الصراع الطبقي
بكلمات بسيطة، عرف "ماركس" الصراع الطبقي بأنه النزاع بين الطبقة الأرستقراطية والطبقة البرجوازية وطبقة البروليتاريا ، وتعريف تلك الطبقات كالتالي:
الطبقة الأرستقراطية: الطبقة الحاكمة التي ترث الثروات والامتيازات
الخاصة والألقاب والحكم.
الطبقة البرجوازية: وهو تعبير يصف الطبقة المتوسطة. إن قال أحدهم:
"أنت برجوازي!" ، فإنه يقصد بذلك إهانتك، حيث إنك لا تنشغل بشيء سوى ضيق أفق الطبقة المتوسطة. 
قال "ماركس" عن البرجوازيين إنهم أشخاص لا يهتمون بشيء إلا بالممتلكات المادية، ولكنهم يفتقدون الدافع والطموح، ويرتضون بعيشتهم المريحة. طبقة البروليتاريا: أ) طبقة الكادحين الذين لا يملكون رأس المال أو وسائل الإنتاج. ب) الأشخاص الذين يبيعون جهدهم مقابل قوت يومهم. ج) أفقرطبقات العمال.
الطبقة الأرستقراطية
خلال الحقبة الزراعية، كان الملوك والملكات، والأرستقراطيون النبلاء هم من يملكون الأرض، واشتقت كلمة مزارع من كلمة زراعة - أي العامل بزراعة الأرض، ولكنه لا يملكها، واشتقت كلمة أملاك، من الأراضي التي تعود إلى الملوك.
خلال النهضة الصناعية، كان الأرستقراطيون هم أباطرة الصناعة على غرار
"هنري فورد" و"جون دي. روكفيللر" و"جيه بي مورجان"؛ حيث كان فورد يصنع السيارات، و "روكفيللر "ينتج الوقود، و "مورجان" يصدر المال-  وفي عصر المعلومات، أصبح الارستقراطيون الجدد هم عباقرة التكنولوجيا الذين يسيطرون على الملكيات السيبرانية---أشخاص على غرار الشريك المؤسس لشركة آبل‘ "ستيف جوبز" ، و جيف بيزوس مؤسس شركة
أمازون، و "سيرجي برين" و "لاري بايج" مؤسسي شركة جوجل. خلال الحقبة الزراعية، كان الأثرياء والنبلاء يطلق عليهم اسم الأرستقراطيين،
 
واليوم يطلق عليهم الرأسماليون.
اذهب إلى المدرسة لتعثر على عمل عندما يقول الأب لابنه: "اذهب إلى المدرسة لتعثر على عمل، فإنه ينصح ابنه بأن يكون من طبقة البروليتاريا شخص يبيع جهده مقابل المال، ولن يمتلك الموظف وسائل الإنتاج.
إن عثر الابن على عمل براتب كبير، فسيكون قد انضم للطبقة البرجوازية وأصبح من ضمن الطبقة المتوسطة، والذي يرتضي بالسلع المادية على غرار التعليم الجامعي والمنزل والسيارة... ويرتضي بحياته المريحة، ويسبح مع التيار. ويسعد عندما يقود سيارته بين العشوائيات والمساكن التي أنشأتها الحكومة وأحياء طبقة البروليتاريا، ويحاول جاهداً ألا يذهب أبناؤه إلى المدرسة نفسها التي يذهب إليها أبناء أولئك الناس" . يعمل أغلب البرجوازيين في وظائف بمرتبات عالية، والكثيرون منهم يعملون مهنيين لحساب أنفسهم على غرار الأطباء والمحامين أو أصحاب المشروعات الصغيرة؛ ولكنهم لا يملكون العقارات أو وسائل الإنتاج. إنهم أناس يعملون من أجل الحصول على المال.
الأثرياء لا يعملون من أجل المال
في كتاب الأب الغني والأب الفقير ، كان درس الأب الغني الأول هو: الأثرياء لا يعملون من أجل المال". عندما أسأل: ما درس الأب الغني الأول؟
سيتذكر أغلب القراء هذا الدرس. أعتقد أن هذا ربما يرجع لكونهم مبرمجين على الذهاب إلى المدرسة والبحث عن عمل"، ولم يتدربوا على أن يكونوا الشخص الذي يملك وسائل الإنتاج. بمعنى آخر، يدرب نظامنا التعليمي طلابنا ليكونوا من طبقة البروليتاريا وليس من الطبقة البرجوازية... بدلاً من أن يكونوا رأسماليين، الذين يملكون الأراضي والشركات ورأس المال.
لا عجب من أن لدينا الملايين من البشر - مثل أبي الفقير الذين تلقوا تعليماً عالياً ويعملون في وظائف حكومية، ويؤمنون في داخلهم بأنهم  يساعدون الآخرين يعتمدون على الحكومة لتمدهم بالوظائف والرواتب
ومكافآت التقاعد، وهم الأشخاص الذين، للأسف، لا يمكنهم في الحقيقة مساعدة أنفسهم .
في عام ١٩٧٠، ترشح والدي‘ الذي كان رجلاً رائعاً، ليكون حاكم ولاية هاواي أمام رئيسه في العمل، الذي كان يشغل منصب الحاكم في ذلك الوقت، وكان من الحزب الديمقراطي. بعدما خسر أبي الانتخابات، تعهد الحاكم بألا يعمل والدي الذي كان حاصلاً على شهادة الدكتوراه في مجال التعليم في حكومة الولاية مرة أخرى أبدا. مات أبي مفلساً وعاطلاً عن العمل... كان يرغب في العمل ولكنه لم يتمكن من العثور على وظيفة. لقد كان رجلا ذا تعليم عالٍ لكن لم يكن يملك وسائل الإنتاج، ومعلماً علم الآلاف ليصبحوا مثله.
لا عجب من أن لدينا صراعاً طبقيا يملأ شوارع أمريكا والعالم بأسره.
ولا عجب من أن السيناتور "بيرني ساندرز" ، قد صرح خلال الانتخابات
الرئاسية عام ٢٠١٦: لا شك في أن هناك أمرا خطأ في مجتمعنا عندما تملك نسبة ١٠% من المجتمع الثروات نفسها التي تملكها نسبة ٠ ٩% الأخرى  الأمر ببساطة، أن أزمتنا الاقتصادية العالمية بدأت في مدارسنا، حيث تنفق الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات على التعليم المدرسي، في حين لا تزال الفجوة بين الأثرياء والفقراء في ازدياد.
كتب كارل ماركس :
"لن تفقد البروليتاريا شيئا عدا قيودها ، ولكنها سر تفوز بالعالم بأسره . يا كادحي العالم، اتحدوا"
وكتبت أين راند :
"إنه حر في تجنبه للواقع ... ولكنه ليس حرا في تجنب الهوة التي يرفض أن يراها "٠
تذكر تلك الكلمات في المرة القادمة عندما تسمع أحد الأشخاص يقول لطفل: "اذهب إلى المدرسة لتعثر على عمل". 
لماذا تعد فكرة " الأمان الوظيفي" من الأفكار التي عفا عليها الزمن؟
لقد قضت العولمة على وظائف أصحاب المهن، وستقضي الروبوتات على وظائف الإداريين-
"لقد وصل انعدام المساواة في الدخول إلى مستويات لم نشهدها منذ عام ١٩٢٩، وأصبح من الجلي أن زيادات الإنتاج
التي كانت يتحصل عليها العمال في الخمسينيات، أصبحت تذهب بالكامل إلى أصحاب الشركات والمستثمرين .
- مارتن فورد، مؤلف كتاب Rise of the Robots  لماذا أصبحت نصيحة '' الاستثمارات طويلة الأمد في سوق الأوراق
المالية '' من النصائح التي عفا عليها الزمن؟
الأمر الأكثر تهديداً هو تلك الفيروسات التي تهاجم النائمين، والمغروسة عميقا في صلب نظام تشغيل سوق الأوراق المالية.
من بين تلك الفيروسات، ذلك الفيروس الذي غرسته المخابرات الحربية الروسية والذي تم اكتشافه داخل
نظام تشغيل سوق ناسداك للأوراق المالية عام ٢٠١٠. وتم القضاء على الفيروس.
لا أحد يعلم عدد الفيروسات الرقمية التي تقبع منتظرة داخل النظام.
" يمكن للفيروسات أن تمحو حساب أحد العملاء دون أثر أو إمكانية للاسترجاع . إن استخدمت تلك الفيروسات للهجوم،
فسيمكنها أن تخلق سيلاً لا يمكن السيطرة عليه من طلبات الشراء على الأسهم المفضلة لدى المستثمرين على غرار آبل وأمازون" 
"لقد كانت الديمقراطية مؤقتة بطبيعتها؛ حيث إنها لا يمكن أن تظل النظام الدائم للحكومة. ستظل الديمقراطية متواجدة
حتى يكتشف الناس أنه يمكنهم أن ينتخبوا من يجلب لهم هدايا سخية من الخزانة العامة" . 
 
"من تلك اللحظة فصاعداً، سيصوت الناخبون دوماً للمرشحين الذين يعدونهم بالحصول على أكبر فوائد من الخزانة العامة، وينتج عن ذلك أن جميع الديمقراطيات تسقط في النهاية بسبب السياسات المالية الواهية ويأتي بعدها دوماً الديكتاتورية" .
يبلغ متوسط عمر أعظم الحضارات في العالم منذ فجر التاريخ حوالي ٢٠٠ سنة ، و خلال تلك الأعوام المائتين ، دائما ما تتطور الأمم طبقا للتسلسل التالي:
- من العبودية إلى الإيمان الروحاني-
- من الإيمان الروحاني إلى الشجاعة العظيمة.
ـ من الشجاعة إلى الحرية.
 ـمن الحرية إلى الرخاء.
ـمن الرخاء إلى الأنانية. 
-من الأنانية إلى اللامبالاة.
 ـمن اللامبالاة إلى الاعتمادية.
 ـمن الاعتمادية تعود إلى العبودية مرة أخرى.
من كتاب The Cult of Competency (١٩٤٣)
- هينينج ويب برينتيس الابن
رئيس الجمعية الدولية للمصنعين