الذكاء العاطفي والصورة الكبيرة 

هناك بعض الأمور المهمة التي ينبغي عليك أن تعرفها عن الذكاء العاطفي ككل. لقد قمنا عبر السنوات العشر الماضية باختبار ما يزيد على 500.000 شخص لاستكشاف الدور الذي تلعبه المشاعر في حياتهم اليومية. لقد توصلنا إلى كيف أن الأشخاص ينظرون إلى أنفسهم بشكل مضاد لنظر الآخرين إليهم، ولاحظنا كيف أن سمة اختيارات عدة تؤثر على النجاح الشخصي والمهني.

دور الذكاء العاطفي في فهم وإدارة المشاعر:

 على الرغم من تزايد الاهتمام بالذكاء العاطفي، لا يزال هناك قصور في فهم وإدارة المشاعر. حيث اتضح أن نسبة 36 بالمئة فقط ممن قمنا باختيارهم لديهم القدرة على التعرف على مشاعرهم وقت حدوثها.

ومفاد ذلك أن ثلثي الأفراد المتبقيين يقعون عادة تحت سطوة مشاعرهم، وليس لديهم المهارة لتحديد تلك المشاعر، ومن ثم توجيهها فيما ينفعهم. إن فهم العواطف والوعي بها أمر لا يتم تدريسه في المدرسة.

وعندما نلتحق بمجال العمل نكون على دراية بكيفية القراءة والكتابة وإعداد التقارير حول ما لدينا من معارف، لكننا في الغالب نفتقر إلى مهارات إدارة مشاعرنا في زخم المشكلات التي تعد بمثابة تحد علينا مواجهتها.

فاتخاذ القرارات السليمة لا يتوقف على المعرفة العلمية. حيث تعتمد تلك القرارات على معرفة الذات والتمكن من المشاعر عندما تقتضي الحاجة إلى ذلك.

نحن نعيش في فيض من المشاعر:

أما فيما يتعلق بمقدار ما نحس به من مشاعر، فلا عجب من أنها تحكم سيطرتها علينا. فلدينا الكثير من الكلمات التي تصف المشاعر التي تظهر في حياتنا، إلا أن جميعها في الأساس ليست إلا اشتقاقات من خمسة أنواع أساسية من المشاعر: السعادة، والحزن، والغضب، والخوف، والخجل.

وبينما تقوم بنظامك اليومي المعتاد – سواء كنت تعمل، أو تقضي الوقت مع الأسرة أو الأصدقاء، أو تأكل، أو تمارس التمرينات، أو تسترخي أو كنت حتى نائماً – تصير عرضة لفيض من المشاعر.

ومن السهل أن ننسى ردود الفعل الشعورية التي تتولد لدينا تجاه أي شيء يحدث في حياتنا، سواء أأدركنا ذلك أم لم ندركه. ويبرز تعقيد تلك المشاعر في تنوع أشكال حدتها.