أظهرت الدراسات النفسية مراراً وتكراراً أن السبب الرئيسي وراء نجاح أي شخص هو أنه توقع تحقيق                                       

النجاح. الرياضيون الذين يحققون النجاح يتوقعون الفوز. كان محمد علي أحد أعظم الملاكمين المحترفين على مر العصور، وقد كان محمد علي دائماً ما يؤكد على انتصاره بطريقته المنبسطة المعتادة بقوله: "عندما أفوز بهذه المباراة..."، وليس "إذا فزت بهذه المباراة". حقاً، تلك هي الثقة التامة بالنفس!

قال أرسطو: "ما تتوقعه هو ما ستجده"

التوقعات تحكم حياتك، لذا، من المحتم أن تتحكم في توقعاتك. إذا توقعت الأفضل، فستجتذب الأفضل. ولكن إذا توقعت حدوث الأسوأ، فكن على يقين بأنه سيحدث. وعن طريق السماح لأنماط التفكير السلبي بأن تسيطر على حياتك، فإنك تكتسب عادة توقع النتائج السلبية. توضح الدراسات أن أكثر من تسعين بالمائة من الناس لديهم توقعات سلبية.

    ربما تجد صعوبة في تقبل هذا، ولكن سبب شيخوختك هو أنك تتوقع هذا. لقد تمت برمجتك على البدء في الكبر والشيخوخة عند بلوغك عمراً معيناً. عند هذه النقطة في الزمن، تتبنى بدون وعي منك الشخصية، وأسلوب ارتداء الملابس، والأعراض التي تناسب كبر السن. الأفيال لديها غريزة تمكنها من التنبؤ بالموت. وعندما تشعر بأن أجلها قد حان، تبدأ رحلة نحو مقبرة الأفيال. ومعظم الناس الذين أعرفهم يفعلون نفس الشيء تقريباً!

الثقة التامة بالنفس يتم بناؤها من خلال التوقعات الإيجابية. يمكنك بناء توقعات إيجابية بمعرفتك أن بداخلك القوة اللازمة للتغلب على أي عقبة تواجهك. الكثير جداً من الناس لديهم انجذاب مغناطيسي للماضي. إنهم يحتفظون بالتذكارات، والقصاصات، والخطابات القديمة، والأمور التافهة. وعلى الرغم من أنه لا بأس بهذا، فإنك إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح، يجب أن يركز عقلك على المستقبل، وليس على الماضي. بدلاً من الاحتفاظ بتذكارات، وقصاصات، وخطابات، وتفاهات الماضي القديمة، سيكون من الأكثر إيجابية بكثير أن تصنع سجلاً للقصاصات يحتوي على صوراً ترغب في إنجازه والوصول إليه وما ترغب في أن تكونه في المستقبل.

تطلع للمستقبل بالتوقعات، ثم تصرف بحماس. الحماس قوة محفزة فعالة وأحد أعظم أسرار النجاح. وكلمة الحماس في اللغة الإنجليزية enthusiasm مشتقة من عبارة إغريقية تعني "سر الله بداخلك". وهذا السر بداخلك هو الذي سيمكنك من إنجاز أي شيء تريده إذا أطلقته من خلال التفكير الديناميكي الفعال.

إن هامش الاختلاف في المهارة، والقدرة، والذكاء الفعلي بين هؤلاء الذين يحققون الإنجازات وأولئك الذين يفشلون هو فارق ضئيل للغاية بحق، إذا تساوی شخصان في الكفاءة، فإن الشخص المفعم بالحماس منهما سيجد أن كفة الميزان ستميل لصالحه. وحتى الشخص المتحمس صاحب القدرة الضعيفة نسبياً كثيراً ما يحقق النجاح فيما يفشل فيه صاحب القدرة الأكثر تميزاً الذي يفتقر إلى الحماس.

عندما سئل مارك توين عن سر نجاحه، أجاب قائلاً: "لقد ولدت وأنا أشعر بالحماس والإثارة". وقال توماس أديسون: "عندما يموت الإنسان، إذا استطاع توريث الحماس لأطفاله، فإنه يكون قد ترك لهم إرثاً ذا قيمة هائلة". وقد علق إميرسون، في مقالاته قائلاً: "كل لحظة عظيمة وقوية في تاريخ العالم تمثل انتصاراً لحماس شخص ما". وتجارب الحياة الشخصية لهؤلاء الرجال تؤيد فلسفتهم المشتركة.

عندما تتوقع شيئاً إيجابياً، فإنك تجذب إليك ما تتوقعه، أياً كان، من خلال قانون الجذب، تماماً كالمغناطيس. اعلم أن توقعاتك اليوم ستكون هي حياتك غداً.