ينبغي أن تتعلم أن تنظر إلى الساعة كفنان ينظر لأدواته وخاماته. ليس كسوط، وإنما كفرشاة رسم تضيف الجمال إلى الصورة التي ترسمها. ينبغي أن تكون واعياً لحرية الاختيار التي تمارسها، وتعرف قيمة الوقت دون أن تخاف منه. وبعبارة أخرى، ينبغي أن تفعل أي شيء تفعله لأنك تستخدم الوقت من أجل تحقيق هدفك أو غرضك، ولا تسمح له بأي حال أن يكون هو نفسه الغاية، ليست هناك ميزة في تنظيم الوقت ما لم تستخلص المزيد منه بهذه الطريقة.

استخدام الوقت بفعالية يعتمد بقدر كبير على تعلم وضع الأولويات. إحدى أبسط وأفضل الطرق لصنع هذا هي أن تتعود على أن تكتب كل ليلة قبل أن تأوي إلى فراشك الأشياء الستة الأكثر أهمية والتي ترغب في إنجازها في اليوم التالي، بعد أن تكتب هذه الأشياء الستة، رتبها وفقاً لأولويتها. وبينما تنجز هذه الأشياء التي عزمت على إنجازها، سوف تمتلئ بشعور رائع بالإنجاز. وكل مشروع تنتهي منه سيجعل التالي يبدو لك أكثر سهولة. وسوف يتبع النجاح نجاحاً.

وتوزيع ساعات وقتك بأفضل شكل بمثابة تدريب ذهني مدهش لأنك، عندما تفعل هذا، ينبغي أن تحدد الأهمية النسبية للعناصر التي تضعها في قائمة أنشطتك اليومية، وهذا النوع من التقييم المبدئي، والذي يساعد في فصل الأساسيات عن غيرها، يضمن مكافآت ومردودات أعظم بكثير من الوقت الذي تقضيه فيها.

يقول المثل الصيني القديم: "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة". ولا ينبغي عليك فقط أن تبدأ التحرك، وإنما ينبغي عليك أيضا أن تستمر في التحرك للأمام.

وإدارة وقتك بكفاءة وفعالية لا يعني أنه عليك التعجل. بعض الناس دائماً ما يكونون في عجلة ولكن لا يبدو أبداً أنهم ينجزون أي شيء أكثر من أولئك الذين يتقدمون بسرعة هادئة منتظمة. هل تذكر آخر مرة كنت تريد فيها توفير الوقت؟ ما الذي فعلته بالوقت الذي وفرته؟ هل نحيته جانباً لتستخدمه في يوم ما عندما تحتاج إليه؟ الفكرة هي أن الوقت يمكن إدارته ولكن ليس توفيره. ومحاولة توفير الوقت لا تتسبب إلا في القلق والإحباط. تذكر تحذيرنا السابق: لا توفر الوقت وتضيع حياتك!

واستغلال الوقت يبدأ بأن تدرك كيف تستخدمه حالياً. راجع وافحص أنشطتك اليومية وانظر أين يمكنك إجراء بعض التغييرات.

قم بإنجاز المهام والأنشطة الأكثر بغض إليك أولاً بهذه الطريقة، سوف تعمل بمزيد من الجهد وتنجز المزيد من العمل لأنه ستكون لديك دائماً مهمة ممتعة تنتظرك.

خذ بعض الوقت لصنع بعض الوقت. ولا تنس أن تخصص بعض الوقت في جدول الزمني للتخطيط.