الإحباط والتثبيط دائماً ما يكونان من صنع الذات. ومع قليل من التفكير، نجد أن الوقت بدون السوط الذي يحمله -مشجع عظيم. مهمتنا هي أن نتعلم أن نحب الوقت، أن نقدره على القيمة التي يحملها لنا. وكما قال أحدهم بكثير من الحكمة، فإنه يتم تعليمنا توفير الوقت وتضييع حياتنا.

يكون للوقت معنی فقط عندما يحمل تجارب توسع مغزى الحياة بالنسبة لنا. ويبدو أن الوقت يمر وفقاً لما يحمله. وبمجرد أن نفهم هذا، نبدأ في السيطرة على الدور الذي يلعبه الوقت في حياتنا، ونصنع الوقت بالطريقة التي نريدها وعندما نريده.

دعوني أعطكم مثالاً على صنع الوقت. إن حبي الأول هو التعليم والتدريس. كانت هناك أوقات كنت أقدم فيها أكثر من 150 محاضرة وحلقة دراسية خلال العام الواحد تلك المحاضرات والحلقات كانت تستهلك الكثير جداً من وقتي، ولكنني كنت أحب كل لحظة منها. إنني لم أتلق تدريباً على الكتابة مطلقاً، لذا فإنني أجد الكتابة تفرض ضغوط شديدة على قدراتي، إلا أنني دربت نفسي على الكتابة عن طريق تخصيص بعض الوقت للكتابة

ولأنني أفضل التعليم والتدريس، فمن المحتم أن أصنع بعض الوقت للكتابة. وكان هذا الكتاب مهماً بما يكفي بالنسبة لي لصنع الوقت الكافي له. وعلى مدار ثلاثة أشهر، اعتكفت بعيداً عن الناس والعالم لتحقيق هذا الهدف. واعتقد الناس من حولي بمن فيهم أصدقائي أنني مت أو اختفيت! وكنت أعمل على كتابة النسخة المخطوطة فحسب. فعلى أي حال، ما الذي تمثله ثلاثة أشهر من حياتي إذا كانت نتائجها قد تفيد العديد والعديد من الناس؟

    وعلى الرغم من أنني كنت كالميت بالنسبة لجميع الآخرين، إلا أنني كنت شديد الحيوية فيما كنت أفعله. كانت الإثارة والحماسة التي أشعر بها من صنع نفسي ومكنتني من إنهاء الكتاب في الأساس، تطلبت كتابة الكتاب التنظيم، وصنع الوقت، وصنع الإثارة والحماس، وهو ما جعلني أستمر في التقدم.

كثير جداً من الناس يشعرون بالملل. يقولون إنه ليس هناك ما يفعلونه. كم هذا محزن! إنهم يشربون الخمر، ويشاهدون التليفزيون، ويلعبون ألعاب الفيديو، وألعاب الورق، وأي شيء آخر بغرض قتل الوقت. ولكن بينما هم يقتلون الوقت، يقتلون أيضا خيالهم الإبداعي. ليس لديهم وقت للدراسة، أو التأمل، أو تحسين الذات.

إن الحياة هي العمل. وعدم العمل هو الموت. إن الساعة تدق والوقت ينفد. والحياة حالة طوارئ. والوقت هو الآن.

تخيل نفسك كشخص دائماً ما يقوم بعمله الآن. إن كل شيء، تتخيله تنجزه على الفور، أو على الأقل تضع الخطط اللازمة لإنجازه على الفور. فإذا كنت ترغب حقاً في أن تكون قوياً، وسليماً، وناجحاً، ونشيطاً عاطفياً، فاعثر على الوقت اللازم للدراسة والتأمل في المبادئ التي ناقشناها في هذا الكتاب، النجاح يتطلب وقتاً. الكثير من الوقت. ليست هناك صيغة سحرية، إن الدراسة، والتأمل، والعمل تتطلب وقتاً.

 استغل الوقت الذي منحك الله إياه. معظم الناس لا يدركون قيمة الوقت إلى أن يصلوا إلى النهاية، ثم يتوسلون لبضع دقائق إضافية. إن أولئك الذين ماتوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية كانوا على استعداد الدفع أي ثمن مقابل أربع وعشرين ساعة أخرى. يمكنك قضاء الأربع والعشرين ساعة المقبلة في الوصول إلى قدراتك وطاقاتك الحقيقية أو في الانحدار في الجحيم الخاص بك. والخيار لك دائماً.