الطريق إلى الثروة والشهرة: إنني مسرور بالفعل أنك اشتريت هذا الكتاب. لماذا؟ لأن متعتي في الحياة هي الابتهاج ومشاهدة الناس يفلحون، ينمون، يزدهرون، ويحصدون النجاح. إن سر نجاحي الخاص تحت تصرفك.

تتم كتابة معظم الكتب حول موضوع النجاح على شكل كتيبات «إرشادية» . يوجد في هذا العالم ثلاث مستويات من الوجود: «الامتلاك»، «الفعل»،

و«الكينونة». سوف يدفعك الكثير من الأشخاص نحو «الفعل» ولكنهم يغفلون «الامتلاك» انطلاقا من «الكينونة». عندما نصبح ناجحين، الأمر الذي لا يتعلق بالشهرة أو الثروة، وإنما هو في الحقيقة مشتوى وعي، يصبح «الامتلاك» نتيجة تلقائية.

إن جميع الرجال والنساء الذين نشاهدهم حولنا يصارعون على نحو محموم من أجل النجاح، هم عند مستوى الرغبة في «الامتلاك». إنهم يعتقدون أن طريقة الحصول على شيء ما، هي الرغبة فيه، ثم العمل بجنون من أجله. إن السبب الوحيد الذي يدفعهم إلى «الفعل»، هو طمعهم ب «الامتلاك» . قد ينهك الأشخاص أنفسهم عاما بعد عام في السوق التجارية عند مستوى الوعي هذا، حيث يحققون ربما القليل من النجاح، وربما لا.

ما هو النجاح؟ حسناً، إنني لست منبهرا بالملايين التي جناها الآخرون. إنني منبهر بالملايين التي لم يجنوها - من السهل أن تكون غنيا ومشهورا - إنه أمر بالغ السهولة إلى درجة تجعل من المؤلم رؤية جميع هؤلاء الأشخاص في العالم يعانون، يصارعون، ويضحون بلا جدوى، إذ تراهم يدورون في حلقات مفرغة بينما يؤدي الطريق الذي يتبعونه بلا ريب إلى الفشل.   

نستطيع من اللحظة التي يتم فيها افتتاح مشروع تجاري جديد معرفة إن كان هذا العمل سينجح أم لا. إن علامات الفشل موجودة مسبقاً من المكان الخطأ،
الموقع الخطأ، الاسم الخطأ، المحفز الخطأ، الصورة الخطأ، السلوك الخطأ، الموظفين الخطأ، الألوان الخطأ، التصميم الخطأ، البيئة الخطأ، الموسيقى
الخطأ، الطعام الرديء، الخدمة السيئة، الانتظار الطويل، النوعية الرديئة، التغليف الرديء، وعلى قمة ذلك، والخطأ الأسوأ بين كل ذلك: النية الواضحة
في خدمة مصالح المرء الأنانية وحسب، واستغلال العامة من أجل الكسب الشخصي دون تقديم أي من الخدمات اللازمة لحياتهم.

قد لاحظنا جميع ما سبق في المطعم الذي لن نعود إليه، المتجر الذي نتجنبه، الموظفين الذين كانوا بغيضين، المعاملات التجارية التي كانت تفتقر إلى
الحماسة، والأماكن التي قمنا بالتسوق منها لأنها كانت الوحيدة المتاحة.

نستطيع أن نتعلم الكثير من أمثلة الآخرين. سوف نقوم بذلك وحسب، وليس فقط كي نرى ماهية الحقائق في المسألة، بل من أجل معرفة ماهية المبادئ.
يدور هذا الكتاب حول المبادئ. إنه يتعلق بالجوهر. إنه يتعلق بالتركيز بدقة مطلقة.

عندما كنت أعمل في الممارسة السريرية، كان هناك فترة قصيرة من الزمن يتوجب على فيها القيام «بحقن الحبل الشوكي» ، وقد تضمن ذلك إدخال
إبرة بين الفقرات في أسفل العمود الفقري واستخراج بضعة قطرات من السائل النخاعي من أجل الفحص تحت المجهر. لقد كانت لدي خبرة سابقة
في مستشفى الولاية حيث كان على أن أقوم بذلك عند كل حالة جديدة تدخل إلى المستشفى، في الحقيقة لقد قمت بذلك آلاف المرات على مدى سنوات.     

عندما مارست المعالجة الخاصة، بدأت أتقاضى مبلغ مئة دولار مقابل كل حقنة من «حقن الحبل الشوكي» . عندما تذمر أحد المرضى حول سبب تقاضي ذلك المبلغ الكبير في حين أن الأمر لم يستغرق سوى بضع دقائق، رحت أبين الحقائق: «لقد كانت خمسة دولارات من أجل إدخال الإبرة

وخمسا وتسعين دولارا من أجل أن أعرف أين أضعها بالضبط» ، ضحك وقال: «حسنا دكتور، لقد فهمت». إن فهم أمراً ما يعني "المقدرة" إنه يعني أن تمتلك القوة على تجسيد ذلك الأمر، صنعه، تجليته، إنتاجه، تبيانه عملياً، وتحقيقه في العالم.

تتزاحم لدى العديد من الأشخاص الكثير من الأفكار الجيدة، ولكن لا شيء يحدث في حياتهم. إنهم لا يمتلكون القوة من أجل جعلها تتحقق. رجاًء لاحظ كلمة القوة. سوف تكون هذه الكلمة ذات أهمية عظيمة بالنسبة إلينا، إنها السر المركزي وراء كل ما نناقشه.

إن الفرق الحقيقي بين «الامتلاك» و«الفعل» و« الكينونة» هو القوة. سوف نقوم بدراسة القوة ومعرفة ماهيتها وإدراك أنها المكون السري الذي «يجعل الأمور تتحقق» .
يمتلك اثنا عشر شخصاً الفكرة نفسها، ولكون واحداً منهم فقط يجعلها تتحقق. ما هو الفارق؟ لقد مررنا جميعا بتجربة الاستماع إلى النصيحة نفسها من عدة أشخاص. على حين غرة، يسديها لنا شخص مميز وفجأة ندركها! لقد كان التفسير المألوف هو أننا «لم نكن مستعدين بعد»، إلا أن الحقيقة هي أن الشخص الذي يمتلك القوة الحقيقية هو الذي يجعلنا مستعدين. إنه يمتلك قوة كافية على التغلب على شتى أصناف مقاوماتنا، اعتباراتنا، أنواع التسويف، المماطلة، التخبط لدينا، شكوكنا، ارتباكاتنا، شروطنا، إضافاتنا، اعتراضاتنا، وجعلها ببساطة واضحة تماماً بالنسبة إلينا، عندما ننتهي من الإصغاء إلى شخص مؤثر، يتملكنا شعور داخلي أننا كنا نعرف دائماً ما هو الصحيح. طالما كنا نعرفه، إلا أن الشخص المؤثر يملك المقدرة على جعلنا نبصر ما هو موجود مسبقاً في أذهاننا، ولكن في إطارمختلف. إنه إطار «آها».

تدل تجربة «آها» على مستوى قوة جبار. عندما «نصل» إلى فهم شيء ما، فإننا نصل إليه لأن طاقته قد تزايدت تواً. لقد تمت الإشارة إلى ذلك على نحو

بديهي بواسطة صورة مصباح يضيء فوق رأس الشخص. إن النور هو القوة والطاقة. إن مجمل الطاقة على هذا الكوكب، مهما كان نوع تجليها، قد أتت

إلى هنا من خلال النور. إن القوة موجودة في النور. يوجد في هذا الكتاب قوة كافية لإخراجنا عن الطريق. في الواقع، يوجد قوة كافية لإخراجنا عن بضع عشرات من الطرق. إن الثروة والشهرة موجودتان مسبقاً في داخلنا، وكل ما علينا فعله هو اكتشافهما. كيف لهذا أن يكون؟

لاننا كي نقرأ هذه الكلمات، يجب أن نكون واعين، وكي نكون واعين، يجب أن نكون أحياء. إن سر النجاح الموقد هو جزء لا يتجزأ من طاقة الحياة في حد ذاتها، بالتالي، فهو موجود في داخلنا. دعونا ننظر إلى مثال عن الفرق بين «الامتلاك»، «الفعل»، و« الكينونة».

كان هناك رجل ذكي ناجح ومحترف لم يتعلم كيفية الرقص إلى أن أصبح في الخمسين من عمره. قبل ذلك، كان يدخل بصورة آلية إلى حلبة الرقص، وعندما كان يتم شده إلى حلبة الرقص، كان يدفع نفسه مع الموسيقى على نحو أخرق، وخجول، وبصعوبة بالغة. لقد أخذ عددا غير متناه من دروس الرقص، ومع ذلك ما زال عاجزاً عن الرقص، كما أنه لم يختبر المتعة والسعادة والارتياح التي رآها على وجوه الآخرين. ظهرت في الستينات موسيقى «الديسكو»، وبات الرقص الحر الذي اتسم بالعفوية شائعاً. حسناً، إذا كانت رقصة « فوكستروت» مخيفة، فإن في التوجه إلى حلبة الرقص و«إطلاق العنان» كان أكثر استحالة بالنسبة إليه.«حتى أنه لم يستطع أبدا القيام بالرقصة البهلوانية» .

في يوم من الأيام كان متواجدا في مناسبة اجتماعية حيث كانوا يعزفون مسبقاً في داخلنا، وكل ما علينا فعله هو اكتشافهما. كيف لهذا أن يكون؟ لاننا كي نقرأ هذه الكلمات، يجب أن نكون واعين، وكي نكون واعين، يجب أن نكون أحياء. إن سر النجاح الموقد هو جزء لا يتجزأ من طاقة الحياة في حد ذاتها، بالتالي، فهو موجود في داخلنا. دعونا ننظر إلى مثال عن الفرق بين «الامتلاك»، «الفعل»، و« الكينونة».

كان هناك رجل ذكي ناجح ومحترف لم يتعلم كيفية الرقص إلى أن أصبح في الخمسين من عمره. قبل ذلك، كان يدخل بصورة آلية إلى حلبة الرقص، وعندما كان يتم شده إلى حلبة الرقص، كان يدفع نفسه مع الموسيقى على نحو أخرق، وخجول، وبصعوبة بالغة. لقد أخذ عددا غير متناه من دروس الرقص، ومع ذلك ما زال عاجزاً عن الرقص، كما أنه لم يختبر المتعة والسعادة والارتياح التي رآها على وجوه الآخرين.ظهرت في الستينات موسيقى «الديسكو»، وبات الرقص الحر الذي اتسم بالعفوية شائعاً. حسناً، إذا كانت رقصة «فوكستروت» مخيفة، فإن في التوجه إلى حلبة الرقص و«إطلاق العنان» كان أكثر استحالة بالنسبة إليه.

«حتى أنه لم يستطع أبدا القيام بالرقصة البهلوانية» . في يوم من الأيام كان متواجدا في مناسبة اجتماعية حيث كانوا يعزفون موسيقى «الروك» . لقد تجنب الاقتراب من حلبة الرقص خوفا من أن يتم سحبه من قبل امرأة متحمسة. عند تلك النقطة، اقتربت منه امرأة يعرفها وقالت له: «هدا، أنت تستطيع الرقص»، قال لها: «كلا، لا أستطيع. لقد حاولت، لا أستطيع القيام بذلك».

كانت تعرف أنه قد أنهى للتو دورة كاملة من الدروس في رقص « الديسكو» في صالة الرقص المحلي، وأن النتائج كانت معدومة. ضحكت وقالت: «سوف أريك كيف» ، ثم قالت الكلمات السحرية: «لا تنظر إلى قدميك. انس أمر قدميك، انظر إلى وجهي، قم بتحريك جسدك بالطريقة التي أحرك بها جسدي، وانس أمر ساقيك وقدميك. سوف تتحركان تلقائياً في الاتجاه راح يركز على نحو مكثف على تعبيراتها وعلى الطريقة التي كانت توازن بها

جسدها . لقد أخذ بنصيحتها ونسي أمر ساقيه وقدميه. من المؤكد أنه حالما انسجم مع سلوكها، وجد نفسه يرقص! بكل أمانة، كان الأمر بسيطا،

وسهلا، ولم يفكر فيه حتى. لقد بدأ الآمر بالحدوث بكل بساطة «من تلقاء نفسه» . لقد بدأ بالرقص كما لو أنه كان يعرف دائما كيفية ذلك. كان الأمر
تلقائيا، وممتعاً، وقد شعر أنه حر مثل العصفور. فجأة، أصبح سعيداً إلى درجة لم يكد يصدق نفسه. شعر بموجة من المتعة، التحرر، والطاقة. أمضى
تلك الليلة بأكملها وهو يرقص!

لقد انتهى الآن كل الألم الناجم عن سنوات من الشوق المكبوت المحبط لأن «يكون على هذا النحو»، وراح يعوض عن الوقت الضائع. كان يذهب إلى
« الديسكو» في كل ليلة، ونادراً ما يذهب إلى الفراش قبل الساعة الثالثة صباحاً. استمر على هذا الحال عدة سنوات، كان ببساطة عاجزاً عن التوقف
عن الرقص، والأمر الذي أذهل الجميع هو أنه اكتفى بثلاث أو أربع ساعات من النوم كل ليلة وبقي مع هذا، ينجز أكثر مما كان ينجزه في أي وقت مضى

خلال اليوم. نستطيع القول إنه كان يحظى برحلة مجانية نتيجة زيادة الطاقة، الأمر الذي كان يتجلى حقاً على هيئة فرح.

لم تكن صديقة الرجل معلمة رقص، ولكنها حققت في غضون ثوان ما عجز عن تحقيقه جميع المحترفين على مدى سنوات. إن سر الكتاب موجود في ذلك المثال، وهو تعليمنا كيفية الرقص بحيث يكون أمرا سهلان وتلقائياً. إن الثروة والشهرة شبيهان بذلك، فهما أمران سهلان، وممتعان، وهما يتحققان ببساطة نتيجة «فهمهما». الآن بما أن الرجل عرف كيف يرقص، فقد سمح للأمر بالحدوث. لم يكن ذا خيال واسع، ولكن بينما كان يرقص، كانت هناك نماذج معينة تخطر في ذهنه، جنباً إلى جنب مع أساليب لتحريك يديه وجسده. لم يسبق أن حدث معه شيء من هذا القبيل.

لقد اكتشف أيضاً السر وراء «الرقص الصوفي»، فقد لاحظ أنه كلما رقص أكثر، امتلك المزيد من الطاقة. كان يذهب إلى «الديسكو» مع مجموعة كاملة

من الأشخاص ويرهق النساء واحدة تلو الأخرى من كثرة الرقص، فيغادرن حلبة الرقص منهكات. كلما رقص مدة أطول، امتلك المزيد من القوة والطاقة.
كان لا يتعب، وكان السبب الوحيد الذي يجعله يذهب إلى المنزل هو أنهم أغلقوا« الديسكو». كان ليواصل الرقص طوال الليل، فقد كانت القوة

الداخلية «مطلقة».

لقد وجد أن جسده كان يصل أثناء الرقص إلى توازن داخلي معين كما لو أنه كان يدور حول مركز خفي، وكما لو أنه كان متوازناً تماماً كالدوامة. ما إن تنطلق الدوامة حتى تستمر في الدوران بلا عناء، وتلك كانت حاله أثناء الرقص. ليس أن الأمر لم يكن يتطلب منه بذل طاقة وحسب، بل إن طاقته

كانت تزداد. في الواقع، كان في استطاعته الرقص بتلك الطريقة ساعات وربما إلى ما لا نهاية.

ربما كان سيضطر فقط إلى التوقف كي يأكل أو يذهب إلى الحمام، لم يكن يعلم، لأنه كان يرقص أحيانا عدة ساعات دون أن تتغير
التجربة الداخلية على الإطلاق.

 اعتاد هذا الشخص الذهاب إلى الرقص كل ليله تقريبا مع مجموعة من الأشخاص. في أغلب الأحيان تكون إحداهم هي تلك المرأة التي رقص معها
في المرة الاولى. ثم باتا مشهورين في أماكن «الديسكو» الرئيسية في البلدة- كان أصحاب « الديسكو» متحمسين لوجودهم دائماً هناك، واعتادوا أن
يسمحوا لهم الدخول دون مقابل ويقدموا لهم الطعام. كان حشد الناس يقف حولهم وهم يحتسون مشروباتهم‘ محاولين استنهاض شجاعتهم من أجل
البدء في الرقص- نحن نعلم كيف يكون الآمر بالنسبة إلى أول زوج من الراقصين عند حلبة الرقص، فالجميع يمانع أن يكون الشخص الوحيد هناك.

حسنا، كان صاحب «الديسكو» يومئ إلى هذا الرجل وهذه المرأة بالرقص، فيندفعان بسلاسة إلى حلبة الرقص في حالة من البهجة. يبدو أن حالة البهجة المرتفعة كانت تؤثر في كل شخص في المكان بأكمله. كانت الأضواء على المنصة تبدو فجأة أكثر سطوعاً، وكان الجمهور يقف ليراقب فترة من
الزمن لأن هذا الثنائي كان بصراحة رائعاً بالفعل.

ليس ثمة مراحل متوسطة في الشهرة والثروة. إننا نحصل عليهما في اللحظة التي نصل فيها إليهما. إن التعبير عنهما ومشاهدتهما يتحققان في العالم ما
هو إلا نتيجة لما قد حصل مسبقاً. إن النجاح هو ما يحصل «هناك في الخارج» نتيجة لما قد حصل مسبقاً «هنا في الداخل». إننا نمتلك مسبقاً

واحداً من أعظم الأسرار: إن مصدر الشهرة والنجاح هو «هنا في الداخل» وليس «هناك في الخارج!».

إننا ندرك الآن السبب الذي يجعل الهرولة العقيمة وراء النجاح، مضمونة الفشل. إن مثل هؤلاء الأشخاص يبحثون في المكان الخطأ. إنهم يبحثون «في
الخارج»، في حين أنه في المقام الأول ليس «في الخارج». عندما ينظرون حولهم يرون رموز النجاح التي يمتلكها الأشخاص في الخارج سيارات الليموزين، العناوين الفخمة، الملابس باهظة الثمن، النوادي المشهورة، ويستنتجون أن هذه هي الأمور التي يجب السعي إليها، بينما السر الداخلي للنجاح هو البهجة. إننا نشرع في صنع كرة الثلج المتدحرجة ثم نجلس وتشاهدها تتزايد في الحجم فيما تكتسب قوتها الدافعة.

عند هذه النقطة أود من الجميع الكف عن محاولة أن يصبح ناجحا. أريد منك أن تلقي بعيدا جميع كتب «كيف تصبح ناجحاً»، وأريد منك أن تصبح شخصاً ودوداً. إنه لمن المخزي أئنا نستطيع أن نجني من المال في هذا العالم فقط من خلال كوننا ودودين، أكثر بكثير مما نجنيه عند السعي إلى النجاح. ذاك هو الأمر الوحيد الذي أطلبه منك عند هذه النقطة: كن ودوداً وامتلك ذهناً منفتحاً. إن امتلاك ذهن منفتح هو جزء من كونك ودوداً، أليس كذلك؟ إن إعطاء الشخص الآخر فرصة الاستماع إليه، هو جزء لا يتجزأ من كونك ودودا. إذا كنت تنوي فعل ذلك، فليس لديك مشكلة.

عندما كنت طفلا اعتدت الذهاب إلى المخيم كل سنة، وفي كل سنة كنت الضفدع. كنت خائفاً من السباحة، ولم أكن أعرف كيف. لقد بقيت ضفدعاً
على الرغم من جميع دروس تعليم السباحة- في يوم من الأيام كنت أزور بعض الأصدقاء عند البحيرة في «ويسكونسن» ، ثم خرجنا على متن قارب
صيدهم الصغير. بدأنا بالمزاح الخشن كما يفعل الأطفال، وكان الشيء التالي الذي أعرفه، هو أن ثلاثتهم قاموا بحملي ورميي من القارب. كنت أضرب

بيدي كلتيهما على الماء على نحو جنوني بضع ثوان، ثم جاءت اللحظة السحرية. على حين فجأة، استلقيت على ظهري، ركلت بقدمي، وبدأت

السباحة على الظهر- يا إلهي، لم يكن في الأمر شيء على الإطلاق! كل ما
كان علي فعله هو أن أطفووحرك أطرافي في الماء بسهولة. كان الأمر سهلأ، وممتعا. انتقلت من كوني ضفدعا إدولفين، واستطعت القيام بجميع أنواع السباحات: وجدت نفسي أقوم تلقائيا بسباحة الصدر، ثم انتقلت إلى أسلوب الفراشة، ثم انتقلت إلى سباحة الظهر. بعد ذلك أصبحت سباحا خبيراً. إن النجاح الحقيقي شبيه بكونك فلينة في الماء، حيث تطفو نتيجة قابلية الطفو الخاصة بها وليس من خلال الجهد المسعور.

إن الهدف من هذا الكتاب هو جعلك «تصل» إلى القناعة واليقين الداخليين أنك تستطيع أن تجني المال وتصبح ناجحا ومشهورا إذا رغبت في ذلك.  

ما إن تحصل على الوصفة، حتى يصبح تحقيق النجاح والشهرة مجرد مسألة إيجاد الوقت للقيام بهما، وسيكون ذلك هو حالك. لقد ساهمت جميع مؤتمرات الأعمال التجارية المكلفة في عطلة نهاية الأسبوع ورحلات الوعي ومؤتمرات «كيف تقوم بـ...» التي قمت بحضورها في تكوين معرفتك. على الرغم من ذلك، فإن امتلاك الحقائق ومعرفة الكيفية لا يضمنان النجاح. يوجد عوامل أخرى معنية. إنها تلك العوامل السرية الأخرى التي سوف نستكشفها في هذا الكتاب.