اكتشاف نظرية مركزية الشمس  The Sun is the Center of the Universe -

سنة الاكتشاف:

تم اكتشاف مركزية الشمس عام : 1520م

ما هذا الاكتشاف؟ 

الشمس هي مركز الكون والأرض تدور حولها.

من هو مكتشف مركزية الشمس؟

نيكولاوس كوبرنيكوس Nicholaus Copernicus

لماذا يُعد اكتشاف مركزية الشمس ضمن أعظم 100 اكتشاف في التاريخ؟

لقد عرف عن كوبرنيكوس قياساته ومراقباته للكواكب والنجوم، فقد اعتمد في ذلك على تجميع ومطاوعة ومقارنة مراقبات وملاحظات العديد من الفلكيين الذين سبقوه في هذا المضمار، متحدياً في الوقت نفسه فكرة قديمة عمرها ألفي سنة مؤداها أن الأرض ساكنة في مركز الكون وتدور في فلكها الشمس والكواكب والنجوم. يمثل عمله هذا نقطة انطلاق لفهمنا الحالي للكون من حولنا ولعلم الفلك الحديث.

ويرجع لكوبرنيكوس الفضل أيضاًً  كونه أول من اعتمد طريقة المراقبة العلمية كأساس لتطوير نظرية علمية (في حين كان يعتمد فيه أسلافه من العلماء على الفكر والمنطق لبناء نظرياتهم). فبهذا يعتبر كوبرنيكوس أول من أسس کلاً من علم الفلك الحديث ومبادئ الطرق العلمية الحديثة.

كيف تم اكتشاف مركزية الشمس؟

فور تخرجه من جامعة بولونيا بإيطاليا سنة 1499م، عُیّن کوبرنيكوس كاهنا في الكنيسة الكاثوليكية وقفل راجعاً إلى بلده الأصلي بولندة ليعمل مع عمه الأسقف فاتزینرود Bishop Waczenrode بكاتدرائية فروينبيرغ، التي حظي فيها بالإقامة في الطابق العلوي حيث يمكنه مواصلة قياساته الفلكية.

كان الناس حينها لا يزالون يؤمنون بالنموذج الكوني الذي قدمه العالم الإغريقي بطليموسª" Ptolemy قبل ما يزيد على 1500 عام، والذي قضى بجعل الأرض مركزاً ساكناً للكون، تدور في فلكها الشمس مع بقية الكواكب بمدارات دائرية عظيمة بينما كانت النجوم البعيدة جاثمة على الغلاف الكروي الجبار للكون. لكن القياسات الدقيقة لحركة الكواكب لم تطابق نموذج بطليموس قط!

هكذا، اضطر الفلكيون إلى تحوير نموذج بطليموس وذلك بإضافة حلقات أخرى ضمن الحلقات الأصلية - أو أفلاك تدويرية circles --epi داعين بأن كل كوكب يسير على فلك حلقي صغير (فلك تدويري) يدور بدوره على الحلقة الفلكية الكبيرة لذاك الكوكب حول الأرض. قرناً بعد قرن، تراكمت أخطاء جديدة حتى في النموذج المحوّر لبطليموس، حيث استمر العلماء في إضافتهم للأفلاك التدويرية الواحد تلو الآخر فصارت الكواكب تتحرك على أفلاك تدويرية ضمن أفلاك تدويرية أخرى.

هَمّ كوبرنيكوس أن يستغل التطورات التقنية (الحديثة) التي شهدها القرن السادس عشر علّه يُحسن على قياسات بطليموس وبالتالي يحذف بعض الأفلاك التدويرية المتداخلة، الأمر الذي دفعه إلى قياس مواقع الكواكب باجتهاد ومثابرة كل ليلة ولمدة تقارب العشرين عاماً. لكن جداول ملاحظاته لم تسعفه في مبتغاه.

و بمرور السنين، خطر لكوبرنيكوس التفكير بما يمكن أن تبدو عليه حركة كوكب ما فيما لو روقبت من علی کو کب متحرك آخر. وعندما لاحظ أن قياساته الجديدة كانت أكثر دقة في توقع الحركات الحقيقة للكواكب، بدأ يفكر فيما هو أبعد من ذلك: كيف ستبدو حركة الكواكب فيما لو تحركت الأرض هذه المرة؟! ولم تمض فترة طويلة حتى بان المنطق في هذا الافتراض.

لقد ظهر كل كوكب بمسافات متباينة عن الأرض بتباين أوقات السنة. فأدرك كوبرنيكوس بأن هذا يعني أن الأرض لا يمكن أن تكون واقعة في مركز الأفلاك الدائرية لهذه الكواكب.

خلال عشرين سنة من المتابعة والمراقبة اتضح له أن الشمس هي الوحيدة التي لم تتباين في حجمها الظاهري على مر السنة، دلالة على ثبوت المسافة الفاصلة بينها وبين الأرض. فبينما لا يجدر بالأرض أن تكون بالمركز، فإن الشمس جديرة حقاً بذلك. وإمعاناً في الإيمان بهذه الفكرة الجديدة، شرع كوبرنيكوس لفوره بإعادة قياساته واضعاً الشمس في مركز الكون والأرض في فلك حولها. ولشد ما كانت دهشته عندما تمكن من التخلص من جميع الأفلاك التدويرية المتداخلة في حين كانت الكواكب المعروفة تتحرك ضمن أفلاك دائرية بسيطة حول الشمس!

و لكن بقي التحدي الأكبر: هل سيؤمن أحد بالنموذج الكوني الجديد لكوبرنيكوس؟

لقد آمن العالم أجمع - و خصوصا الكنيسة الكاثوليكية المتنفذة بكون أرضي المركز. وهذا ما جعل كوبرنيكوس يحتفظ بسرية اكتشافه خلال حياته خوفاً من العقاب الكنسي، حتى تم الإفشاء به عام 1543م. وحتى في ذلك الحين، كان هذا الاكتشاف العظيم مبعثاً لازدراء وسخرية الكنيسة والفلكيين والأوساط الجامعية. وصبر العالم ستين سنة أخرى ليعي صحة هذا الاكتشاف وذلك من خلال أعمال يوهانيس كبلر Johannes Kepler ومن ثم غاليليو غاليلي Galileo Galilei.

حقائق طريفة حول اكتشاف مركزية الشمس: يمكن للشمس أن تحوي ما يقارب المليون من كواكب شبيهة الأرض بداخلها. لكن هذا يتغير ببطء، فحوالي 4.5 رطل من ضوء الشمس يضرب الأرض كل ثانية.

الهوامش

ª بطلیموس: هو كلاوديوس بطليموس Claudius Ptolemaeus، ریاضی و جغرافي و فلكي و منجم من اصل هلليني، ولد في مصر قريبا من طابة و توفي في الإسكندرية حوالي العام 168ق.م.