ما الذي تعلمك المدرسة إياه عن المال؟

بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، ستكون الإجابة هي: "ليس الكثير"، وإن تعلموا شيئا من الأساس فسيكون: اذهب إلى المدرسة، ابحث عن عمل، ادخر المال، وسدد ديونك، واستثمر في استثمارات طويلة الأجل في سوق، الأوراق المالية. ربما كانت النصيحة تصلح لعصر النهضة الصناعية، ولكنها أصبحت عتيقة في عصر المعلومات. لقد قضت العولمة على الوظائف ذات الرواتب الكبيرة لأصحاب المهن، فقد انتقلت الوظائف إلى الصين والهند والمكسيك وغيرها...
وسيقضي ظهور الروبوتات على الوظائف ذات الرواتب الكبيرة للموظفين الإداريين.
ظهور الروبوتات

اليوم، إذا لم تنقل الوظائف إلى خارج البلاد، فستجد أن الروبوتات وألات الذكاء الصناعي تستبدل العمال البشريين؛ فحتى الأطباء والمحامون والمحاسبون ذوو التعليم العالي، أصبحوا عرضة للخطر في ظل وجود الروبوتات. لقد أعلنت شركة أديداس منذ وقت قريب عن أنها ستبدأ في إنتاج أحذيتها في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بدلاً من الصين أو فيتنام، وأعلنت شركة فوكسكون - المصنع الرئيسي لمنتجات شركة آبل عن أنها طلبت تصنيع مليون روبوت لاستبدال ٣ ملايين عامل بشري.
ينهي الطلاب دراستهم في جميع أنحاء العالم، وأغلبهم لا يزال يرزح تحت وطأة عبء الديون الدراسية أكثر أنواع القروض تكلفة على الإطلاق ولا يمكنهم العثور على تلك الوظيفة الأسطورية ذات الراتب الخرافي الذي سيمكنهم من سداد القرض الدراسي.
لا تحتاج الروبوتات إلى رواتب أو علاوات، كما أنها تعمل لفترات أطول، ولا تحتاج إلى عطلات أو إجازات أو تأمينات صحية أو خطط تقاعد.
المدخرون خاسرون 
في السبعينيات من القرن العشرين، كان الشخص الذي يدخر مليون دولار، يحصل على فائدة ١٥%، أي  150 ألف دولار سنويا. في ذلك الوقت، كان يمكن للمرء أن يعيش على تلك المائة والخمسين ألف دولار طوال العام. أما اليوم فقد تجني المليون دولار فائدة قدرها ١٠٥% ، أي  15% ألف دولار سنويا، وهو المبلغ الذي لن يكفي معيشة مليونير دون شك.
اليوم، أصبح المدخرون هم الخاسرين.