اكتشاف بلازما الدم - Blood Plasma

سنة الاكتشاف: 1940م

ما هذا الاكتشاف؟

  • البلازما في ذلك الجزء من دم الإنسان الذي يتبقى بعد فصل كريات الدم الحمر خارجاًً

من هو مكتشف بلازما الدم ؟

  • تشارلز درو Charles Drew

أهمية اكتشاف بلازما الدم؟ 

يمكن خزن الدم الكامل خزناً سليماً لأيام قلائل. لقد عنى هذا دائماً أن عمليات إعطاء الدم يجب أن تكون من مصادر محلية وبأن تعطى بوقت الحاجة. لم يكن بمقدور الدم السفر لمسافات بعيدة، وكثيراً ما افتقر ذوو الأنواع الغير الشائعة إلى الدم الملائم لهم خلال العمليات الجراحية، فعانوا جراء ذلك أيما معاناة.

اكتشف "درو" عملية فصل الدم إلى كريات دموية حمراء وبلازما، فأمد هذا الاكتشاف كثيراً بعمر الحزن للدم وأنقذ آلاف أو ربما ملايين الناس من الموت.

أدخل اكتشاف درو بنوك الدم حيز الخدمة العملية، فلا تزال منظمة الصليب الأحمر تستعمل عمليته واكتشافه حتى اليوم في تنفيذ برنامجها لإعطاء الدم وخزنه.

كيف تم اكتشاف بلازما الدم؟

تعتبر فكرة نقل الدم قديمة قدم آلاف السنين، فقد مارسها قدماء أطباء الرومان. ولكن ما فتأت هذه العملية تعاني مشكلة خطرة للغاية، ألا وهي تسببها بوفاة العديد من المرضى المتسلمين للدم. لم يستطع أحد فهم سبب حدوث هذه المشكلة لحين عام 1897م، الذي شهد اكتشاف كارل لاندشتاینر للمجاميع الدموية الأربعة (O, AB, A , B ).

وبحلول عام 1930م، كان باحثون آخرون قد قسموا هذه المجاميع بدورها إلى ثمانية أنواع، وذلك من خلال التعرف على عامل ال_RH لكل مجموعة (مثلا: - A, O+ ,O-, A+....الخ). هذه الاكتشافات، أصبحت عملية نقل الدم سليمة 100% تقريباً، ولكن كان علی المستشفيات الآن خزن ثمانية أنواع من الدم بغرض توفير كل ما يمكن الحاجة إليه أثناء العلميات الجراحية. مهما يكن من أمر، فإن معظم الدم المعطى كان يفسد وبالتالي يرمي قبل استعماله والاستفادة منه، فكانت بعض الأنواع تستنفد ويواجه المريض خطراً كبيراً عندما يضطر لإجراء عملية جراحية بدون أخذ للدم. أصبح خزن الدم مشكلة أساسية لأقسام الجراحة والمستشفيات عموماً.

ولد تشارلز درو Charles Drew في العاصمة الأمريكية واشنطن بمنتصف صيف عام 1904م. بينما كان لاعب كرة قدم أمريكي موهوباً ومشهوراً في كلية أمهيرست، إختار درو أن يدرس الطب بدلاً من لعب الرياضة.

في عام 1928م، قَبل درو للدراسة في المدرسة الطبية بجامعة مكجيل في كندا (واحدة من مدارس الطب الجامعية القلائل في قبول الطلاب السود عام 1928م). هناك، درس درو تحت إشراف الدكتور جون بيتي Dr . John Beattie، البروفسور الزائر من إنجلترا. في عام 1930م، بدأ بيتي ودرو بدراسة طرق لتمديد فترة خزن الدم السليم خارج الحدود المتواجدة آنذاك والمقدرة بيومين لستة. كان عمر الحزن القصير هذا قد حد كثيراً من المتوفر حينها من إمدادات دموية.

تخرج درو في عام 1935م وترك الجامعة بقليل من التقدم المحقق في هذا المجال. وفي عام 1938م، تولى منصباً بحثياً في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، فاستمر في بحثه عن الدم، حيث طور تقنية للطرد المركزي سمحت له بفصل الكريات الدموية الحمراء عن باقي الدم، فأطلق على هذا «الباقي» أسم blood plasma أو «بلازما الدم». .

سرعان ما حسم درو أن كريات الدم الحمر تحتوي على مواد فريدة من نوعها مسؤولة عن تقسيم الدم على ثمانية أنواع مختلفة، بينما تعتبر بلازما الدم عامة بالنسبة لجميع أنواع الدم وبالتالي لا تحتاج تطابقة.

إذ أتضح له أن البلازما من أي واهب تجانس أي متسلم كان، الأمر الذي أضفى عليها جاذبية خاصة لأغراض إمداد الدم.

فحص درو البلازما وأظهر أنها تبقى أطول بكثير من كامل الدم، ثم أظهر بعدها أن كريات الدم الحمر المفصولة عن البلازما يمكن أن تخزن أيضاً لأطول من الدم الكامل.

توصل درو إلى اكتشاف آخر عام 1939م يقضي بإمكانية تجفيف البلازما وشحنها لمسافات بعيدة ثم إعادة إروائها (إعادة تركيبها من جديد بإضافة الماء إليها قبل الجراحة بقليل. فجأة، أصبح ممكناً أن يكون واهبو الدم على بعد آلاف الأميال عن متسلميه.

في عام 1940م، نشر درو أطروحته للدكتوراه، تضمن فيها دليله الإحصائي والطبي عن دوام البلازما لفترة أطول من كامل الدم وأسهب في شرح عملية فصل الدم إلى کریات دموية هراء وبلازما وكذلك عملية تجفيف البلازما.

أصبحت هذه المعلومات دليلاً إرشاديا لإدارة ومعالجة الإمداد الدموي الوطني. وفي عام 1941م، ابتكر درو أولى «ناقلات الدم» شاحنات مزودة بثلاجات - وساق أول حملة للتبرع بالدم (لصالح الطيارين والجنود البريطانيين).

اكتشف درو البلازما وطريقة خزن الدم بشكل سليم وللنقل البعيد، كما وخلق نظاماً عملياً لبنوك الدم وناقلاته في أغراض جمع ومعاملة وخزن وتحميل الدم إلى حيث هنالك حاجة. وأخيراً، أصبحت عمليات نقل الدم سليمة وعملية في آن واحدª.

حقائق طريفة: هل الدم كله أحمر؟ لا، فللسرطانات دم أزرق، حيث يحتوي على النحاس بدل الحديد. أما ديدان الأرض والعلقات، فإنها لها دماًأخضر اللون، سبب خضرته مادة مشتقة من الحديد تدعي كلورو کرورین chlorocruorin. كما تمتلك العديد من اللافقاريات، کنجم البحر مثلاً، دماً صافياً أو مصفراً.

الهوامش المرجعية:

ª توفي درو عام 1950م (بعمر السادسة و الأربعين)، وذلك في حادث سيارة خلال ذهابه لحضور مؤتمر طبي. تقول الكثير من الروايات أن مكتشف البلازما ومبتدع طريقة نقل الدم الأكثر سلامة وتطبيقاً حتى اليوم، الدكتور ريتشارد درو، نزف حتى الموت دون أن يتلقى الدم والرعاية اللازمة من مستشفى قريب من مكان الحادث، وذلك بسبب عرقه الأسود.