عندما نتناول بناء المشروعات وإدارتها وازدهارها (أو عدم ازدهارها)، فبالتأكيد لدينا في هذا الكتاب شيء جديد كي يتم طرحة.

إن هذا الكتاب لا يقوم علي نظريات أكاديمية، وإنما يقوم علي خبراتنا، فنحن نمتلك خبرة في السوق تمتد لأكثر من عشرة أعوام. وخلال مسيرتنا هذه، مررنا بفترتي كساد، وشهدنا هبوطاً اقتصادياً حادا، ورأينا تغييراً في نموذج الأعمال، كما مرت علينا الكثير من التوقعات المنذرة بنهاية أعمالنا؛ ولكننا حافظنا علي نجاح شركتنا رغم كل هذا .

إن شركتنا شركة صغيرة، ونحن عازمون علي إبقائها كذلك، فهي تنتج برمجيات لمساعدة الشركات والمجموعات الصغيرة علي تنفيذ مشروعاتها بطريقة سهلة، ومنتجاتنا يستخدمها أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العام.

وقد أسسنا الشركة عام 1999، كشركة استشارية لتصميم المواقع الإلكترونية مكونة من ثلاثة أفراد. وفي عام 2004 لم نشعر بالرضا بشأن برمجيات إدارة المشروعات المستخدمة في السوق؛ لذا قمنا بتصميم تطبيقنا الخاص وهو :"بيزكامب". وعندما عرضنا التطبيق علي العملاء والزملاء، قالوا جميعاً الشيء نفسه:" نريد هذا التطبيق لمشروعاتنا أيضاً". وبعد مضي خمسة أعوام، ما زال التطبيق يدر أرباحاً تبلغ ملايين الدولارات كل عام.

نحن الآن نبيع تطبيقات أخري مثل: تطبيق "هاي رايز"، وهو أداة بسيطة لإدارة العملاء ، ويستخدمه عشرات الآلاف من الأفراد في المشروعات الصغيرة لحفظ بيانات المبيعات، والصفات، وأكثر من عشرة ملايين جهة اتصال، كذلك، اشترك أكثر من خمسمائة ألف فرد في تطبيق "بك باك"، وهو أداة الشبكة الداخلية (الإنترانت) ومشاركة المعلومات، كما أرسل الأفراد أكثر من مائة مليون رسالة عبر تطبيق "كامبفاير" وهو أداة للمحادثة الفورية في العمل. لقد اخترعنا أيضاً منصة برمجية لتطبيقات الإنترنت يطلق عليها "روبي أون ريلز"،التي تعزز مواقع ويب 2.0 وجعلناها مفتوحة المصدر.

يعتبرنا البعض شركة للإنترنت، ولكن هذا الوصف يزعجنا؛ حيث إن شركات الإنترنت توظف الأشخاص دون توقف، وتنفق بلا حدود، كما أنها تفشل بشكل مثير. أما نحن فلسنا كذلك؛ فنحن شركة صغيرة (مكونة من ستة عشر شخصاً في الوقت الذي أرسل فيه هذا الكتاب إلي المطبعة)، مقتصدة ومربحة.

يقول الكثيرون: إننا لا نجيد فعل ما نقوم به. ويقولون أيضاً: إن الأمر مجرد ضربة حظ، ويوصون الآخرين بتجاهل نصائحنا، حتي وصل الأمر بالبعض إلي أن يصفنا بأننا متهورون وغير مسئولين، وكذلك يقولون: إننا غير محترفين، تخيل!

لا يفهم هؤلاء النقاد كيف يمكن لشركة أن ترفض تطبيق مفاهيم التوسع، والاجتماعات، والميزانيات، ومجالس الإدارة والدعاية، ورجال المبيعات، و"أرض الواقع" ،ومع ذلك تزدهر ـ إن هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا ـ يقولون: إننا يجب أن نبيع منتجاتنا لواحدة من شركات قائمة فورتشن500، لكن هذا هراء؛ فنحن نبيع لشركات من قائمة فورتشن5000000.

إنهم لا يصدقون أنه يمكنك أن تعمل مع موظفين لا يلتقي بعضهم بعضاً وينتشرون في ثماني دول في قارتين، كما يقولون: إنه لا يمكنك النجاح دون تصورات مالية وخطط خمسية، ولكنهم مخطئون.

ويقولون أيضاً: إنك بحاجة إلي شركة للعلاقات العامة لتنشر أخبارك في صفحات جرائد ومجلات مثل: تايم، وبيزنس ويك، وفاست كومباني، ونيويورك تايمز، وفاينانشيال تايمز، وشيكاغو تريبيون، و ذا أتلانتيك، و إنتربرينور، و وايرد .لكنهم أيضاً مخطئون، تم يقولون: إنك لا يمكن أن تكتشف أسرارك، وتعلن عوامل نجاحك، ثم تصمد أمام منافسيك في الوقت نفسه، لكنهم مخطئون من جديد.

يقولون: إنه لا يمكنك المنافسة دون تسويق ضخم وميزانية هائلة للدعاية، كما يقولون: إنه لا يمكنك النجاح وأنت تصنع منتجات ذات إمكانات أقل من منتجات منافسيك، ويقولون كذلك: إنه لا يمكنك النجاح دون تصور كامل للمشروع، ولكننا قمنا بهذا بالضبط.

إنهم يقولون عنا الكثير من الأشياء، وفي المقابل نحن نقول: إنهم مخطئون، ولقد برهنا علي ذلك، ونقدم لك هذا الكتاب لنرشدك إلي الطريقة التي تبرهن بها أنت أيضاً علي أنهم مخطئون.

أولاً: سنقوم بتفريغ مفهوم الأعمال من مضمونه الحالي، ونفسر لماذا حان الوقت لأن ننحي جانباً كل المفاهيم التقليدية حول كيفية إدارة الأعمال. وبعد ذلك، سوف نعيد بناءه؛ وتتعلم كيف تبدأ، ولماذا تحتاج إلي موارد أقل مما تعتقد، ومتي تقدم فكرتك للعامة، ومن هم الأشخاص الذين تحتاج إلي توظيفهم( ومتي)، وكيف تلقي كل شيء تحت السيطرة.

فلنبدأ ذلك، الآن.