئ الرئيسية عن المال والتزم بممارستها مع كيم وحققا نجاحا مبهرا. إنها قصة شراء بسعر بخس والبيع بسعر كبير. إنها قصة عن التعلم والاستعداد لانهيار الأسواق. إنها قصة عن المثابرة في مواجهة المعارضات وعن الالتزام بالحقيقة
التي يرفض الجميع مناقشتها.
بدأت قصة روبرت وكيم يوم لقائهما الأول، حين سأل روبرت كيم عما ترغب في تحقيقه في الحياة. راعها هذا السؤال المتعمق في لب حياتها خلال اللقاء الأول، ولكنها أجابته إجابة دقيقة وقالت إنها تريد تأسيس شركتها الخاصة. لم تكن ترغب في أن تكون موظفة عند أحد، فقد حاولت أن تسلك هذا الطريق من قبل دون أن تحقق نجاحا يذكر، وكانت تعتقد أنها ستحقق نجاحا أفضل كرائدة أعمال. لم تكن تعلم حينها أن ما فكرت به سيتحقق بصورة لم تكن لتتخيلها في ذلك الحين.

ثم في ذكرى زواجهما الأولى (أوربما في يوم ميلادها)، منح "روبرت" كيم هدية غير معتادة. لم يعحلها ألماسات أو سوارا، بل سجل اسمها في دورة تدريبية عن المحاسبة. كان روبرت يعتقد أنه إن كان مقدرا ل كيم أن تنجح في تأسيس شركتها، فسيجب عليها أن تتعلم المحاسبة. (كم أتمنى أن يمنح جميع عملائي زوجاتهم دورات محاسبة كهدية!).
ذهب "روبرت وكيم" في رحلة لمعرفة المزيد عن المال، حيث تعلم "روبرت" الكثير من صديق والده، الذي يطلق عليه لقب والده الغني، ثم تعلم الكثير من معلمه آر. باكمينستر فوللر. ولكن كانت أكثر الدروس التي تعلمها آتية من الصعوبات التي واجهها في الحياة. نجحت الشركة الأولى التي أسسها، شركة لإنتاج محافظ مقاومة لراكبي الأمواج، بسرعة كبيرة ولكن سرعان ما تحول نجاحها السريع إلى فشل ذريع. وحققت شركته الثانية، شركة لإنتاج القمصان والقبعات من أجل حفلات النجوم الموسيقيين، نجاحا أكبر من الأولى، وفشلا ذريئا أخر، الأمر الذي جعل روبرت مديثا بما يزيد على ٨٠٠ ألف دولاروقت لقائه ب كيم. وبالتالي، سيتضح لنا أن كيم لم تتزوج من روبرت طمتا في ماله.
من منطلق خبرتي يمكنني أن أجزم بأن جميع رواد الأعمال الذين حققوا  نجاحات مبهرة قد تعرضوا أيضا لإخفاقات كبيرة. لقد فشل ستيف جوبز ، وطرد من شركته التي أسسها . وكان دونالد ترامب مديثا ذات مرة بمبلغ ٨٠٠ مليون دولار، ولم يكن أمامه أي سبيل لسداد ديونه. لقد منحت تجربة الفشل رواد الأعمال أولئك المعرفة والخبرة والقوة اللازمة للاستمرار. بالنسبة د روبرت وكيم ، كانت التجربة والمعرفة لا تقدران بثمن. عندما حدث الانهيار الاقتصادي الكبير الأول في أواخر القرن العشرين، في الفترة ما بين عامي ١٩٨٩ و١٩٩٠، كانا مستعدين. كانا قد درسا سوق العقارات والمحاسبة، وتعلما الكثير من الدروس في مجال ريادة الأعمال؛ لذا عندما
انهارت سوق القروض والمدخرات في الولايات المتحدة الأمريكية، كانا مستعدين للعمل.
وقد فعلا؛ حيث كانا يشتريان العقارات بسعر بخس، وفي خلال بضع سنوات، تخطت أرباحهما من العمل في مجال العقارات نفقاتهما. لم يكونا قد أصبحا ثريين بعد، ولكنهما كانا متحررين مالدا. كان دخلهما الشهري الثابت حوالي ٠ ١ آلاف دولار، وكانت نفقاتهما لا تتعدى ٣ آلاف دولار شهرتا، وقررا أن هذا أمر يجب أن يعلماه للجميع. لذا، ومن منزلهما الصغير في مدينة بيسبي بولاية أريزونا، صمما لعبة لتعليم  الناس الدروس التي تعلماها عن المال، وأطلقا عليها اسم كاش فلو ١٠١. ولكي يتمكنا من بيع اللعبة، كانا يعلمان أنه يجب عليهما أن يعدا نشرة تسويقية عنها . كانت مهمة روبرت أن يكتب النشرة التسويقية، وبينما كان يكتب المبادئ التي تعلمها من كل من والده الغني والحياة، اكتشف أنه لن يتمكن من الحفاظ على عدد أوراق النشرة التسويقية بثماني ورقات فحسب، فتحولت إلى كتاب مكون من ١٣٢ ورقة... وأعطاه عنوان الأب الغني والأب الفقير .
كان نشر كتاب الأب الغني والأب الفقير ، المرة الثانية التي استغل فيها روبرت وكيم الانهيار الاقتصادي، وقد نشر الكتاب في عام ١٩٩٧ . لم يكن أحد على استعداد لنشر الكتاب، لذا نشره روبرت وكيم من مالهما الخاص. نجح الكتاب نجاحا مبهرا عندما استخدمه المسوقون الشبكيون كأداة للترويج للأعمال التجارية من المنزل؛ ولكن لم ينجح الكتاب هذا النجاح المبهر إلا بعد أن استضافت "أوبرا وينغري" "روبرت" في برنامجها في إبريل ءام٢٠٠٠.
حدث هذا بعد فقاعة الإنترنت مباشرة؛ لذا فقد كان التوقيت مذهلا. ظل كتاب الأب الغني والأب الفقير متربتا على قمة قائمة صحيفة ذي نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيتا طوال ٦ سنوات. وتمكن روبرت وكيم من فتح قنوات  تواصل مع العامة، سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو في سائر أنحاء العالم. بينما كان الملايين من الناس يخسرون مدخراتهم‘ كان روبرت وكيم يمنحانهم بديلأ عن الأسواق المالية، بديلأ يتضمن السيطرة على مجريات حياتهم وأموالهم ومستقبلهم.
كان بمقدور روبرت وكيم أن يجلسا في راحة ويستمتعا بأرباحهما من كتاب الأب الغني والأب الفقير ، ولكنهما لم يتمكنا من فعل هذا،  حيث إن هذا كان سيعد انتهاكا لمبادئهما الرئيسية ومهمتهما المتعلقة ينشر الثقافة المالية في جميع أنحاء العالم؛ لذا ألفا المزيد من الكتب، وأعطيا المزيد من المحاضرات، وأجريا المزيد من اللقاءات... وتشاركا ما تعلماه مع العالم بكل في عام ٠٢ ٢٠، ألف "روبرت" كتاب Rich Dad’s Prophecy ، وتوقع فيه حدوث انهيار اقتصاد ضخم في عام ٢٠١٦، وانهيار اقتصادي أقل وطأة يسبقه. في عام ٢٠٠٥، ظهر على محطة CNN لينذر بحدوث انهيار قادم في سوق) العقارات. ثم في عامي ٢٠٠٨ و٢٠٠٩، انهارت بالفعل أسواق العقارات والأوراق المالية، كما توقع روبرت تماكا.